«آي باد ميني» يخوض منافسة قوية مع سامسونج “جالاكسي تاب 2“
يحيى أبوسالم
لم يشكل الإعلان عن آخر وأحدث كمبيوترات أبل اللوحية، آي باد ميني الجديد، صدمة للعديد من المتابعين والمهتمين بشؤون أبل، هذا اللوحي الذي شكل بشاشته الصغيرة التي جاءت بقياس 7,9 إنش، انعطافاً جذرياً في خط إنتاج هذه الأجهزة اللوحية من أبل، والتي جاءت بنسخها الثلاث الماضية بشاشة أكبر قياس 9,7 إنش، ليعلن هذه اللوحي الصغير دخول سوق جديد ابتعدت عنه الشركة الأميركية لسنوات طويلة، وليرفع راية التحدي الواضحة، أما العديد من الكمبيوترات اللوحية التي تأتي فئة قياس الشاشة نفسها. فبماذا تميز “آي باد” الجديد عن غيره من منافسين؟ وما أوجه الشبه والاختلاف بينه وغيره من الأجهزة فيما يتعلق بالمواصفات الفنية والتقنية؟
من المؤكد أنك إذا كنت أحد المتابعين والمهتمين بعالم الكمبيوترات اللوحية، على اختلاف أنواعها وأشكالها، والشركات العالمية المنتجة لها، فأنت تعلم أن السيطرة والتنافس اليوم في هذه الكمبيوترات، يقع بين الأميركية أبل، والكورية سامسونج، وهذا فيما يتعلق بهذه الكمبيوترات اللوحية التي تأتي بأحجام كبيرة تتجاوز 9 إنش، وعلى رأسها كمبيوتر سامسونج اللوحي الجديد “جالاكسي نوت 10,1”، وكمبيوتر أبل اللوحي النسخة الثالثة “آي باد الجديد”.
فيما يتعلق بالكمبيوترات اللوحية ذات الأحجام الصغيرة والتي تأتي ما بين 7 - 8 إنش، فلقد كانت المنافسة تقتصر بين هذا النوع من هذه الكمبيوترات على كمبيوتر الكورية سامسونج “جالاكسي تاب 2”، والكمبيوتر الجديد من جوجل “نيكسوس”، والأميركي من أمازون “كيندل فاير إتش دي”، بالإضافة إلى الأميركي أيضاً من بارنز و نوبل “نووك أتش دي”، إلى أن أعلن مؤخراً عن الأميركي الجديد من أبل “آي باد ميني”، لينضم ويدخل المنافسة مع هذه الأجهزة، وليعلن بشاشته التي فاقت كل هذه الكمبيوترات بحجمها، إنما حافظت على الوزن الإجمالي والحجم والسماكة للجهاز، دخوله المنافسة في هذه الفئة وبقوة لا يستهان بها.
من المؤكد أن منافسة آي باد ميني الجديد، مع الكمبيوترات اللوحية من نفس الفئة والموجودة في الأسواق حالياً، لن تكون سهلة أبداً، وخصوصاً أن لوحي أبل الجديد سيأتي بثمن مرتفع مقارنة بغيره من الكمبيوترات اللوحية من نفس الحجم، حيث سيأتي آي باد ميني بسعر 1200 درهم تقريباً، وهو السعر الذي يأتي بالضعف تقريباً إذا ما قورن بسعر الكمبيوترات اللوحية الأخرى، والتي يتفوق بعضها عليه بوضوح الشاشة وسرعة المعالج وبعض الميزات الأخرى.
ولتسهيل معرفة الفوارق وأوجه الشبه في المواصفات والميزات، قمنا بعمل هذه المقارنة، لتساعدك على معرفة ميزات كل جهاز ومواصفاته والتقنيات التي يتفوق بها عن غيره، مع الملاحظ أن كمبيوتر آي باد ميني اللوحي الجديد يعمل بنظام التشغيل الحصري بشركة أب “آي أو أس”، بينما تأتي الكمبيوترات اللوحية الأخرى بنظام التشغيل من جوجل “أندرويد”، بنسخة آيس كريم ساندويتش، باستثناء جهاز جوجل اللوحي نيكسوس الذي جاء بالنسخة جيلي بين.
