يُقال في العربية في حُسْن المرأة إذا كانت بها مَسْحَة من جَمَال فهي وَضِيئَة وجَميلَةٌ، فإذا أشبهَ بَعْضها بعضاً في الحُسْنِ فهي حُسَّانَة، فإذا اسْتَغْنت بجمالها عن الزِّينة فهي غَانِيَة، فإذا كانت لا تُبالي أنْ لا تلبس ثوبا حَسَناً ولا تَتَقَلَّدَ قِلاَدَةً فَاخِرَةً فَهِيَ مِعْطَال.. فإذا كانَ حسنها ثابتاً كأنه قد وسم فهي وَسِيمَةٌ، فإذا قُسِمَ لَهَا حَظ وَافر من الحُسن فهي قَسِيمَة، فإذا كانَ النّظَر إليها يَسُرُّ الرّوع فهي رائعة، فإذا غَلَبَتِ النِّسَاءَ بِحُسْنِها فَهي باهِرَةٌ.. وتكون الصَّبَاحَةُ في الوَجْه، والوَضَاءَةُ في البَشَرَة، والجَمَالُ في الأنف، وتكون الحَلاوَةُ في العَيْنَيْ، والمَلاحَة في الفَم، والظَّرْف في اللسَان.. والرَّشَاقَةُ في القَدِّ، اللَّبَاقَةُ في الشَّمَائل، وكَمَالُ الحُسْن في الشّعْر.
ويقال في القُبْح وجْه دَمِيمٌ، وخَلْق شَتِيم، وكَلمَة عَوْرَاءُ، وفَعْلَةٌ شَنْعَاءُ، وامْرَأَة سَوْآءُ، وأمْر شَنِيع، وخَطْبٌ فَظِيع.
كان شجاع بن القاسم - كاتب الأمير أوتامش - أمّياً لا يقرأ ولا يكتب ولا يفهم، وإنما علِّم علامات يكتبها في التواقيع. وكانت جملة كلامه أغاليط.
فعمل ابن عمّار شعراً لا معنى له، واتفق مع صديق له من الهاشميين على أن ينشده شجاع بن القاسم ويعرِّفه أنه مدح له، وضمن له على ذلك ألف درهم. والشِّعر:
شجــــاعٌ لجــــاعٌ كاتــبٌ لاتـبٌ معــاً
كجلمود صخر حطّــه الســيل من علِ
خبيـــصٌ لبيـــصٌ مسـتمــرٌ مقـــــوّم
كثيـــــــرٌ أثيــرٌ ذو شمــــال مهـــذّبُ
بليـــغٌ لبيــغٌ كلّمــا شئــت قلتـــــــه
فإن كنت مسكاتاً عن القول فاسكتِ
فطيـــــنٌ لطينٌ آمـــــرٌ لك زاجـــــــرٌ
حصيفٌ لصيــفٌ كــــل ذلك يعلــــمُ
فوقف إليه وقال:
أيها الوزير، ليس الشعر من صناعتي، ولكنك أحسنتَ إليَّ وإلى أهلي بما أوجب شكرَك، فتكلَّفتُ أبياتاً مدحتُك فيها، فتضّل بسماعها. ثم أنشد الأبيات. فشكره شجاع عليها، وسُرّ بها سروراً زائداً، ودخل إلى الخليفة المستعين فأخرج لابن عمار صلة عشرة آلاف درهم، وأجرى له ألفَ درهم في كل شهر!
جميل بثينة:
حلفتُ، لِكيمـــا تَعلمِـيني صادقــــــاً،
وللصدقُ خـيرٌ فــي الأمـــــــرِ وأنجــحُ
لتكليـمُ يـــــــومٍ مــن بثينــة واحـــدٍ
ألذُّ مـــن الدنيــا، لـــــديّ وأملــــــحُ
مـن الدهــرِ لو أخلــو بكـــــُنّ، وإنمــا
أُعالِجُ قلبــاً طامحــــاً، حيــثُ يطمـحُ
ترى البـزلَ يكرهــنَ الريــاحَ إذا جـرتْ
وبثنـــةُ إن هبــتْ بها الريـــــحُ تفرحُ
بـــذي أُشَــرٍ، كالأقحُـــــوانِ، يزينُـــه
نـــدى الطّــلّ، إلاّ أنّـــهُ هـــو أملَـــح
ساحة النقاش