آي باد ميني يأتي بشاشة قياس 7,8 إنش وبالمعالج المركزي إيه 5

يحيى أبوسالم

كما كان متوقعاً وكما ذكرت أغلب الشائعات، ها هي الشركة الأميركية آبل، تكشف النقاب يوم الخميس الماضي ومن خلال رئيسها التنفيذي تيم كوك، عن آخر وأحدث أجهزتها الذكية، كمبيوترها اللوحي الجديد “آي باد ميني”، الذي لاقت نسخه السابقة المختلفة وعلى مدى السنوات الماضية، الشهرة والصيت الكبيرين، والذي ظل الراحل ستيف جوبز، مؤسس «ابل» ورئيسها التنفيذي السابق في أبل، يصُر وعلى مدار سنوات إدارته الماضية للشركة، على رفضه إنتاج نسخة صغيرة من آي باد، رغم موافقته آخر أيامه على هذا المنتج، الذي لا أحد يعلم إن كانت عن قناعة أم لا. فهل سيأتي آي باد ميني الجديد، حسب التوقعات؟ أم أن رفض جوبز لهذا الجهاز كان في محله؟

لم يعد أمر آي باد ميني الجديد، الذي يأتي بحجم صغير مختلف عن أحجام كافة النسخة السابقة من كمبيوترات أبل اللوحية، التي مازالت السباقة، والتي مازالت تعد الخيار الأول لملايين المستخدمين والزبائن حول العالم، المقبلين على شراء كمبيوترات لوحيه جديدة، سراً يخفى، ولم تعد مواصفات وميزات الكمبيوتر اللوحي الجديد من أبل آي باد ميني، ضمن دائرة الشك وتحت وابل الشائعات الكثيفة التي طالتها خلال الأشهر القليلة الماضية.

إعلان المنافسة

 

يكفي أن تذهب اليوم إلى الموقع الإلكتروني الرسمي لشركة أبل، لتجد هذا اللوحي صغير الحجم، الذي يتوسط يد مستخدميه بسهولة، ويسر لم تعتد عليها أجهزة أبل اللوحية السابقة، ولتجده يتوسط الصفحة الأولى والرئيسية في موقع الشركة الرسمي. ولتجد كل ما كنت تنتظره من ميزات ومواصفات، ولتعرف إن كان هذا اللوحي الجديد بهذا الحجم الصغير، سيحقق ما حققه أقرانه من الكمبيوترات اللوحية السابقة من شهرة وسمعة طيبة على مدار السنوات الماضية، أم ليأتي كجهاز تكنولوجي جديد، يضيف بطرحه في الأسواق، عبئاً في الاختيار على المستهلك بينه وبين غيره من منافسين في هذه الفئة من الكمبيوترات، التي تأتي بشاشات ذات حجم 7 إنشات.

 

وبإعلان أبل عن كمبيوترها اللوحي الجديد آي باد ميني، تعلن الشركة الأميركية العملاقة دخولها إلى السوق الذي طالما ظلت بعيدة عنه، ولتعلن منافسة العديد من الكمبيوترات اللوحية التي تأتي ضمن حجم شاشة قياس 7 انشات، وعلى رأسها كل من كمبيوتر الكورية سامسونج اللوحي الغني عن التعريف “جالاكسي تاب 7”، وكمبيوتر الأميركيتين أمازون “كنديل فاير، وجوجل نيكسوس 7. ولكن السؤال المهم الذي من المؤكد سيدور في بال العديد منا، هو ما الجديد الذي جاء به آي باد ميني؟ وهل كان رفض ستيف جوبز على مثل هذا الحجم .

خصائص فنية

خصوص الشكل الخارجي: يأتي آي باد ميني، بالضرورة بوزن أخف من كافة نسخة آي باد السابقة، حيث جاء بوزن إجمالي لا يتعدى 310 جرامات، أي أنه جاء بوزن أخف لغاية النصف من النسخة الحالية. بالإضافة إلا أنه يأتي بنحافة أكثر، حيث يأتي بسماكة تصل إلى 7,2 مليميتر، أي أنه أنحف من النسخ السابقة بما يعادل 23 بالمائة. ما يجعل النسخة الجديدة من آي باد، مثالية للتعامل معها بيد واحدة. هذا بالإضافة إلى استبدال موقع أزرار الصوت وزر التحكم في حركة الشاشة، إلى الجهة اليمنى من الجهاز, بالإضافة إلى تغير مدخل السماعات إلى الأعلى. هذا بالإضافة إلى أن السماعات ووصلة الشحن تأتي في أسفل الجهاز في الوسط، كما تم استخدام وصلة الشحن الجديدة “Lightning” التي تم استخدامها في آي فون 5.

◆ بخصوص الشاشة: لم تأت شاشة الجهاز الجديدة آي باد ميني عكس التوقعات، حيث لم تأت مثل شاشة آي باد الجديد، من نوع ريتينا التي تمتاز بوضوحها الفائق الذي يصل إلى (2048x1536) بكسل، بل جاء بنفس الشاشة المستخدمة في آي باد 2، مزودة بإضاءة خلفية من نوع إل إيه دي، وبحجم يصل إلى 7,9 إنش، وبوضوح يصل إلى (1024x768) بكسل، وبكثافة صورة تصل إلى 163 بكسل لكل إنش. ما أعطى الشاشة نقاءً ووضوحا عاليا جداً، وميزها بألوان غنية فائقة الجودة، وأعطى الصورة والكتابة عليها حدة فائقة، لم نر مثلها في آي باد 2، رغم استخدام هذا الأخير لنفس الإضاءة ونفس الوضوح، إلا أنه جاء بشاشة ذات قياس أكبر من آي باد ميني يصل إلى 9,7 إنش، مما أثر على وضوح وجودة ألوان الصورة عليه.