◆ فيما يتعلق بالشاشة ووضوحها: جاء شاشة آي باد ميني فيما يتعلق بالحجم على اختلاف واضح عن كافة الأجهزة اللوحية الأخرى من نفس الفئة، حيث جاءت بقياس 7,9 إنش، بينما جاءت شاشات الكمبيوترات اللوحية الأخرى بحجم 7 إنش فقط. أما فيما يتعلق بوضوح شاشة آي باد ميني فجاءت بوضوح يصل إلى (1024x768) بكسل، وكثافة صورة تصل إلى 163 بكسل لكل إنش، وهو الوضوح وكثافة الصورة نفسهما تقريباً الذي جاء عليه جالاكسي تاب 2، والذي وصل إلى وضوح (1024x600) بكسل، وكثافة صورة وصل إلى 170 بكسل لكل إنش.
أما كمبيوترات جوجل نيكسوس وأمازون كندل فاير إتش دي، فجاءت شاشاتها بوضوح عال يصل إلى (1280x800) بكسل، و(1280x600) بكسل على التوالي، وبكثافة الصورة نفسها التي وصل إلى 216 بكسل لكل إنش. أما الكمبيوتر الأخير نووك إتش دي، فقد تفوق بشاشته على كافة الكمبيوترات الأخرى من نفس الفئة، وجاء بشاشة فائقة الوضوح تصل إلى (1440x900) بكسل، ذات كثافة عالية وصلت إلى 243 بكسل لكل إنش.
◆ فيما يتعلق بالأداء والسرعة: جاء آي باد ميني بالمعالج المركزي القديم المستخدم في آي باد 2، ثنائي النواة من نوع إيه 5، والذي جاء بسرعة 1 جيجاهيرتز في هذا الأخير، وليس معروف إذا كانت هي نفس السرعة المستخدمة في النسخة الصغيرة. وهو الأمر الذي أحبط الآلاف من عشاق أجهزة أبل، الذين توقعوا أن تستخدم أبل معالجها المركزي الجديد من نوع إيه 6، الذي استخدمته في آي باد الجديد. كما أن الذاكرة العشوائية في آي باد ميني جاءت بحجم ضئيل وصل إلى 512 ميجابايت.
في الجانب الآخر جاء نيكسوس بالمعالج المركزي فائق الأداء رباعي الأنوية من نوع تيجرا 3 من إنفيديا، والذي جاء بسرعة عالية وصلت إلى 1,2 جيجاهيرتز، أما جهاز كندل فاير، فجاء بالمعالج المركزي كورتيكس إيه 9 بنفس السرعة إنما ثنائي النواة، وهو ما جاء عليه المعالج المركزي في كمبيوتر جالاكسي تاب 2 إنما بسرعة 1 جيجاهيرتز، أما كمبيوتر نووك، فجاء بنفس المعالج من نوع كورتيكس إيه 9 إنما بسرعة وصلت إلى 1,3 جيجاهيرتز. إلى ذلك جاءت هذه الكمبيوترات اللوحية الأخرى بحجم ذاكرة أكبر من الذاكرة في آي باد ميني الجديد، وصل إلى 1 جيجابايت.
◆ فيما يتعلق بالشكل الخارجي: رغم كبر حجم شاشة آي باد ميني الجديد عن بقية الكمبيوترات اللوحي الأخرى من فئة 7 إنش، إلا أن الشركة الأميركية أبل، تمكنت وبمهارة عالية من وضع شاشاتها قياس 7,9 إنش، في الهيكل الخارجي لهذا الكمبيوتر اللوحي، الذي تمكن رغم كبر شاشته التي جاءت بفارق 1 إنش تقريباً عن الكمبيوترات اللوحية الأخرى المنافسة، من أن يأتي بنحافة ووزن لافتين للانتباه. فجاء الكمبيوتر اللوحي آي باد ميني من أبل بوزن إجمالي لا يتجاوز 310 جرامات، وبسماكة نحيفة وصلت إلى 7,1 مليمتر.
إلى ذلك جاء كمبيوتر نيكسوس اللوحي وجالاكسي تاب 2، بوزن إجمالي تقريبي وصل إلى 343 جراما، وبنفس السماكة التي وصلت في كلامهما 10,4 مليمتر. أما كمبيوتر نووك اللوحي، فقد جاء بوزن قريب جداً إلى وزن كمبيوتر آي باد ميني وصل إلى، 314 جراما، وبسماكة وصلت إلى 10,9 مليمتر. وبخصوص الكمبيوتر اللوحي من آمازون كندل فاير، فقد تغلب على الجمع بوزنه الثقيل مقارنة بغيره، وجاء بوزن إجمالي قارب من الوصل إلى 400 غرام، وبسماكة بلغت 10,16 مليمتر.
