مساعدة الرجل لزوجته في أعباء البيت عند الحاجة يقوي علاقتهما

السخاء لا يعني العطاء المادي فحسب كما قد يتبادر إلى أذهان بعض الأزواج، بل إنه يعني كل ما يقدمه الرجل لزوجته أو الزوجة لزوجها، سواءً كان تحضير فنجان قهوة، أو إهداء باقة ورد، أو الجود الشفهي بكلمة طيبة كل صباح، أو ابتسامة خالصة كل مساء. ويعتبر علماء نفس واجتماع أميركيون أن السخاء المادي أسهل بكثير من السخاء العاطفي، لكنهم يقولون في الوقت نفسه إن الشخص قد يكون أحياناً سخياً عاطفياً وبخيلاً مادياً. بيْد أن نسبة هؤلاء في صفوف الأزواج الأميركيين لا تتعدى 14 %. ويرى هؤلاء الباحثون أن سعادة الزوجين تبلغ ذروتها عندما تتوافر في علاقتهما السخاء المادي والعاطفي. فهذا الشرط يجعل حياة معظم الأزواج "سعيدة جداً".

أظهرت دراسة جديدة شملت 1400 زوج وزوجة تتراوح أعمارهم بين 18 و46 سنةً أن السخاء بين الزوجين من بين أهم مفاتيح تحقيق السعادة الزوجية. وسجل الباحثون في هذه الدراسة أن الأزواج الذين يطغى السخاء المتبادل على علاقاتهم وصفوا زواجهم بـ”السعيد جداً” أكثر مما فعل الأزواج البخلاء أو الأقل سخاءً بخمسة أضعاف. وكان للأزواج المستطلعة آراؤهم قاسم مشترك، وهو أنهم كانوا جميعهم آباء وأمهات.

المعادلة السحرية

 

يقول الدكتور أنثوني كاسترو، أستاذ مساعد بقسم الطب النفسي بكلية الطب في جامعة ميامي ميلر والذي لم يشارك في إنجاز الدراسة “عندما يكون الشخص سخياً مع شريكة حياته، فإن الرسالة التي تصل إلى هذا الشريك هي “أنت غال علي، ومهم بالنسبة لي، ووجودك يعني لي الكثير”. بيْد أن الباحثين كشفوا أن السخاء لا يتساوى في أهميته مع الرضى الحميمي. إذ وجدوا أن النساء والرجال الذين كان رضاهم الحميمي فوق المعدل كانوا أكثر ميلاً لوصف زواجهم بـ”سعيد جداً” بنحو 10 إلى 13 ضعفاً مقارنةً بالأزواج الذين كان رضاهم الحميمي أقل من المعدل. ولكن الدراسة تُشير إلى أن المعادلة السحرية التي تجعل الزواج “سعيداً جداً جداً” هي السخاء مع الرضى الحميمي.

 

فالشريك الذي يكون سخياً في كل شيء، بما في ذلك عواطفه، يُسهم بقدر كبير في جعل عش الزوجية دائم الدفء والسعادة. ويضيف الباحثون أن الأزواج الذين سُجلت لديهم مستويات عالية من السخاء والالتزام المتبادل وقضاء وقت نوعي مع بعضهم يكون رضاهم الحميمي أعلى مستوى. وسجل الباحثون كذلك أن الزوجات اللاتي يتشارك أزواجهن معهن في القيام ببعض أعباء البيت يشعرن برضى حميمي أكبر.

حاجات الشريك

يقول دبليو برادفورد ويلكوكس، أستاذ مشارك في قسم علم الأحياء بجامعة فيرجينيا، “تبين لنا من خلال هذه الدراسة أن ما يحدث خارج غرفة النوم له أهمية كبرى على مستوى التكهن بمدى سعادة الزوجين، ومدى رضاهما عما يحدث داخل غرفة النوم”.

وقد وجدت الدراسة التي أُنجزت في إطار مشروع الزواج الوطني أن 50% من النساء و46% من الرجال الذين يتصفون بسخاء فوق المعدل في علاقتهم، قالوا إن زواجهم “سعيد جداً”. وبالمقابل، وصف 14% فقط من الأزواج البخلاء علاقتهم الزوجية بـ”سعيدة جداً”.

ويقول ويلكوكس إن السخاء ينفع أكثر عندما يقدم الشخص للشريك شيئاً يحبه ويروقه. ويضيف “عندما يفعل الزوج أو الزوجة ذلك، فإنهما يبعثان رسائل إلى بعضهما مفادها أن كل طرف يعرف شريكه جيداً، ويحاول إسعاده بكل ما أوتي من وسائل”. ولكن إذا كانت الزوجة مثلاً تعشق فواكه البحر، ودعوتها إلى المطعم وطلبت لها صحن مشاو، فذلك سيُخلف لديها انطباعاً سلبياً لا محالة، حتى إنْ كانت المشاوي أغلى ثمناً، وحتى إنْ كانت نيتك حسنة، وحتى إنْ فكرت في دفعها إلى تغيير وتنويع ما تطلبه!

المؤشرات الخمسة

بناء على أجوبة الأزواج، أعد الباحثون قائمة تضم أفضل خمسة مؤشرات عن الزواج السعيد جداً، فوجدوا أن الرضى الحميمي يحتل المركز الأول لدى الرجال والنساء، يتبعه مستوى الالتزام والانسجام والعيش بروح جماعية (أنا وأنت) في المركز الثاني، ثم السخاء في المركز الثالث، يليه وجود موقف إيجابي تُجاه تربية الأبناء. أما المؤشر الخامس، فهو الدعم الاجتماعي من الأصدقاء والعائلة بالنسبة للمرأة، والنشاط الروحاني الزائد لدى الرجال.

ويقول كاسترو إنه على الرغم من كون العوامل التي تم التعرف إليها في الدراسة قد تكون دليلاً للعلاقة الجيدة، فإنها تبقى مستمدة من الأجوبة التي أدلت بها شريحة واسعة من الأزواج، دون أن يعني ذلك بالضرورة أنها تنطبق على جميع الأزواج.

“فالعلاقات الزوجية مختلفة عن بعضها، وكل زواج له ما يُميزه ويَسمه عن غيره”. فقد نجد على سبيل المثال زوجين ضمن أقلية 14%، أي يعيشون زواجاً “سعيداً جداً” دون أن يتصفا بمستويات عالية من السخاء.

ويُردف كاسترو “يجب التفكير في كل علاقة زوجية على حدة، وبمعزل عن باقي العلاقات الزوجية الأخرى، وذلك بما يتماشى مع حاجات كل شخص وشريكه”.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة أُنجزت بالشراكة مع مركز الزواج والأُسر في معهد القيم الأميركية.

وهو مؤسســة ذات نفـع عــام مهمتهـا الأساسية هي زيادة نسبة الأطفال الأميركيين الذين ينشأون مع آباء وأمهات متزوجين، والحد من عدد الأبناء الذين يعيشون مع أحد الأبوين دون الآخر بسبب الطلاق أو الانفصال أو الاختلاف الدائم.

هشام أحناش

المصدر: موقع “nbcnews.com”

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,274,360