مشهد من مسلسل «بنات الجامعة

طرح الأعمال الدرامية في رمضان أصبح تقليداً يتبعه معظم المنتجين لهذه الأعمال، التي تلقى كل التشجيع لعرضها على شاشات القنوات الفضائية، مما يؤدي إلى زحمة في المشهد الفني، حيث تختلط الصورة في كثير من الأحيان وتضيع الفائدة، ويضطر بعض الممثلين إلى المشاركة في أكثر من مسلسل في الموسم الواحد تبث على أكثر من قناة، بينما تبقى بقية شهور السنة في شح درامي، فتعيد بعض القنوات عرض أعمالها الرمضانية مرة أخرى.

فاطمة عطفة - بدأ المشاهدون في الفترة الأخيرة يشكون من إغراق السوق بالإنتاج الدرامي، بصورة تدل على خلل في الخط البرامجية لبعض شركات الإنتاج، مما يضطر العديد من القنوات إلى إعادة عرض المسلسلات التي عرضت خلال رمضان مرة أخرى، وما نال تقدير بعض المشاهدين، الذي لم يتسن لهم متابعة تلك الأعمال خلال الشهر الكريم، بالإضافة إلى تزامن عرضها مع أخرى.

وحول غزارة الدراما، قال المخرج خالد عبدالله، إن هذه الغزارة في الدراما الرمضانية تعود لأسباب أكثرها تجارية ارتبطت بفترة معينة من السنة، موضحاً أنه قبل سنوات كانت الأعمال الدرامية تتميز بالجودة والفكر، لذلك كانت تنتشر وتروج على مدار العام، دون الارتباط بفترة معينة من السنة، عكس ما يحدث في الفترة الأخيرة من غلبة الهدف التجاري على الكثير من الأعمال الدرامية، التي يستغل منتجوها فترة شهر رمضان، ويكثفون أعمالهم، ثم يتوقفون بعد ذلك، ليستأنفوا رحلة البحث عن سيناريو جديد يلفت الأنظار في السباق المحموم خلال الدراما الرمضانية.

 

غزو الدراما

 

وعن غزو الدراما التركية والمكسيكية لشاشات التلفزة في بيوتنا يقول خالد، أنا أرى أن ذلك يعود لنقص في الإنتاج الدرامي العربي خلال شهور السنة بعد رمضان، لذلك صار هناك إقبال على المسلسلات المدبلجة من التركية والمكسيكية وغيرهما، لكن عندما نقدم الأفضل أعتقد أن المشاهد يستطيع أن يميز بين أنواع الدراما.

وعن الدراما الإماراتية التي بدأت تأخذ مكانتها، أشار إلى عدة أعمال درامية منها «ريح الشمال، لوباقي ليلة، سهر الليل، حبر العيون، بنات الجامعة»، قدمت على شاشات التلفزة الخليجية، ظهر فيها العديد من الممثلين غير الخليجيين، وكانت مساحة أدوارهم، تدعم وصولهم إلى لفت انتباه المشاهد، موضحاً أن منهم من كان يتكلم باللهجة الخليجية، وهو أمر غير مرفوض من وجهة نظره، لكن لا يجب أن يكون ذلك على حساب الأعمال الخليجية الخالصة وتميز الممثلين المحليين على مدار العام.

أما الفنانة نيفين ماضي، فأشارت إلى أنها تتدرب حالياً على «بروفات» مسرحية للأطفال «مريوم والسنافر»، التي ستقدم في عطلة عيد الأضحى، وقالت، لم يكن لدي الوقت لمتابعة ما يقدم من مسلسلات في رمضان، لأنها كثيرة جدا ولا أعتقد أن أي شخص يمكن أن يشاهد إلا ما يناسب وقته، وأنا أتمنى أن تقدم أعمال درامية جديدة على مدار السنة، من دون أن تتركز في فترة معينة، ثم تعيد الكثير من القنوات ما تم عرضه خلال رمضان، مطالباً سوق الإنتاج بتفهم هذا الأمر، وتوزيع الأعمال، وأن يضعوا في اعتبارهم أن الدراما يجب أن تتوزع على مدار العام، وأن الأسرة توزع متابعتها خلال رمضان فقط، ثم تتوقف بقية أيام السنة.

منافسة

وعن مستوى الدراما العربية والمنافسة التركية وغيرها تضيف نيفين، هناك منافسة أصبحت واضحة، وهناك أيضا قنوات تتنافس مع بعضها بحيث تزيد من جرعة الدراما التركية أو المكسيكية، التي تعرضها، نظراً لإقبال المشاهد، لكني أعتقد أنه على الدراما العربية أن تراجع تجربتها وتقيم الأعمال التي تقدمها بشفافية واهتمام من كل الجوانب، من كتابة السيناريو إلى التصوير واختيار الممثلين، لأن السوق الدارمي بين فترة وأخرى يحتاج للمراجعة والتقييم واكتشاف موقع الخطأ، والتقصير.

وبسؤال المخرج التلفزيوني يوسف علاري قال، جرت العادة أن يكون الموسم في رمضان كما هو موسم الحصاد، مثل حصاد القمح والشعير، فيشهد زخماً في الدراما على عكس بقية أيام السنة، موضحاً أنه لا يحبذ هذا الأمر، ويشبهها بمأدبة كبيرة من الطعام والضيوف أمام شخص أو اثنين، بالتالي لا يمكن أن يأكل كل ما وضع على المائدة.

وقال، أكثر الأعمال التي تقدم في رمضان لا تشاهد، وللأسف، وعندما تقدم بعد ذلك تكون فقد شيئا من بريقها أثناء عرضها أول مرة، وأتمنى أن تساعدنا القنوات ونخرج من عباءة رمضان التي وضعونا داخلها، ونوقف إنتاج هذا الكم من الدراما في شهر رمضان.

وعن المسلسلات التركية التي أصبح لها جمهورها يقول يوسف: المسلسلات التركية لا تمت بصلة إلى الواقع العربي، فالتلفزيون غير السينما، وهو التلفزيون للأسرة، ولا بد أن تكون البرامج مناسبة لتربيتنا وتقاليدنا ولا تخرج عن أسلوب الحياة المتبع.

المصدر: الاتحاد

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,307,422