في الوقت الذي تواصل فيه مسلسل العنف في سوريا الاثنين حاصدا 76 قتيلا بينهم سبعة اطفال، رسم المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي امام مجلس الامن صورة قاتمة للوضع في سوريا، معتبرا ان الاصلاحات في هذا البلد لم تعد كافية "وما يجب القيام به هو التغيير".

وبعد ان قدم احاطة حول الاتصالات التي قام بها بشأن الوضع في سوريا امام اعضاء مجلس الامن ال15 ادلى بتصريح صحافي قال فيه "ارفض التصديق ان اناسا عقلاء لا يدركون انه لا يمكن العودة الى الوراء، لا يمكن العودة الى سوريا الماضي"، في اشارة الى النظام السوري الذي يواصل قمع الحركة الاحتجاجية المناهضة له منذ اذار/مارس 2011.

واكد الابراهيمي ان "القيام باصلاحات غير كاف، ما يجب القيام به هو التغيير" من دون تقديم ايضاحات اضافية.

واستبعد الموفد الدولي الى سوريا احراز "تقدم اليوم او غدا" لتسوية النزاع في سوريا التي اعتبر ان الوضع فيها "بالغ الخطورة ويتدهور يوما بعد يوم"، مضيفا ان "لا وجود لخطة كاملة" لتسوية النزاع حتى الان.

واوضح الابراهيمي انه "سيعود الى المنطقة" بعد ان يجري اتصالات خلال اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة التي تبدأ الثلاثاء، وقال "آمل في العودة لاحقا للقاء مجلس الامن ولاعرض له بعض الافكار حول كيفية التحرك مستقبلا".

ورغم اشارته الى "المازق" الذي تمر به سوريا، اعرب عن امله في "احداث اختراق في مستقبل غير بعيد".

وفي الكلمة التي القاها امام مجلس الامن اكد الابراهيمي ان ليس لديه حاليا "خطة عمل جديدة" لتسوية الازمة السورية، واشار الى المقترحات التي قدمها سلفه كوفي انان مشيرا الى ان خطة هذا الاخير تبقى "افضل سبيل" لحل الازمة، بحسب ما نقل دبلوماسي عنه.

وقال الدبلوماسي الجزائري ايضا ان نظام الاسد يقدر بخمسة الاف عدد الاجانب الذين يقاتلون الى جانب المعارضة في سوريا وان دمشق تزداد اقتناعا بان الحرب الدائرة في البلاد هي "مؤامرة من الخارج"، بحسب ما قال لفرانس برس سفراء حضروا الاجتماع.

وصرح وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيلي للصحافيين ان خطة انان تبقى صالحة "في مضمونها". وقال "لدينا خطة. انها خطة (انان) من ست نقاط تبناها مجلس الامن" مضيفا ان المانيا "تدعم عمل الابراهيمي".

واضاف ان المانيا "ستستمر في السعي للحصول على موقف موحد في مجلس الامن وتحريك عملية سياسية" في سوريا. وحاليا تعرقل روسيا والصين الجهود في مجلس الامن بعد ان استخدمتا الفيتو للحؤول دون تبني ثلاثة قرارات غربية للضغط على نظام دمشق.

واكد الابراهيمي ان تعذيب السجناء اصبح "امرا معهودا" وان السوريين باتوا يخشون التوجه الى المستشفيات التي يسيطر عليها النظام.

واوضح ان 1,5 مليون شخص فروا من منازلهم وان البلاد تواجه نقصا حادا في المواد الغذائية لان المحاصيل اتلفت بسبب المعارك بين قوات الجيش والمعارضة المسلحة.

ميدانيا، سجل الاثنين سقوط سبعة اطفال قتلى في غارات جوية وقصف مدفعي للجيش السوري النظامي. وبلغ عدد القتلى 76 هم 44 مدنيا وعشرة مقاتلين و22 جنديا، بحسب حصيلة اعدها المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقصف الطيران الحربي السوري مواقع في قلب مدينة حلب ما ادى الى مقتل خمسة اشخاص بينهم ثلاثة اطفال من عائلة واحدة وتدمير عدد من الابنية، حسب المرصد.

وبثت المعارضة السورية شريط فيديو على موقع يوتيوب يظهر فيه احد الابنية وقد دمر تماما نتيجة القصف الجوي في حي المعادي في الوسط التاريخي لمدينة حلب حيث يتمركز معارضون مسلحون.

وشاهدت مراسلة لفرانس برس امام احد المستشفيات شرق مدينة حلب جثث ثلاثة اطفال ملفوفة بكفن ابيض في حين كان عدد من المقاتلين يخضعون للعلاج من جروح اصيبوا بها.

وقال مسعف يعمل في المستشفى لفرانس برس ان "طائرة قصفت ابنية امام المستشفى لافساح المجال المرة المقبلة لقصف المستشفى نفسه".

واكد مراسل اخر لفرانس برس ان المعارك امتدت الى ساحة سعد الله الجابري وهي الساحة الاساسية في حلب.

كما قتلت فتاة صغيرة في غارة جوية استهدف حيا اخر في حلب حسب المرصد.

وشهدت احياء في العاصمة دمشق معارك وقصفا دمر ثلاثة منازل على الاقل.

وبحسب المرصد شمل قصف قوات النظام السوري الاثنين بلدات في محافظات حمص (وسط) حيث قصفت بلدات السعن وتيرمعلة والقصير ما اسفر عن مقتل امرأة وريف دير الزور (شرق) حيث سقط جرحى في قصف على قرى الحسينية والبغيلية.

وشمل القصف ايضا حماة (وسط) حيث سقط ايضا جرحى في بلدة ابو رمال ودرعا (جنوب) حيث قصفت مدينة داعل بينما قتل ستة جنود نظاميين في هجوم بعبوة ناسفة استهدف شاحنتهم في المحافظة.

من جهة ثانية افاد مراسلو فرانس برس الاثنين ان مناطق واسعة في شمال سوريا على مقربة من الحدود مع تركيا باتت خارج سيطرة النظام السوري وبعضها منذ اشهر عدة.

وافاد المراسلون انهم خلال تنقلاتهم في المناطق الخاضعة للجيش السوري الحر قطعوا احيانا مئات الكيلومترات من دون المرور على نقاط امنية تابعة للنظام. الا انهم كانوا احيانا يقومون بالدوران حول ثكنات او بلدات لا تزال تابعة للقوات السورية النظامية.

وقال صحافي لفرانس برس زار منطقة ادلب في شمال غرب سوريا في آذار/مارس الماضي ثم زارها اليوم، انه لاحظ تمدد مناطق سيطرة الجيش السوري الحر الى قرى وبلدات عديدة.

وينتشر عناصر الجيش السوري الحر على مفترقات الطرق في مجموعات صغيرة وينامون تحت الخيام في اغلب الاحيان ولا يتدخلون الا عندما يشكون في سيارة لا يعرفون ركابها.

وسيطر الجيش السوري الحر على مدينة الاتارب الصغيرة غرب حلب قبل نحو ثلاثة اشهر اثر معارك ضارية لا تزال اثارها ظاهرة على منازلها.

ويؤكد ضباط في الجيش السوري الحر انهم يحاصرون حاليا قاعدة مهمة للجيش على طريق حلب وهي المدينة التي تشهد معارك ضارية بين الطرفين منذ نحو شهرين، وباتوا يسيطرون على المناطق المحيطة بالمدينة ولا يخشون سوى الضربات الجوية.

المصدر: مصراوية

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,209,226