◆ فيما يتعلق بذاكرة التخزين الداخلية: جاءت كل الكمبيوترات اللوحية التي ذكرنها بخيارات ذاكرة تخزين داخلية مختلفة تبدأ بحجم 8 و 16 جيجابايت، كما في كمبيوتر نووك ونيكسوس وجالاكسي تاب 2، الذي جاء بخيار ثالث وصل إلى 32 جيجابايت. بينما كمبيوترات كندل فاير وآي باد ميني، فجاءت بأحجام ذاكرة بدأت من 16 و32 جيجابايت، بالإضافة إلى خيار 64 جيجابايت جاء فقط في آي باد ميني. أضف إلى ذلك فإن جميع الكمبيوترات اللوحية هذه لا تدعم الذاكرة الخارجية من نوع مايكرو إس دي، باستثناء كمبيوترات نووك وجالاكسي تاب 2.
◆ فيما يتعلق بالكاميرا وتقنيات الاتصال: تفوق آي باد ميني الجديد للمرة الثانية على بقية الكمبيوترات اللوحية الأخرى من نفس فئته، حيث تم تزويده بكاميرتين أمامية بحجم 1,2 ميجابيكسل، وخلفية بحجم 5 ميجابيكسل، تماماً كالذي جاء به الكمبيوتر اللوحي جالاكسي تاب 2، إنما بحجم 3 ميجابكسل للكاميرا الخلفية و VGA للأمامية. أما الكمبيوترات اللوحية من نوع نيكسوس وآمازون كندل، فلم تزود بكاميرات خلفية، واكتفت بالأمامية فقط، والتي جاءت بحجم 1,2 ميجابيكسل و 1,3 ميجابكسل على التوالي. ولم يأت كمبيوتر نووك اللوحي بكاميرات خلفية ولا أمامية.
وبخصوص تقنيات الاتصال بالإنترنت، فلقد زود آي باد الجديد بقناتين مزدوجتين للواي فاي، وذلك على غرار أمازون كندل فاير، حيث إنه يدعم الاتصال بالإنترنت عبر الراوتر بالسرعات التقليدية التي تصل إلى 2,4 جيجابايت، والسرعات الفائقة التي تصل إلى 5 جيجابايت، بشرط دعم الراوتر المستخدم لها. بالإضافة إلى دعم آي باد ميني لتقنيات الاتصال بالإنترنت فائق السرعة من نوع LTE، والتي تتجاوز السرعات بها إلى أكثر من 100 ميجابايت في الثانية الواحدة. أما كمبيوترات نيكسوس ونووك، فلم تدعم سوى تقنية الاتصال بالإنترنت عبر الواي فاي التقليدي، بينما دعم جالاكسي تاب 2 تقنيات الجيل الرابع، بالإضافة إلى الواي فاي التقليدي.
نسخة جديدة
رغم أن سعر كافة الكمبيوترات اللوحية الأخرى جاء بنفس القيمة تقريباً والتي جاءت بـ730 درهما إماراتيا، للنسخ المزودة بأقل حجم لذاكرة التخزين، وذلك حسب نوع الكمبيوتر اللوحي، ورغم أن سعر آي باد ميني تجاوز هذا الرقم بالضعف تقريباً لتصل قيمة النسخة 16 جيجابايت منه إلى 1200 درهم إماراتي، ورغم تفوق الكثير من الكمبيوترات اللوحية الأخرى بالميزات والمواصفات الفنية والتقنية على آي باد، وتفوق هذا الأخير عليها ببعض هذه الميزات والتقنيات المستخدمة، إلا أننا على ثقة تامة أن هذا الجهاز الجديد من أبل سيلاقي ترحيباً كبيرة من فئة جديدة من المستثمرين والزبائن. والسبب هو أن شركة أبل الأميركية باتت بعمل تغيرات جذرية في سياساتها، لتطال كافة فئات الزبائن، ولتنشر أجهزتها بين كافة الطبقات المجتمعية، وخصوصاً إذا ما علمنا أن نسخة أجدد وأحدث من آي باد ميني، سيطلق عليها اسم آي باد 4 سترى النور وسيعلن عنها قريباً.
ساحة النقاش