كُتبت هذه المقالة بواسطة الكاتب مختار الجندي

سأعني بكلمة واجهة هنا, تلك المنصات والصفحات الرئيسية التي نستخدمها بشكل أساسي ولا نستطيع الإستغناء عنها في تعاملاتنا اليومية مع الويب، فبالإضافة لمحركات البحث تأتي الشبكات الإجتماعية على رأس تلك الواجهات التي نعتمد عليها  بشكل رئيسي ويومي.

لو تفقدنا تلك القائمة للواجهات التي نستعملها جميعا بشكل يومي سنجد أن أغلبها غربية، ليس هناك على هذه القائمة واجهات عربية، لا أقصد لغة هذه الواجهات ما أعنيه هو النشأة والملكية، فلماذا لا نجد واجهتنا العربية في هذه القائمة؟ وهل الأمر ممكنا بأن تتصدر واجهة إنترنت عربية متصفحاتنا يوما ما ؟ هذا ما سنناقشه.

 لا أتحدث عن واجهة عربية تغزو العالم مع أن هذا غاية الأمل المنشود لكن فقط ما آمله هو أن تلبي إحتياجاتنا العربية وتصبح بديلا قويا عن تلك الواجهات الغربية ومنافسا لها بشراسة.

الواجهات غير الغربية

سيتحدث البعض عن أن هذه الواجهات عالمية، وهي بالفعل كذلك ولكن بملاحظة بسيطة ستجد أن هناك من الدول من أوجدت لها بديلا محليا قويا ومنافسا يبقيها دوما علي قائمة صانعي التقنية بل ومصدريها، ويعطيها قدر أكبر علي الإستقلالية والتحكم، ولدينا مثالين جديرين ياندكس وبايدو.

محرك البحث ياندكسهو محرك بحث روسي شهير، يحتل يانديكس حوالي 60.9% من نسبة محركات البحث في روسيا، مما يجعله أكبر محرك بحث روسي ويخدم أيضا منطقة الدول المستقلة عن الإتحاد السوفيتي وتركيا، ويقدم أيضا  خدمات إلكترونية أخرى كالبريد الإلكتروني والخرائط والموسيقى وغيرها، هناك حوالي 150 مليون بحث يومي على ياندكس في أبريل 2012  وحوالي 56 مليون مستخدم حول العالم أحتل بهم ياندكس خامس محرك بحث عالمي، وبمعدل زيارات يصل إلي 25.5 مليون زائر لخدمات الشركة في مايو 2012.

بسبب الأداء الجيد لياندكس وتقنياتها القوية، وتقويتها بصورة جيدة لعلامتها التجارية، فإنها حققت إيرادات تصل إلى 622.2 مليون دولار، شكلت الإعلانات النصية حوالي 85% من أرباح الشركة وذلك بناء علي إحصائيات الربع الأخير من عام 2011.

محرك البحث بايدو: محرك البحث الصيني الذي أستطاع أن يحكم سيطرته علي سوق البحث في الصين بما يزيد علي 4.2 مليار عملية بحث قدرت في الربع الأخير من العام 2012 .

إذن هناك شعوب تعتمد علي واجهات غير تلك الغربية بالأساس، وتحاول أن تلحق بالركب بل بعضهم أصحب المسيطر الأول علي سوق بلاده وأصبح يطمح في المنافسة وبقوة علي حصص في الأسواق من حوله، وما دمنا تطرقنا إلي بايدو ذلك النموذج الصيني فأجد من الجدير بالذكر التنويه عن النسخ الصينية من علامات وواجهات الويب العالمية، فسوق الويب الصيني  استطاع أن يخرج نماذج صينية ناجحة جديرة بالمنافسة استطاعت أن تستحوذ علي نصيب كبير من السوق وخصوصا سوق الشبكات الإجتماعية.

 

 

 

لدينا كما يوضح الانفوجرافيك بالأعلى renren.com   هو النموذج الصيني للفيس بوك بحوالي 100 مليون مستخدم،  و Sina Weibo    منصة التدوين المصغر الصينية والشبيهة بتويتر والتي إستطاعت جذب حوالي 386 مليون مستخدم حتى منتصف العام 2012، و youku.com  وهو النسخة من اليوتيوب ويأتي تاليا له في ترتيب أليكسا للزيارات وهناك أيضا jiepang  التطبيق المشابه لفورسكوير .

