هناك أمور يجب مراعاتها عند شراء جهاز جديد

يحيى أبوسالم

انتهى معرض جيتكس شوبر في دبي، وانتهت معه آلاف العروض التشجيعية والتحفيزية، التي زودت بها معظم الشركات بعض منتجاتها، لجذب أكبر قدر من الزبائن والمهتمين، وللفت نظرهم للكم الكبير من الأجهزة والأكسسوارات «المجانية» التي سيحصلون عليها، قبل لفت نظرهم للجهاز الأساسي الذي يبحثون عنه ويرغبون في شرائه. وبانتهاء المعرض، بدأت وكالعادة عشرات الأسئلة والاستفسارات التي تجوب فضاء العديد من المستخدمين للتكنولوجيا والراغبين في شراء منتج تقني جديد، هذه الأسئلة المحيرة التي أدخلت مثل هؤلاء في دوامات تقنية، جعلتهم لا يعرفون من كم المعروض الكثير، ماذا يشترون وما المناسب لهم وما الخيار الأفضل الذي سيلبي طلباتهم ولا يجعلهم يلتفتون إلى غيره من الأجهزة الأخرى الكثيرة المعروضة.

وتالياً نقدم خمسة معايير تساعد المستهلك على تحديد نوع الجهاز الذي عليه أن يشتريه.

سؤال يتكرر

 

ماذا أشتري؟ السؤال الذي من المؤكد أنك طرحته على نفسك عشرات المرات أو طرحه غيرك عليك، عند الرغبة في شراء أي منتج تكنولوجي، أصبح سؤالاً تقليدياً اليوم، يراود الكثير منا، عند رغبتهم في شراء أي جهاز أو قطعة تكنولوجية، ولعل هذا السؤال يكثر عند الرغبة في شراء هاتف ذكي أو كمبيوتر لوحي أو لابتوب جديد. ففي عالم الكمبيوترات اللوحية والهواتف الذكية، نرى اليوم المنافسة تنحصر وبشكل مباشر بين عملاقين لا ثالث لهما، فإما «آبل» وأجهزتها الذكية المختلفة، وإما «سامسونج» وجديدها التقني الذي لا ينقطع.

 

أما بخصوص الكمبيوترات المحمولة من نوع لابتوب، فالأسماء تكثر والأنواع تزداد في كل يوم، ولكن الحيرة في الاختيار لدى المستهلكين باتت تظهر اليوم، بطرح شركة آبل للعديد من الكمبيوترات التي أصبحت أسعارها تصل إلى أسعار الكمبيوترات التي تعمل على نظام التشغيل ويندوز، بالإضافة إلى إمكانية تحميل هذا الأخير على أجهزة آبل، ما يعطي المستخدمين فرصة للتعامل مع نظامي تشغيل في جهاز واحد.

ولعل أفضل الهواتف الذكية حالياً، المتوافرة في الأسواق المحلية، هي هاتف آبل الذكي «آي فون 5»، وهاتف سامسونج الهجين «جالاكسي نوت 2» وهي أحدث الهواتف الذكية المتوافرة حالياً في الأسواق. أما من حيث الأفضل والقديم من هذه الهواتف، فهنالك جالاكسي أس 3، وموتورولا درويد رازر ماكس، وإتش تي سي وان إكس.

ولا ننسى الهواتف الذكية القادمة التي تتطلب منك انتظار مزيد من الوقت لطرحها في الأسواق المحلية، مثل النسخة الثانية من جالاكسي نيكسوس، والذي لاقت النسخة الأولى منه نجاحاً كبيراً، بالإضافة إلى الهواتف العديدة الجديدة القادمة إلى أسواقنا والتي تعمل بنظام التشغيل الأحدث «ويندوز 8»، وعلى رأسها هاتف شركة نوكيا الجديد «لوميا 920».

الجهاز المناسب

من الصعب جداً وفي ظل هذا العدد الكبير من الهواتف الذكية الموجودة في الأسواق اليوم، تحديد ما هو أفضل هاتف لك، أو ما هو الهاتف الأنسب لك على غيره من الهواتف الأخرى؟ لأن ما يناسبك اليوم قد لا يناسبك في الغد، وما تعتبره أفضل، قد أراه ليس كذلك، وما يناسب الفتاة قد لا يناسب الرجل، ولصغار السن ما يناسبهم، وقس على هذا. لذلك قم بمراعاة النقاط التالية، عند شرائك هاتفاً ذكياً جديداً، أو حتى عند رغبتك في ترقية هاتفك القديم:

◆ أولاً: نظام التشغيل: ينقسم سوق الهواتف والكمبيوترات اللوحية اليوم إلى أربعة أقسام رئيسة، وذلك حسب نظام التشغيل الذي يعمل عليه الجهاز: فإما الهواتف والكمبيوترات اللوحية التي تعمل بنظام التشغيل من جوجل «أندرويد» وهي متنوعة وكثيرة جداً، وتأتي بفئات وأشكال وميزات مختلفة حسب الشركة المصنعة للجهاز وحسب نوعه وفئته، أضف إلى ذلك أجهزة شركة آبل الذكية، آي فون وآي باد والتي تعمل بنظام التشغيل آي أو أس، وهواتف وأجهزة بلاكبيري التي تعمل بنظام بلاكبيري أو أس، وأخيراً الأجهزة والهواتف الجديدة التي تعمل بنظام التشغيل ويندوز 8. فإذا كنت ترغب في شراء هاتف أو كمبيوتر لوحي جديد، قم في البداية بمعرفة نظام التشغيل الأنسب لك، وتحديد الميزات والخصائص التي يمنحها لك كل نظام تشغيل على حدة، لتحدد نوع الجهاز المراد شراؤه، مع ملاحظة أن لكل نظام تشغيل ما يميزه عنه غيره، ولكل منها ميزاته ومواصفاته الخاصة التي يمنحها للمستخدم، وقد لا يوفرها غيره من أنظمة التشغيل الأخرى.

