يقال في حِدَّة اللسان والفصاحة إذا كان الرجل حَادَّ اللسان قادراً على الكلام، فهو ذرِبُ اللّسان، وفَتِيقُ اللسان، فإذا كان جيِّدَ اللسان، فهو لَسِن، فإذا كان يَضَعُ لسانَهُ حيث أراد فهو ذليق، فإذا كان فَصِيحاً، بَيِّنَ اللَّهْجَةِ فهو حُذَاقِي، فإذا كان، مع حِدَّة لسانه بَلِيغاً فهو مِسْلاق، فإذا كان لا تَعتَرِض لسانه عُقْدَة ولا يَتَحَيَّفُ بَيَانَهُ عُجْمَة فهو مِصْقَعٌ فإذا كان لسان القَوْم والمُتَكَلِّمَ عَنْهُمْ ، فهو مِدْرَه.
وفي عيوب اللسان والكلام، يقال الرُّتَةُ حُبْسَة في لسان الرجل وعَجَلَة في كلامه، اللّكْنةُ والحُكلَة عقْدَة في اللسان وعُجْمَة في الكَلام،الهَتْهَتَةُ والهَثْهَثَةُ بالتاء والثَّاء أيضاً حِكايةُ صَوْتِ العَيِيِّ والألْكَنِ اللُّثْغَةُ أن يُصَيِّرَ الراء لاماً، والسِّينَ ثاء في كَلامه، الْفأْفَأَةُ أن يتردَّدَ في الفَاء،والتَّمْتَمَةُ أن يتردَّدَ في التَّاء، اللَفَفُ أن يكونَ في اللسان ثِقَل وانعقاد،واللَّيَغُ أن لا يُبِينَ الكَلامَ ،واللَّجْلَجَةُ أنْ يكونَ فِيهِ عِيّ وإِدخالُ ً بَعْضِ الكَلاَم في بَعْض الخَنْخَنَةُ أن يَتَكَلَّمَ مِن لَدُنْ أنْفِهِ، وُيقالُ: هي أن لا يبيِّنَ الرجل كَلامَهُ فَيُخَنْخِنَ في خَيَاشِيمِهِ، والمَقْمَقَةُ أن يَتَكَلَّمَ مِن أقْصَى حَلْقِهِ.
وتعْرض لألسنة العرب الكَشْكَشَةُ في لغة تمِيم ، كقولهم في خِطَابِ المؤنَّثِ: ما الذي جَاءَ بِشِ ؟ يريدون: بِكِ ، وقرأ بعضهم: قَدْ جَعَلَ رَبُّشِ تَحْتَشِ سَرِيّاً، لقوله تعالى: (قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً).
الْعَنْعَنَةُ تَعرِضُ في لغةِ تَمِيم، وهي إبدالُهم العَينَ مِنَ الهمْزَةِ كَقَوْلِهمْ: ظَنَنْت عَنَّكَ ذَاهِب؛ أي: أنَّكَ ذَاهِبٌ. وكما قال ذُو الرُّمَّةِ:
أعـــَنْ توسَّمْتَ من خَرقاءَ مَنْزِلــــَةً
مَــــاءُ الصَّبَابَةِ مِنْ عَيْنَيكَ مَسْجُومُ
اللَخْلَخَانِيَّة تَعْرِضُ في لُغَاتِ أعْراب الشَّحْرِ وعُمَان كَقَوْلِهِمْ: مَشَا الله كَانَ ، يُريدُونَ مَا شَاءَ اللهّ كَانَ، والطُّمْطُمانيَّةُ تعْرِضُ في لغة حِمْيَر كقولهم: طَابَ امْهَوَاءُ، يُريدُونَ: طَابَ الهَوَاءُ.
لسان الدين الخطيب:
جــادك الغيــث إِذا الغيـث همـى
يــا زمــــــان الــوصل بــالأَندلسِ
لـــم يكـــــن وصْلُــك إِلاّ حُلُمًـــــا
فــي الكــرى أَو خُلسـة المخـتَلِسِ
إذ يقــود الدّهـــرُ أَشــتاتَ المُنـى
ينقــلُ الخــطوَ عـلى مـا يرســــــمُ
زُمَــــــــرًا بيــن فُــــــرادى وثُنًــى
مثــل مــا يدعـو الوفـودَ الموْســمُ
والحيــا قـــــد جـلَّل الـرّوض سـنا
فثغـــور الزّهـــــــرِ فيــه تبســـــمُ
ساحة النقاش