يخطئ من يقول: أجّرَهُ الدار، فهو مُؤَجِّرٌ. ويقولون إن الصواب هو: أَجَرَهُ الدار فهو مُؤْجِرٌ؛ لأن المعاجم كلها تقول إن الفعل هو: أَجَرَ إيجاراً لا أجَّرَ تأجيراً. ولكنّ مجمع اللغة العربية القاهري ذكر في "المعجم الكبير"، الذي أصدره عام 1970 م. أنَّ أجَّرَ الدار ونحوها يعني: أَجَرَها، ثم قال إن كلمة ( أجَّرَ ) مولّدة، وقياس المطاوعة لـ ( فَعَّلَ ) هو ( تَفَعَّلَ ).
وهنالك الفعلُ ( آجَرَ ) بمعنى ( أَجَرَ )، ولكنّ اسم الفاعل منه هو مُؤْجِرٌ أيضاً، لا مؤاجرٌ حسب القاعدة.
ونقولُ: أُجرةُ العاملِ أو أَجرُهُ لا إيجارُهُ. وإيجارُ الدارِ لا أُجرتها. وقد جاء في الآية 51 من سورة هود: "يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً". وجاء في الحديث: أعطُوا الأجيرَ أجْرَهُ قبل أنْ يجف عَرَقَه. تقول العرب في ضروب ضرب الأعْضاء: الضَّرْبُ بالرَاحَة عَلَى مُقَدَّم الرّأْس صَقْع، وعَلَى القَفَا صَفْع، وعلى الوجه صَكّ (وبِهِ نَطَقَ القُرْآن الكريم)، وعلى الخَدِّ بِبَسْط الكَفِّ لَطمٌ وبقَبضِ الكَفَ لَكْمٌ، وبكلتا اليدين لَدْم، وعلى الذَّقَن والحَنَك وَهْز ولَهْزٌ، وعلى الصدْر والجَنْب بالكَفِّ وَكْز وَلَكْز، وعلى الجنْبِ بالإصْبع وَخْزٌ، وعلى الصَّدْر والبَطْن بالرُّكْبَةِ زَبْن، وبالرِّجْل رَكْلٌ ورَفْسٌ، وعلى العَجُزِ بالكَفِّ نَخْسٌ وعلى الضَرْعِ كَسْع.
ويقال في الضرْب بأشياء مختلفة، قَمَعَهُ بالمِقْمَعَة وقَنَّعَه بالمِقْرَعَة، وعَلاهُ بالدِّرَّةِ، مَشَقَهُ بالسَّوْطِ، وخَفَقَة بالنَّعْلِ، وضَرَبَهُ بالسَّيْفِ، وطَعَنَهُ بالرُّمْحِ، ووَجَأَهُ بالسِّكِّين، ودَمَغَهُ بالعَمُود، ونَسَأَهُ بالعَصَا.
ابن الفارض:
زدني بـفرطِ الحــــبِّ فيكَ تحيـــــُّراً
وارحـــــمْ حشى ً بلظي هواكَ تسعَّراً
وإذا ســــــألتكَ أنْ أراكَ حقيقـــــةً
فاسمَحْ، ولا تجعلْ جوابــي: لن تَرَى
يـــا قلبُ!أنتَ وعـــــدتَني في حُبّهمْ
صبراً فحـــــاذرْ أنْ تضيقَ وتضجـــرا
إنّ الغَرامَ هــــوَ الحَيـــــاة، فَمُتْ بِهِ
صَبّاً، فحقّكَ أن تَمـــــوتَ، وتُعـــذَرَا
قُل للّذين تقدّمُوا قَبْلي، ومَن بَعْدي
ومَــــن أضحــــى لأشجاني يَــــــرَى
عني خذوا، وبيَ اقْتدوا، وليَ اسْمعوا
وتحدَّثـــــوا بصبابتي بينَ الــــــورى
ولقدْ خــلوتُ مـــــعَ الحبيب وبيننا
ســــــِرٌّ أرَقّ من النّسيمِ، إذا ســـرَى
وأبــــــاحَ طرفي نظـــــــرة أمَّلتهـــا
فغدوتُ معروفـــــــاً وكنتُ منكَــّراً
فدهشتُ بينَ جمالـــــهِ وجــــــلاله
وغــــــدا لسانُ الحـــــال عني مخبر
ساحة النقاش