◆ ثانياً: فئة الهاتف: وهي النقطة المهمة التي تحدد سعر الهاتف المراد شراؤه، فتحديدك للسعر المراد دفعه في جهاز معين، يختصر عليك مسافة طويلة في عملية الاختيار، ويمكننا تقسيم الهواتف حسب فئاتها إلى ثلاثة أنواع، وذلك حسب قوتها ومواصفاتها التقنية، فإما (ضعيفة، متوسطة أو عالية). ومن حيث الأسعار فيمكننا تقسيمها إلى ثلاثة فئات (أقل من 1000 درهم، بين 1000 - 2000 درهم، وأكثر من 2000 درهم). مع الملاحظة أنه ليس بالضرورة أن يكون سعر الهاتف البسيط دليلاً على أن مواصفاته ضعيفة أو أنه ينتمي للفئات الدنيا، فهنالك اليوم العديد من الشركات «غير مشهورة الأسماء» تأتي بهواتف أقل من 1000 درهم تنافس بها الهواتف التي تأتي من شركات عالمية معروفة الاسم، وبأسعار أعلى من 2000 درهم.

◆ ثالثاً: سهولة الاستخدام: مما لا شك فيه أن سهولة استخدام الجهاز هي من النقاط التي يجب مراعاتها بشكل كبير، ورغم الصعوبات والتعقيدات التي تقدمها أجهزة آبل الذكية، إلا أنها تعتبر الأنسب للعديد من الأشخاص الراغبين في أقصى سهولة ممكنة، خصوصاً صغار السن، بغض النظر عن الشروط والمتطلبات الكثيرة التي قد تتطلبها مثل هذه الأجهزة. أما الأجهزة التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد، فتعتبر الخيار الأفضل للعديد من المستخدمين الذين يرغبون في التحرر من قيود آبل الكثيرة، ويرغبون في جهاز يعمل مع أي كمبيوتر وفي أي بلد في العالم، ويرغبون في جهاز قادر على التعامل مع ملفات البريد الإلكتروني كافة أو ملفات الأغاني أو الفيديو المختلفة، بالإضافة إلى رغبتهم في أجهزة قادرة على استخدام الذاكرة الخارجية «مايكرو إس دي» وغير ذلك العديد من الأمور الأخرى. ولا ننسى أجهزة بلاكبيري، التي لا يمكن لأي شخص شراء مثل هذه الأجهزة إلا إذا كان يعرف ويعمل ما الذي يريده منها، وعلى رأسها جميعاً برنامج «بي بي إم» الخاص بالمراسلات الفورية والحصري على هذه الأجهزة. أما المدرسة القديمة في نظام التشغيل ويندوز، فمن المؤكد أن عشاقها ينتظرون اللحظات ويعدون الأيام لطرحها في الأسواق المحلية.

◆ رابعاً: نوع الشركة المصنعة للجهاز: قد لا يعرف العديد من المستخدمين أن هنالك عدداً لا يستهان به من الشركات العالمية، لديها العديد من المنتجات التكنولوجية غير القادرة على منافسة بعض الأجهزة التي تأتي بها بعض الشركات غير العالمية وغير المعروفة وغير المشهورة. لذلك لا تتبع الإعلانات والترويجات الكبيرة التي تقوم بها بعض الشراكات العالمية لمنتجاتها، وحاول البحث عن المواصفات الفنية التي تقدمها مثل هذه الشركات التي تأتي هواتفها بأسعار عالية، ومطابقتها ببعض الهواتف الأخرى ذات الأسعار الرخيصة، لتجد المفاجأة الكبرى، وهي أن أغلب القطع الموجودة والمتوافرة في الجهاز أو الهاتف ذي الألفي درهم، هي نفسها القطع والمواصفات الفنية المتوافرة في الجهاز ذي الألف درهم، مع اختلاف الشكل والاسم المطبوع على واجهات هذه الأجهزة.

◆ خامساً: ما حاجتك للجهاز؟ وهي من النقاط المهمة جداً خلال عملية شراء هاتف أو جهاز جديد، فإذا كنت تبحث عن هاتف للاتصال وإرسال الرسائل، فلن يفيدك الهاتف الفائق الأداء ولن تستفيد منه الفائدة المرجوة، أما إذا كنت تبحث عن هاتف لتصفح الإنترنت، فالهواتف الذكية صغيرة الشاشات قد تشكل عائقاً أمامك، من الاستمتاع بالتصفح على هواتف ذات شاشات كبيرة، أما إذا كنت تخشى عمليات السرقة، وتتحسس من الفيروسات بشكل كبير، فهنالك هواتف تم تصميمها لصد مثل هذه الفيروسات والاختراقات بشكل أقوى من الهواتف الأخرى، وغير ذلك العديد من الاحتياجات التي من المؤكد لو عرفتها وحددتها مسبقاً، ستوفر عليك جهداً كبيراً في الوقوف أمام هذه الأجهزة في المحال والمراكز التجارية، وستقيك إغراءات البائعين، الذين يهدفون لبيع منتجاتهم الراكدة في المقام الأول على حساب مصلحتك ورغباتك.

المصدر: الاتحاد

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,177,926