 

سيبدو الأمر هنا أني ادعو  للتقليد، هو كذلك تماما فالأمور جميعها تبدأ بتقليد الأفكار ودائما ما يأتي الإبتكار كخطوة تالية، لا توجد أفكار ابتكرت من العدم، مثلا sina weibo  أعلنت عن تضمينها الفيديو بفترة تسبق تويتر، وبعضا من هذه النسخ ك renren  صرحت إدارتها برغبتهم في المنافسة خارج السوق الصيني ويدرسون ذلك.

دعنا نرسخ لهذه القاعدة: لم تخترع جوجل فكرة محرك بحث كما أن الفيسبوك ليس هو أول شبكة إجتماعية، في عالم الأعمال دائما ما نردد أن سرقة الأفكار من شركات أخري ليس عملا محرما، إنه عمل ذكي ويحدث كل يوم.

إذن لماذا نجحت هذه النسخ الصينية؟

 

 

الصينين يأخذون الأفكار والعمليات فقط، لكنهم يعيدوا صياغتها وإختراع أفكارها تماما بما يناسب ثقافة المستخدمين، وكما أن الأفكار الريادية للويب عالميا تأتي من وادي السليكون فإن آليات الربح من مواقع الويب نتعلمها من هذه النماذج الصينية.

ربما يعلل البعض هذا النجاح  من تلك الرقابة الصينية الشديدة على مواقع الشبكات الاجتماعية، ولربما يكون ضخامة السوق الصيني الذي يصل عدد مستخدمي الشبكات الاجتماعية فيها إلى 25% من مستخدمي الشبكات الإجتماعية حول العالم.

 تفسيرا لتك السياسات فإن الصين تعتبر العدد السكاني لها وحق الوصول لسوقها الضخم أحد الأصول لها والتي لا يجب أن تتشاركه وتتيحه للعالم الخارجي،

سواء كنت مؤيدا لتلك السياسات أم معارضا فإقتصاديا الأمر ليس غريبا فسياسة خلق البدائل المحلية تستخدمها تلك الأمم الصاعدة لتخلق بدائل للسلع والخدمات الضرورية لها، لتستغني ببدائل محلية الصنع  عن تلك المستوردة ولتساعد في خلق وظائف أكبر للإقتصاد المحلي، وفي حالة قطاع خدمات الإنترنت أصبحت تقنيات الويب  لا غني عنها وباتت من ضروريات الحياة اليومية.

بعيدا عن التحدث عن السياسات الصينية التي تعادي حقوق الإنسان ورقابتهم المشددة علي الإنترنت، فلنعترف أن قوة هذه النماذج لم يكن إلا  بتفوقهم في إيجاد آليات الربح، والإضافة علي الأفكار أو إعادة صياغتها بما يكون أقرب للمجتمع وثقافة المستخدمين.

المحاولات العربية وقدرتها علي النجاح:

بات من الضروريات الملحة لنا في الويب العربي التفكير جديا في كيفية خلق البدائل المحلية، واستقدامنا مثل هذه التقنيات لنمتك حق الدخول لتطوير التكنوليجيا العالمية، وحتي نستطيع الاستحواذ علي بعض من مفاتيح التقنية حول العالم.

هناك العديد من المحاولات العربية السابقة لكنها لم تكن قادرة علي تقديم جديد للمستخدم العربي، ولم تستطيع أن  تواجه ولاء المستخدمين للعلامات الغربية، أيضا عانت من كيفية إشهار علاماتها أو الحصول علي ثقة المستخدم.

 عدم القدرة علي إيجاد آلية ربح سريعة تمكن هذه المحاولات من مواصلة التطوير أمام منافسين عمالقة يقدموا كل يوم جديد لترسيخ إحتكارهم  للسوق، أيضا لم تستطيع هذه المحاولات أن تحوذ ثقة مستثمرين وتوضح لهم أنه من الممكن لبدائل محلية أن تحقق نجاحا يحسب لها مقابل هذه العالمية.

خلاصة القول: لكي تنجح عملية إتاحة البدائل لابد وأن تقدم فهما خاصا للمستخدمين، لا أن تعيد إختراع العجلة، فقط ابدأ من حيث انتهوا وضع إضافتك التي ليس باستطاعة منافسيك تقدميها، وأن تستعد بعدها لحرب تسويقية ضخمة تجابه بها  ولاء المستخدمين للعلامة التجارية لمنافسك  ولتقوي سمعة علامتك التجارية.

المصدر: اراجيك
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 59 مشاهدة
نشرت فى 10 يناير 2013 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,208,313