authentication required

يقولون: آخذه على ذنبه. والصواب: آخذه بذنبه مؤاخذةً: عاقبه عليه، وقد جاء في الآية 225 من سورة البقرة: "لا يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ باللَّغْو في أيمانِكُمْ". وقد جاء الفعل: آخذه بكذا، بمعنى عاقبه على كذا، سبع مرات أخرى في القرآن الكريم.

 

ويجوز أن نقول: أخذه بذنبه، وقد جاء في الآية 40 من سورة العنكبوت: "فَكُلاً أَخَذْنَا بِذَنبه". وجاء الفعل: أخذه بكذا، بمعنى عاقبه على كذا، إحدى عشرة مرة أخرى في القرآن الكريم.

 

وجاء في الآية 48 من سورة الحج: "وَكَأيِّن مِّن قَرْيَة أمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أخَذْتُهَا"، أي: أخذتُها بالعذاب، فاستغنى عن ذكر العذاب لتقدم ذكره في قوله في مطلع الآية السابقة: "وَيَسْتَعْجلُونَكَ بالْعَذَاب". وفي الحديث: "من أصاب من ذلك شيئاً أُخِذَ به"، أي عوقب عليه.

كان بالأهواز رجل يُعرف بابن واصل، تمّت عليه حيلةٌ في تزوير، فطالبه صاحب ديوان الأهواز بالمال، فأدّى بعضَه وعجز عن تأدية باقيه.‏ ‏ وكان أبو عبيدالله صاحب الديوان له عادة في سجع الكلام دائمة، وله فيها أخبار وحكايات عجيبة. فكان إذا ذُكِر في مجلسه ابن واصل يقول:‏ ‏ هاتوا ابن واصل، وطالبوه بما عليه من الحاصل.‏ ‏ فيُحضَر ذلك المسكين ويُحبس، ويُطالب بما عليه بسبب السجع المشؤوم، ثم يؤخذ منه بعض المال، ويستعطف البعضُ صاحبَ الديوان فيفرج عنه، ثم يعيد السجع فيعود القبض والحبس!‏ ‏ ثم جيء به يوماً إلى صاحب الديوان، فقال له:‏ يا سيدنا، أنا أُعرف بابن بهية (اسم والدته)، وأسألك أن تعفيني من الدعاء باسم أبي وتنقل ذكري إلى اسم أمي.‏ ‏ فقال أبو عبيدالله:‏ ‏ حُبًّا وكرامة.‏ ‏ وصار بعد ذلك يقول في مجالسه:‏ ‏يُحضر ابن بهيّة، ويُطالَبُ بالبقية، فيُحضَر ويُحبَس.‏

عمر بن أبي ربيعة:

يلــومونني فــــي غير ذنــبٍ جنيتـــه

وغيـــريَ، في كلّ الذي كان، ألومُ

أمنتُ أناســــاً أنتـــــمُ تأمنونهـــــم،

فَزَادُوا عَلَيْنا في الحَدِيثِ، وأوْهَمُوا

وقالــــوا لنا ما لــــم نقلْ، ثم أكثروا

علينا، وباحـــوا بالذي كنتُ أكتم

وقــــد كحلتْ عيني القذى لفراقكم

وَعــــــَادَ لَها تَهْتَانُها فَهْيَ تَسْجُمُ

فـــــلا تصرميني، إنْ تريني أحبكـــم

أَبـــــوءُ بِذَنْبي، إنَّني أَنــــــا أَظْلَمُ

منعمة ٌ، لـــــــو دبّ ذرٌّ بجسمهــــا

لَكَادَ دَبيبُ الذَّرِّ في الجِسمِ يَكْلِــمُ

أليسَ كثيـــراً أن نكــــــونَ ببلـــدة

كِلانـــــــا بِهَا ثـــــاوٍ، وَلا نَتَكَلَّم؟

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 61 مشاهدة
نشرت فى 20 أكتوبر 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,278,393