“أوراس” تنافس سيارة “بي أم دبليو إكس 6” و “بورش كايين” الألمانيتين
يحيى أبوسالم
تعلم الشركات العالمية المصنعة للسيارات، على اختلاف موديلاتها وأنواعها، أن هنالك العديد من الزبائن المغرمين والمولعين بسيارات الدفع الرباعي والسيارات من نوع “إس يو في” الرياضية متعددة المهام والأغراض، هذه الأنواع من السيارات التي كان الطلب عليها في الماضي كثيراً أصبح اليوم مثل هذه الطلب يوازي الطلب على السيارات من الأنواع المختلفة، ويتفوق عليها في بعض الأحيان، حسب المنطقة والدولة. وأصبحنا نرى اليوم بصمات أغلب الشركات العالمية في هذه المجال وهذا الإنتاج، وبتنا نرى سيارات رياضية، رباعية الدفع، من شركات متخصصة بسيارات الصالون فقط، ولعل آخر ما سنراه قريباً من هذه السيارات، هو ما ستطربنا به الإيطالية لامبورجيني، من خلال سياراتها الرياضية الإس يو في الجديدة “أوراس”.
المتتبع لإنتاج الشركة الإيطالية العريقة لامبورجيني، وعبر سنوات إنتاجها الطويلة، من المؤكد أنه سيلاحظ وبدون أدنى شك، أمرين مهمين، الأول أن إنتاج هذه الشركة وخلال الفترة الماضية بأسرها، كان يرتكز على السيارات الرياضية الفارهة والقوية والحصرية، التي كنا وما زلنا نراها، بشكل نادر على شوارعنا أو في صالات العرض المختلفة، والتي كانت من أهم المآخذ عليها، وبغض النظر عن قوتها وجاذبيتها وتميزها ورفاهيتها عن باقي السيارات، بالإضافة إلى سعرها الباهظ والمرتفع، الذي لا يقدر عليه العامة، سوى القليل منهم. أما الأمر الثاني فهو أن شركة لامبورجيني، التابعة لإدارة مجموعة فولكس فاجن، لم تنتج سيارات رياضية رباعية الدفع من نوع “إس يو في” للمهام المتعددة، بكثرة وعلى غرار شركات السيارات العالمية، وأقتصر إنتاجها على سيارتها الأولى الرياضية الفارهة الأسطورة من نوع “إل إم 002” والتي تم إنتاجها في العام 1986، بمجمل 300 نسخة فقط، كانت تمتاز إلى جانب ما ذكر أيضاً بالسعر المرتفع والباهظ في تلك الفترة.
منافسة كبيرة
تعتبر سيارة لامبورجيني أوراس أو يورس كما يحلو للبعض نطقها، هي ثاني سيارة رياضية رباعية الدفع من فئة إس يو في، التي تأتي خلفاً للسيارة الأولى إل إم 002 من الشركة الإيطالية، وبحسب العديد من المصادر المطلعة، وإذا ما أصدرت إدارة مجموعة فولكس فاجن، الأوامر للشركة الإيطالية لامبورجيني بالبدء بإنتاج وتصنيع السيارة الجديدة “أوراس”، فستكون هذه الأخيرة متوافرة أكثر بعشرات المرات من النسخة رباعية الدفع التي سبقتها. حيث أكدت العديد من التقارير أن الشركة الإيطالية بصدد إنتاج نحو 3 آلاف نسخة سنوياً منها.
ورغم ميزات الفخامة والرفاهية المطلقة التي تأتي بها سيارات لامبورجيني في فئاتها المختلفة، وعلى مدار السنوات الكثيرة الممتدة، إلا أن المنافسة الكبيرة التي يشهدها سوق السيارات العالمي، قد يكون السبب الرئيس في تخفيض الشركة الإيطالية من هذا الكم من الفخامة والرفاهية في سياراتها، مقابل تقليل سعر السيارة، الأمر الذي من المؤكد أن سيرفع مبيعات سياراتها ويزيد الطلب عليها. على غرار الكثير من الشركات العالمية العملاقة، وعلى رأسهم شركة بورشه من خلال سياراتها متعددة الأغراض من فئة إس يو في “كايين” والتي لاقت نجاحاً كبيراً وطلباً متزايداً منذ اليوم الأول لطرحها في الأسواق.
معرض بكين
مؤخراً وعلى هامش معرض بكين الدولي للسيارات تم الإعلان عن أحدى أهم وأرخص والأكثر لفتاً للانتباه من سيارات شركة لامبورجيني الإيطالية، والتي يطلق عليها اسم أوراس، هذه السيارة التي تأتي كنسخة مختلفة تماماً عن فئات السيارات الكثيرة التي تطلقها الشركة الإيطالية سنوياً بنسخة قليلة ومحدودة، تأتي عشاق سيارات الدفع الرباعي من فئة إس يو في اليوم، بسيارة رياضية متعددة المهام، مؤلفة من 4 مقاعد للركاب، وتمتلك أربعة أبواب بالإضافة إلى باب خلفي خامس خاص بالأمتعة والحمولة الزائدة.
