يغيب العلاج الفعلي للإنفلونزا أو الزكام، ولكن هذه الفيروسات لا تبقى أكثر من 3 إلى 10 أيّام، في معظم الحالات. وبما أنك لا تستطيعين قتلها بالأدوية، يمكنك علاج أعراضها بحيث تشعرين بالمزيد من الراحة وتمنعين حدوث مضاعفاتها، مثل التهاب القصبات أو الالتهاب الرئوي. وفي هذا الموسم الذي تكثر فيه هذه الإصابات، ما هي العلاجات المنزلية الناجعة، في هذا المجال؟
تشمل أعراض الزكام في غالبيّتها الجهاز التنفّسي، وتتمثّل في: التهاب الحلق والسعال والعطس وسيلان الأنف. وللإنفلونزا هذه الأعراض أيضاً، لكن من المحتمل جداً أن تصيب بالحمى والقشعريرة، جنباً إلى جنب مع الصداع وآلام العضلات والتعب، علماً أن الإنفلونزا تظهر فجأة، وأعراضها تميل إلى أن تكون أسوأ بكثير من الزكام. ومعرفة الفارق بينهما هام، لأنك إذا كنت تشكّين في أنك مصابة بإنفلونزا، يمكنك أن تأخذي مضاداً للفيروسات، مثل عقار «تاميفلو» Tamiflu الذي يمكن أن يخفّف بضعة أيام من الانفلونزا الموسمية في غضون الأيام الأولى من المرض.
«سيدتي» ترشدك إلى أمور يجدر بك القيام بها، في البادرة الأولى من سيلان الأنف والعطس:
➊ الراحة وشرب الكثير من السوائل
خذي بمشورة أمك: الحصول على الكثير من الراحة وشرب الكثير من السوائل، علماً أن شرب الماء يساعد على ترقيق إفرازات المخاط في الرئتين. أمّا القول المأثور عن عصير البرتقال لهذه الحالة، فإنه سيفيدك كسائل تشربينه، ولكن لا تتوقّعي أية فائدة إضافية في حال مرضك لأنه يحتوي على الفيتامين «سي» C، فالدراسات العلمية لم تثبت فعاليته في منع أو علاج التهابات الجهاز التنفسي.
➋ شرب الشاي الساخن
جميع أنواع الشاي تحتوي على «الثيوفيلين»، وهو بطبيعته مفيد للقصبات. قومي بإضافة القليل من العسل إذا كنت ترغبين في ذلك، لأن العسل يغلّف الحلق لتهدئة التهيّج، كما أنّه غني في المواد المضادة للأكسدة لمكافحة العدوى، ويحفّز إنتاج اللعاب الذي يمكن أن يساعد في ترقيق المخاط.
➌ شراء دواء
اذهبي إلى الصيدلية لإيجاد دواء يعالج الأوجاع والآلام المحدّدة، فمسكّن الآلام الاعتيادي يمكن أن يوفّر
الإغاثة من آلام الحمى والجسم. وللسعال، اختاري المنتجات التي تحتوي على «ديكستروميتورفان»، وهو القامع لأعراض السعال المؤقّتة. أمّا للاحتقان، فابحثي عن «غايفينيسين»، وهذا الأخير مقشع يمكن أن يساعد على طرد المخاط، و«السودوإيفيدرين» فعّال جداً للاحتقان (يساعد على التخلّص من انسداد الأنف بواسطة تقليص الأوعية الدموية).
➍ اختيار الدواء الطبيعي المناسب
إن شعرت بأعراض الإنفلونزا مقبلة، فمكمّلات غذائية مثل الزنك، أو التي تحتوي على «الجينسنغ» تساعد على التقليل منها، حسب البحوث. فجسمك يحتاج إلى معدن الزنك لإنتاج خلايا الدم البيضاء المكافحة للجراثيم، ولكن لا تبالغي! فأكثر من 50 ملليغراماً يومياً في الواقع يأتي بنتائج عكسية ويقمع جهاز المناعة. «الجينسنغ» يعزّز مستويات خلايا الدم البيضاء وبروتينات جهاز المناعة التي تسمّى «انترلوكين».
➎ قليل من حساء الدجاج
استخدم حساء الدجاج لعلاج الزكام لقرون، لسبب وجيه: «السيستين»، وهو حمض أميني يصدر من الدجاج أثناء الطهي، يشبه كيميائياً دواء التهاب الشعب الهوائية. والحساء يخفّف المخاط ويهدّئ من أعراض الأنف المغلق والسعال القوي.
➏ استنشاق البخار
«استنشاق الهواء الدافئ الرطب يمكن أن يساعد في ترقيق المخاط وتخفيفه»، حسب الخبراء. لذا، حضّري حمّام بخار صغيراً عبر إمالة رأسك فوق وعاء من الماء الساخن، مع الحرص على عدم إحراق نفسك، أو الجئي إلى حمّام طويل دافئ.
➐ تغطية فمك
اسعلي واعطسي في منديل، ثم ارميه. إذا لم يكن معك منديل، استخدمي أكمام قميصك. يطرد ما يقارب من 19500 فيروس من فيروسات الإنفلونزا في كلّ مرّة تسعلين بها، لذلك هذه أفضل وسيلة لتجنّب انتشار العدوى في المنزل أو مكان العمل. إن أخرجت مخاطاً أخضر سميكاً، فربما لديك عدوى بكتيرية في المسالك الهوائية (بالإضافة للبرد أو للإنفلونزا). قومي بزيارة الطبيب الذي قد يصف المضادات الحيوية للعدوى الثانوية.
➑ ابتعدي عن مصادر الجراثيم
في خلال مراحل التعافي، قومي بالحدّ من فرص الإصابة بفيروس آخر عبر تجنّب الاتصال مع أي شخص مصاب بالزكام أو الإنفلونزا. ولعلّ أفضل شيء هو أن تغسلي يديك باستمرار وبدقّة، أو تستخدمي معقّماً لليدين ذا أساس كحولي، إن لم تتمكّني من غسل يديك.
في حالات الطوارئ
إن عانيت من أي من هذه الأعراض، فقد يعني الأمر حالة جدّية خطيرة، اتصلي بالطبيب في حال:
> ارتفاع درجة الحرارة عن 6. 38 درجة مئوية.
> القشعريرة.
> السعال مع البلغم الذي لا يتحسّن أو يسوء.
> المخاط أو البلغم الدموي.
> ضيق في التنفس عند ممارسة الأنشطة اليومية العادية.
> الألم في الصدر عند التنفس أو التحدّث.
> عدم القدرة على الاحتفاظ بالطعام أو السوائل في المعدة.
ساحة النقاش