أضف إلى ذلك فإن الشكل الخارجي للجهاز الجديد جاء بحجم زوائد جانبية “الإطار الجانبي” أقل من نسخ آي باد الحالية، جعل نسبة التباين في آي باد ميني هي 4:3، مما جعل معها مشاهدة الأفلام أو تصفح المواقع الإلكترونية يأتي ملء الشاشة، بدون السواد العلوي والسفلي، الذي اعتدنا عليه في النسخ القديمة من آي باد، وخصوصاً عند مشاهدة الأفلام عالية الدقة.

◆ بخصوص الكاميرا: جاءت كاميرا آي باد ميني الجديد، من نفس نوع وحجم الكاميرا في نسخ أجهزة آي باد الحالية، فجاءت الكاميرا الخلفية من نوع “iSight” وبحجم يصل إلى 5 ميجابيكسل، قادرة على تصوير فيديو فائق الوضوح يصل إلى 1080 بكسل. أما الكاميرا الأمامية فهي أيضاً على غرار النسخ السابقة من آي باد قادرة على إجراء مكالمات فيديو بدقة عالية تصل إلى 720 بكسل. ولعل سهولة التصوير في آي باد ميني، وبيد واحدة، تعطي الأخير ميزة يتفوق بها على التصوير في النسخ الحالية من آي باد، كبيرة الحجم. كما أن ميزات الثبات التي تأتي بنسخة نظام التشغيل آي أو اس 6 ستسهل عملية التصوير هذه وبيد واحدة لأقصى درجة ممكنة.

◆ بخصوص الأداء والسرعة: جاء آي باد ميني الجديد بالمعالج المركزي القديم من أبل والمستخدم في آي باد 2، من نوع “إيه 5” ثنائي النواة، والذي جاء بهذا الأخير بسرعة تصل إلى 1 جيجاهيرتز، ولم يتم تحديد إذا ما كانت هي نفس السرعة التي ستستخدم في المعالج المركزي الخاص بالنسخة الجديدة من الكمبيوتر اللوحي. إلى ذلك جاء آي باد ميني بحجم الذاكرة العشوائية من نوع رام، الذي جاء بجهاز آي باد 2، والتي جاءت بحجم صغير يصل إلى 512 ميجابايت في كلا الجهازين. ورغم أن سرعة المعالج وحجم الذاكرة في آي باد ميني الجديد هي نفسها في آي باد 2، إلا أن العديد مِن مَن سنحت لهم الفرصة لاختباره أكد أن أداءه وسرعته أعلى من آي باد 2، ولعل صغر حجم الشاشة الذي لا يتطلب طاقة أعلى من المعالج المركزي هو السبب في ذلك.

◆ بخصوص الاتصال بالإنترنت: إحدى أهم الميزات التي ميزت آي باد ميني، عن باقي كمبيوترات أبل اللوحية الحالية، هو أنه يجمع ما بين موجتين للاتصال عبر واي فاي بالإنترنت، وهما موجة القديمة بحجم 2,4 جيجاهيرتز، والجديدة بحجم 5 جيجاهيرتز، والتي تعطي ضعف السرعة في تصفح الإنترنت أو تحميل التطبيقات والبرامج المختلفة. “مع الملاحظ أن هذه السرعة تتطلب أجهزة راوتر لاسلكية متوافقة مع هذه السرعة”. وهي التي تمكن المستخدمين لها من الوصول إلى سرعات تتجاوز 100 ميجابايت في الثانية. كما أن أبل أكدت أنه هنالك نسخ من آي باد ميني ستدعم الاتصال بالإنترنت عبر واي فاي وعبر كرت الاتصالات، والذي تم تزويده بتقنيات الإتصال السريع مثل LTE، HSPA، HSPA+... وغيرها.

◆ بخصوص البطارية: أكدت الشركة الأميركية أن آي باد ميني الجديد قادر على العمل وتصفح الإنترنت وسماع الموسيقى ومشاهدة الأفلام لغاية 10 ساعات متواصلة، بشرط أن يكون ضمن وضعية الواي فاي وليس وضعية الاتصال عبر كرت الاتصالات.

منافسة الهواتف الهجينة

رغم أن قياس آي باد الجديد جاء بالمنتصف تقريباً بين حجم الكمبيوترات اللوحية التقليدية المختلفة والذي يصل إلى 10 إنشات، وبين الهواتف الذكية الهجينة التي تأتي بشاشات بحجم ما بين 5 - 5,5 إنش، فليس هو من الكمبيوترات اللوحية المريحة للرؤية والجيدة لمشاهدة الأفلام أو تصفح الإنترنت مثل الفئة الأولى، وليس هو من الهواتف كبيرة الشاشات التي تمتاز بوضوحها مقارنة مع الهواتف الأخرى، وبسهولة حملها ووضعها في الجيب مثل الفئة الثانية، فمن المؤكد أن ظهور آي باد الجديد الصغير، سيوجد فئة جديدة من الزبائن، وسيعطيهم خياراً جديداً في الاختيار بينه وبين الكمبيوترات اللوحية القليلة الأخرى التي تأتي بمثل هذا الحجم.