لامبورجيني أوراس الإيطالية الجديدة، توحي لك ومنذ النظرة الأولى إليها، بأنها نسخة مبنية على نفس هيكل سيارة بي إم دبلي إكس 6، وهو ما يعطي انطباعا بأن السيارة من فئة كوبيه، وذلك لحدة انحناء سقفها إلى المؤخرة. ولعل منظر السيارة الخارجي هو الكفيل عن إعطاء الصورة واضحة عن ما تخفيه من تقنيات داخل حجرة القيادة وما تخفية من قوة وإمكانيات أسفل غطاء محركها الأمامي، الذي لم نعتد على موقعه في نسخة سيارات الشركة المختلفة السابقة.
إلى ذلك، تم تخفيض الخطوط الخارجية للسقف إلى الأسفل في أوراس على العكس من السيارات الأخرى المنافسة لها، باستثناء سيارة إكس 6 من بي أم دبليو، كما وتم تزويدها بأجنحة أمامية وخلفية لتعزيز القيادة في مختلف الظروف والبيئات المختلفة. كما أن تغير الواجهة الأمامية مروراً بجانبي السيارة وسقفها وصولاً للمؤخرة، جعل من سيارة أوراس الجديدة، لا ترتبط شكلاً مع فئات السيارات الأخرى التي تنتجها الشركة الإيطالية لامبورجيني، إلا أنه حافظ في نفس الوقت على الانطباع العام الذي توحيه السيارة للوهلة الأولى عند رؤيتها، والمتمثل بالقوة والسرعة والفخامة التي طالما تميزت بها سيارات لامبورجيني.
ميزات ومواصفات
تأتي أوراس الجديدة بمحرك جبار مؤلف من 8 أسطوانات v8، مزود بشاحن توربيني مزدوج، لضمان القوة الهائلة، قادر على رفع قوة المحرك لغاية 600 حصان. بالإضافة إلى أن الشركة الإيطالية بصدد إنتاج نسخ حصرية من أوراس، تأتي بمحركات هجينة لضمان زيادة قوة السيارة إلى أقصى درجة ممكنة. ورغم عدم تحديد السرعة القصوى للنسخة القياسية من أوراس، إلا أن بعض التقارير أكدت أنه سرعة السيارة ستتجاوز 320 كيلو مترا في الساعة، وذلك بالانطلاق بعجلاتها الأربع، ما يجعلها من أسرع السيارات في العالم من الفئة “إس يو في”.
ورغم أن أوراس الجديدة مازالت من النسخ التجريبية لدى الشركة، ويكفي أن تلقي نظرة سريعة على موقع الشركة الإيطالية لامبورجيني، للتمتع بصور السيارة الجديدة والعديد من ملفات الفيديو والمعلومات حولها، إلا أن العديد من المصادر المطلعة أكدت أن سيارة أوراس الإيطالية الجديدة، ستتمتع بأقصى التقنيات والتكنولوجيا التي يمتاز بها المهندس الإيطالي. حيث تم تزويد السيارة الجديدة بالعشرات من التقنيات والتكنولوجيا التي زودت بها الفئات الأخرى من سيارات لامبورجيني، مما شكل صعوبة كبيرة أمام الشركة التي واجهت ازدياد الوزن المضطرد للسيارة الرباعية الدفع، الأمر الذي جعلها تأتي هذه السيارة بهيكل سفلي “الشاصيه” مصنع من الألياف الكربونية، وذلك لتخفيف وزن السيارة قدر الإمكان.
كما إن السيارة الجديدة تعطي راكبها، حرية رفع هيكل السيارة إلى الأعلى عن الأرض أو تخفيضه إلا الأسفل، وذلك حسب الحاجة والظروف المحيطة بالسائق، ولإعطاء هذا الأخير قدرة أعلى في قيادة السيارة بسرعة عالية على الشوارع، أو بسرعات قليلة على الطرقات الوعرة، مما يحسن ديناميكية السير للسيارة ويعطي السائق قدرة أعلى على التحكم بها.
تأجيل طرح السيارة
رغم رغبة الإيطالية لامبورجيني، بتحقيق النجاح الكبير التي حصلت عليه منافستها الألمانية بورشه في سياراتها من فئة إس يو في “كايين”، إلا أن بعض المصادر المقربة من إدارة مجموعة فولكس فاجن أكدت أنه من المقرر تأجيل طرح النسخة الرياضية رباعية الدفع لامبورجيني أوراس، وذلك بسبب الأزمة المالية والاقتصادية التي جاءت على السوق الأوروبية مؤخراً. وترى شركة “هس” الألمانية المتخصصة بأبحاث عالم السيارات، أن إنتاج هذه النسخة متعددة الأغراض من لامبورجيني، لن يصل لمرحلة الإنتاج الحقيقي قبل 2017، بواقع 2400 سيارة، بعد السنة الأولى للإنتاج الرسمي.
ساحة النقاش