مشهد من أحد المسلسلات المدبلجة
سعيد ياسين
أوضح عدد من الفنانين أن دراما المسلسلات المدبلجة لن تستمر طويلاً فهي تجعل المشاهد العربي يعيش في وهم، على اعتبار أن الأحداث التي شاهدها من واقع بلادنا العربية، موضحين أنه شبه بموضة لن تدوم طويلاً. وانتقدوا تزايد طلب الفضائيات العربية على دراما المسلسلات المدبلجة، ودشنت فضائيات جديدة لعرض هذه النوع من الدراما على مدار اليوم، في الوقت الذي تعاني فيه الدراما العربية صعوبات شديدة في تسويق وتوزيع عرضها على مدار العام، حيث يتم تكديسها خلال شهر رمضان فقط.
تقوم المحطات التي تعرض تلك المسلسلات بعمل الدعاية اللازمة لها في الشوارع والصحف والمواقع الإلكترونية، خصوصاً أن المعلنين يقبلون على الدعاية خلالها، وفي موازاة ذلك أصبح الجمهور العربي يحفظ عن ظهر قلب أسماء وأحداث عشرات المسلسلات.
وعن سبب غزو هذا النوع من الدراما للفضائيات العربية، واحتلالها مكانة متقدمة في المتابعة في زمن قصير قالت المخرجة إنعام محمد علي إن فيها افتعالا وعدم منطقية، وتهتم بالبطل والبطلة فقط من دون باقي شخصيات العمل، لدرجة تشعرك بأن باقي المشاهد موجودة فقط لملء الفراغ.
وأشارت إلى أن أصاحبها تجار عرفوا كيف يسوقون بلدهم بداية من المناطق الأثرية والسياحية فيها، ومروراً بالاكسسوار ومنتجاتهم وانتهاءً بممثليهم من الفنانين والفنانات، لدرجة أن سياحا كثيرين يذهبون لرؤية أماكن تخص أبطالها وكأن الدراما واقع حقيقي، إلى جانب وجود حرية كبيرة لديهم ليست موجودة لدينا، فهم ليست لديهم محاذير في الدين والسياسة والجنس، وأعمالهم تجعل المشاهد العربي يعيش في وهم، حيث تقدم ما يشتهيه.
دراما غير ناجحة
وترى الهام شاهين أن هذا النوع من الدراما لم ينجح من الأساس، واعتبرتها مجرد ظاهرة ستأخذ وقتها وتنتهي مثل الظواهر الأخرى، كالدراما الأميركية التي لقيت اقبالاً في بعض الفترات وكان في مقدمتها مسلسل “الجريء والجميلات”، أو كما حدث مع مسلسل”أوشين”.
وقالت فردوس عبدالحميد إن كثرة هذه الأعمال التي تشتريها الفضائيات بأسعار زهيدة مقارنة بالمسلسلات العربية تهدد صناعة الدراما، ومن ثم تجعلها تتراجع أمام منافستها التي تفتح قنوات فضائية متخصصة بعرضها على مدار العام، بدلاً من اتاحة الفرصة للدراما العربية، خاصة المصرية التي تتكدس فقط في شهر رمضان، ولا تتاح لها أي فرصة في باقي شهور السنة.
وتعجبت مما يتردد عن أن الاعلانات وشروط شركات الدعاية والاعلان هي السبب في حصر المسلسلات في موسم واحد، وقالت إن المسلسلات المدبلجة تحظى بإعلانات وفرص عرض كبيرة في أي شهر من شهور السنة.
تنتشر بقوة
ويرى المخرج محمد فاضل أن هذه الدراما التي باتت تنتشر بقوة على الشاشات العربية المختلفة، حيث تتحدث بلغة ولهجة وثقافة وتقاليد مختلفة عن واقعنا، وطالب بعقد مؤتمر لوضع استراتيجية لمواجهة الدراما غير العربية.
وقال إن خطورة المسلسلات تتمثل في “الدبلجة” بلهجة تجعل المشاهد الذي لا يجيد القراءة أو الكتابة يستشعر أن الممثل عربي فيتقبل منه أي سلوك من دون تحليله.
وأرجع اقبال القنوات الفضائية على عرض هذه المسلسلات بكثرة من دون مراعاة لما تبثه من قيم إلى أنها تباع بأسعار أقل كثيراً من المسلسلات العربية، خاصة المصرية.
وأرجع المؤلف أيمن سلامة نجاح هذه الدراما مع الجمهور العربي إلى أنها تغوص في النفس البشرية، وتتحدث عن المشاعر والعلاقات الانسانية بعيداً عن دراما السياسة ورجال الأعمال والفساد والصفقات والبلطجة.
وأكد أنها تمثل موضة وستنتهي، مثلما حدث من قبل مع موضة الافلام الهندية والاميركية الخاصة بالكاراتيه والكونغ فو وغيرها، وقال: نجاح هذه المسلسلات يعود بالاساس الى دبلجتها، أي الينا نحن العرب وتحديداً السوريين هم سر نجاح الدراما، وأتحدى اي قناة فضائية عربية أن تعرض مسلسلاً مدبلجا بالعربية، وأن يعرض بلغة بلد المسلسل وتتم الترجمة أسفل الشاشة.
أما المخرج يوسف أبوسيف فأكد أن الدراما المدبلجة تبث في ثناياها العديد من القيم والأخلاقيات السلبية مثل زنا المحارم كما حدث في أحد المسلسلات وكيف تقبل المجتمع أن يحب شخص زوجة عمه، كما أنها تقود إلى انهيار العلاقات الزوجية، فالكثير من الزوجات كن يقارن أزواجهن ببطل العمل، والعكس أيضا الرجال يقارنون زوجاتهم بالممثلات، خصوصاً مع افتقاد حالة الرومانسية الطاغية في هذه المسلسلات داخل البيوت المصرية.
وأوضح أن هذه المسلسلات تخلو من المضامين، وتعتمد على الشكل وليس المضمون في كل شيء، ولا تحاكي الواقع والحقيقة، لأنها تصور أهل البلد وكأنهم جميعاً يعيشون في قصور وفيلات وجو من الرفاهية، وضرب مثلاً بأن أحداث بعض هذه المسلسلات يصل الى مائتي حلقة، وأنه يمكن تقديمها فيما لا يزيد عن 20 حلقة. وأشار إلى أن دبلجة هذه الأعمال باللغة العربية يجعلها وكأنها تدور في مجتمعات عربية وهو ما يجعل درجة تلقي الجمهور لها أكبر من مثيلاتها من الدراما
ساحة النقاش