authentication required

السيد بدير وحسن فايق في فيلم «تاكسي الغرام»

سعيد ياسين

عشرات الجوائز وشهادات التقدير حصل عليها الراحل السيد بدير خلال حياته، الذي درس الطب البيطري، وأصبح ناظراً لمدرسة الفن، لما قدمه للساحة الذي يعد أحد أبرز روادها، في التأليف أو التمثيل، أو الانتاج، أو الإخراج، سواء في السينما أو المسرح أو التلفزيون أو الإذاعة، ورغم كل ذلك، فإنه أصبح في طي النسيان، وهو ما ظهر جلياً في ذكرى وفاته السادسة والعشرين التي مرت مؤخراً في هدوء شديد، رغم أن اسمه يتصدر مئات الأفلام التي تعرض يومياً على مختلف الفضائيات وتحديداً السينمائية منها.

ولد السيد بدير 11 يناير عام 1915 في إحدى قرى محافظة الشرقية «140 كيلو مترا شرق القاهرة»، وعاش مع أسرته في مدينة الجيزة، وانضم إلى فريق التميثل بالمدرسة التي حصل فيها على شهادة البكالوريا عام 1932، وكان يقوم بتدريب الفريق في ذلك الوقت الفنان عبدالقادر المسيري الذي استفاد بدير منه الكثير، وهو ما تسبب لاحقاً في عدم إكمال دراسته في كلية الطب البيطري ليتفرغ للفن.

وشارك بالتمثيل في أكثر من 50 فيلماً، بدأها عام 1937 بدور صغير في فيلم «تيتاوونج»، وشارك بعده في عدد من الأفلام، وكانت هذه الأدوار الصغيره بمثابة الإعلان عن مواهبه المتعددة التي اكتشفها فيما بعد المخرج صلاح أبو سيف، فطلب منه أن يكتب له سيناريو وحوار أول أفلامه «دائما في قلبي»، وفي عام 1949 أسند إليه المخرج عباس كامل شخصية «عبد الموجود» أحد أبناء كبير الرحيمية قبلي، هذا الصعيدي البسيط الذي لا يرى أبعد من تحت قدميه، فكتبها السيد بدير بإتقان شديد ومثلها باقتدار وتميز لا مثيل لهما، حتى ارتبط اسمه بهذه الشخصية في أذهان عشاق السينما العربية.

 

70 فيلماً

 

وشارك بعد ذلك بالتمثيل في أكثر من 70 فيلماً منها «العزيمة، السوق السوداء، شهر العسل، حرم الباشا، الماضي المجهول، النائب العام، البريمو، ابن عنتر، زوج الأربعة، قمر 14، خد الجميل، حكم القوي، الأسطى حسن، المقدر والمكتوب، حميدو، ابن ذوات، تاكسي الغرام، حلاق بغداد، إسماعيل يس في الطيران، ليلة من عمري، شاطيء الذكريات، سمارة، ودعت حبك، و«عمل إيه الحب في بابا» الذي كان آخر أفلامه عام 1980، كما شارك في بطولة عدد من المسرحيات، منها الزوج العاشر، إلى جانب عدد من المسلسلات منها برج الحظ، لا يابنتي العزيزة.

وقدم على صعيد التأليف أكثر من 70 فيلماً أيضاً تنوعت بين التراجيدي والكوميدي والبوليسي والغنائي، وكتب القصة والسيناريو والحوار لبعضها، منها اسماعيل يس في البوليس، وكتب السيناريو والحوار لقسم ثانٍ ومنها زمن العجائب، بائعة الخبز، وحب في الظلام، وتحيا الرجالة، والملاك الظالم، والمحتال، وقلوب الناس، ودعت حبك، والمتهم، والوسادة الخالية، وبين السماء والأرض، وصاحب الجلالة، والساحرة الصغيرة،.

وكتب السيناريو لقسم ثالث منها لك يوم يا ظالم، كأس العذاب، وليلة من عمري، شاطئ الذكريات، وداع في الفجر، رصيف نمرة 5، القلب له أحكام، الفتوة لا أنام، عاشت للحب، لوعة الحب.

كما كتب الحوار فقط لعدد من الأفلام منها، البريمو، حكم القوي، ريا وسكينة، حميدو، الوحش، أبو الدهب، فتوات الحسينية، نهارك سعيد، شباب امرأة، صراع في الميناء، الطريق المسدود، وأبو حديد، أنا حرة» ، رسالة من امرأة مجهولة، وكان آخر أفلامه على صعيد التأليف «السلخانة» الذي عُرض عام 1982، وتولى إخراج أكثر من 20 فيلماً منها المجد، وليلة رهيبة، وكهرمان، وغلطة حبيبي، وأم رتيبة، وعاشت للحب.

تدرجه الوظيفي

وتدرج السيد بدير في العديد من الوظائف الحكومية منها عمله أميناً لمكتبة قضايا الحكومة بمجلس الدولة، ثم انتقل للعمل في قسم الدعاية في وزارة الصحة، وعمل مخرجاً في الإذاعة، ووصل لدرجة كبير المخرجين فيها، خصوصاً وأنه أخرج لها أكثر من ألف تمثيلية ومسلسل، وتولى إدارة مؤسسة السينما والمسرح والموسيقى بدرجة وكيل وزارة، كما عمل مستشاراً في الإذاعة والتلفزيون.

وحصل خلال مشواره على العديد من الجوائز والأوسمة، منها وسام الجمهورية عام 1957، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1975، وشهادة تقدير من جمعية كتاب ونقاد السينما عام 1976، وجائزة الدولة للجدارة الفنية عام 1977، وشهادة تقدير من الإذاعة المصرية لخدماته الجليلة في مجال الإعلام والكلمة المسموعة 1983، وشهادة تقدير كرائد لدراما الإذاعة في عيـد الإذاعة الخمسين 1984، ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى، وكانت جائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلى للثـقافـة آخر جوائزه، وحصـل العديــد من أفلامه على جوائز وفي مقدمتها «أنا حرة» و»جعلوني مجرماً».

زواجه

وتزوج السيد بدير من سيدة من خارج الوسط الفني، وأنجب منها ثلاثة أبناء منهم ابنه سعيد بدير الذي تقاعد من عمله، ثم حصل على درجة الدكتوراه من انجلترا في تخصص نادر في الهندسة التكنولوجية، وتم اغتياله بعد نجاحاته الكبيرة في ألمانيا الغربية في واقعة شهيرة عام 1988، ثم تزوج من فوقية محمود أحمد ندا التي اشتهرت باسم شريفة فاضل بعدما اكتشف موهبتها، وأسند إليها بطولة فيلم «ليلة رهيبة» أمام شكري سرحان ومحمود المليجي وعبدالوارث عسر وتولى إخراجه، وأنجب منها ولداً سماه السيد على اسمه.

المصدر: الاتحاد

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,279,136