أ. عبدالله بن محمد بادابود


بسم الله الرحمن الرحيم


في العالم صرخات وآهات ..
وفي النفس حسرات وزفرات ..
فالدمع ينسكب والنفس تنقبض ..
حزناً على حال أهلنا في الشام ، بلد الأحرار ودار الأبرار . 
شام العروبة و شام الإسلام ..
ألسنا جسد واحد إن اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ؟! 
ألسنا أمة واحدة أمة الإسلام ؟!، الإسلام الدين العظيم الذي هذب الأخلاق وحث على التعاون في الخير ، وأكد على الرحمة ، فمحمد عليه الصلاة والسلام رحمة للعالمين والمسلم رحيم بمن حوله ، لا أقول ببني الإنسان بل رحيم حتى بالحيوان !
ألم تدخل الجنة ، بغي سقت كلب ؟!، ياعظمة الإسلام وياكرم الكريم المنان . 
وربنا جل في علاه ، رحيم بعباده ، رحمته وسعت كل شي ، خيراته علينا تترى ونعمه لاتعد ولا تحصى .. 
وحين ندور في فلك الرحمة ، ونتدارس قصص خالدة سطرتها قلوب رحيمة ، نفزع من قلوب عدمتها ، قلوب قاسية ، قلوب حاقدة ، تلكم القلوب لطغاة الشام بشار وأعوانه ! 
إن مايحصل في الشام متوقع !؛ حين يحكم طاغية ديار المسلمين ، حين يمسك زمام الأمور من عدم الرحمة ، حين يتولى أمر المسلمين رجل حاقد على المسلمين !
إن مايحصل في الشام هو محنة في داخلها منح كثيرة ، لمن عقل وتأمل . 
شعب صبر سنوات على الظلم والحسرات ، ذاق الويلات تلو الويلات .
بغير ذنب ارتكبه أو جرم قام به ، إن كان من ذنب له ، فهو تفكيره في الحرية ، توقه للفكاك ، من حكم بغيض ، تلبس بوشاح الإسلام وهو عنه بعيد .
أذاقهم صنوف العذاب وهم في حرية واهية ، وتضاعف العذاب لمن سجن واعتقل في سجون أسد واهي ، صنع هيبته بالقتل والسجن .
أسد تفنن في دمار مدينة عريقة مثل حماة ، لم يردعه خُلق ولم تردعه إنسانية ، أنهار من الدماء تسيل وأرواح تزهق ، وشعب يشرد ، وصراخ وعويل وأحداث تجعل الحليم حيرانا .
أسد لعب أدوار خبيثة ، كان عوناً لبني صهيون على أحرار فلسطين ، باع الجولان برخيص الأثمان ، تدخل في لبنان ونصر حزب الشيطان ، له تاريخ أسود في تصفية أهل السنة ، وتشريدهم ، وتعذيبهم .
ذاك الأسد الأب ، والإبن صورة لوالده ، توشح برداء العلم ، هو للعيون طبيب ، يتبجح بقدراته الخطابية ، وإلقائه المتميز ، ينمق الكلمات ، ويتلاعب بالعبارات ، والفكر خاو ، والقلب لاه ، والنفس خبيثة . 
الطبيب يقصده المريض بغرض الشفاء ولكن طبيب الشام كان غير كل الأطباء ، هو طبيب في القتل والتنكيل ، في الكذب والتدليس ، في التشريد والتعذيب ، في الوحشية والدناءة . 
طبيب الشام هو صورة سوداء سطرها التاريخ ، لطخت مهنة الطب الشريفة ، سودت صفحات التاريخ الممزقة ، صفحات مزقها أعداء الدين ، وبشار واحد منهم . 
طبيب الشام الذي قدم دورات مجانية في تعذيب الأطفال ، وكأني أرى الطفل الذي يردد في سبيل الله ، ويردد ذكر الله ، حين تخرج الشظايا من جسده ، ذلك الجسد الصغير الذي لم يرحمه بشار !
طيب الشام الذي دك المدن ، وقصف المساجد ، وحرق المصاحف ، واستهزأ بالله ، كم من مقطع نراه ، يقشعر الجسد مما حواه ، باختصار شبيحة بشار يطلبون من الأحرار السجود لطاغيتهم ، يا الله عليك بالطغاة .
لن أنسى أول خطاب له ، رأيت فيه صورة الشاب المتعلم ، تتبعت عباراته ، كانت راقية ، حروفه واضحة ، وأمانيه كبيرة ، هي أحلام بثها للشعب ، أحلام ورديه ، وصور واهية ، وأتذكر خطابه قبل عدة اشهر ، شتان شتان ، خطاب سخيف ، حركات بهلوانيه ، ضحكات هستيرية ، جسم يتمايل ويرتعد ، كأنه يرى نهايته تلوح أمامه !
حين ترى الجثث ، وتشم رائحة الموت ، تسقط عبارات المجرم بشار ، المنمقه وابتسامته الخبيثة ، اللهم هز أركانه وشل لسانه .
لن نطيل الكلام في شخصية لاتستحق ، شخصية توشحت رداء الطغيان وسعدت به ، لبست ثوب الظلم وأنست به ، والظلم عواقبه وخيمة والظالم نهايته أليمة . 

أهلي في سوريا ..
صبراً فأنتم أهل الصبر ، سطرتم ملحمة الصبر الكبرى ، سيسجل التاريخ بمداد الوفاء لكم أن أهل سوريا تحملوا صنوف العذاب الجسدي والحسي والنفسي ؛ من أجل لا إله إلا الله , من أجل بلاد الخير بلاد الشام ,من أجل الحرية والعزة والكرامة . 
أهلي في سوريا ..
الأحداث الحالية منح لنرى حقائق غابت عنا أو تجاهلناها لنميز الرديء من الحسن لنعرف الصديق من العدو ، لنثبت أخوتنا الإسلامية الحقيقية
أهلي في سوريا ..
كلما ضاق الأمر اتسع ، وكلما طال الليل اقترب الفجر ، إن نسمات الفجر تنساب برفق ، ليشع النور وتشرق شمس الحرية . 
أهلي في سوريا ..
قلوبنا معكم ، وألسنتنا تلهج بالدعاء الصادق لكم ، ودموعنا تنسكب بحرارة حين نرى المشاهد الوحشية والصور المؤلمة . 
أهلي في سوريا ..
إن المتأمل في الحال والمشاهد للأحداث يرى بعين المؤمن أن الفرج اقترب ، فكلما زاد ظلم الظالمين وسطو المعتدين كلما حان الفرج وشع نور العزة . 


أهلي في سوريا ..
النصر قادم والفرج قريب 
فرددو الدعاء بيقين المؤمن فالله للدعاء مجيب ومن عباده قريب . 
ويكفينا كلمة رددها أهل الشام 
مالنا غيرك يا الله ، كلمات اصدرتها قلوب عرفت معنى التوكل ، وانفس أحسنت الظن بالله ..

. هـــدى 
قال تعالى :{وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ* الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) سورة الحج 
نور من السنة 
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( يا طوبى للشام يا طوبى للشام يا طوبى للشام ، قالوا يا رسول وبم ذلك قال : تلك ملائكة الله باسطوا أجنحتها على الشام ) صححه الألباني . 

من الأدب 
قال ابن الرومي

ولي وطن آليت ألا أبيعه * وألا أرى غيري له الدهر مالكا 
عًمرتُ به شرخ الشباب مُنعما * بصحبة قوم أصبحوا في ظلالكا 
وحبب أوطان الرجال إليهم * مآرب قضاها الشباب هنالكا 
إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم * عهود الصبا فيها فحنوا لذلكا 
وقد ألفته النفس حتى كأنه * لها جَسدُ إن بان غودر هالكا

المصدر: صيد الفوائد

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,307,967