نضال عباس دويكات


بسم الله الرحمن الرحيم


ليس غريباً على الغرب الصليبي الحاقد في مجمله على الإسلام وأهله أن يكرر الإساءة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم، بدءً من الرسومات المخجلة للدنماركين، وإنتهاءً بالفلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، والذي تدور شبهات كبيرة حول منتجيه وداعميه ومن يقفون خلف خروجه إلى حيز الوجود، ولكن الغريب هذه المرة كثرة الإشارات التي توحي بوقوف بعض الأقباط المصريين خلف هذا الفلم المسيء، فهناك إشارات صحفية إلى أن يكون المحامي المصري موريس صادق والمعروف بحقده الكبير على الإسلام أحد أهم الأشخاص الذين يقفون خلف إنتاج هذا الفلم والترويج له عبر موقعه على الإنترنت وعبر مجموعة من القنوات التلفزيونية الأخرى، وسواء كان هذا الفلم من صنيعة هذا الرجل الحاقد أو غيره من اليهود المجرمين، أو غيرهم ، إلا أن هناك مجموعة من التساؤلات التي تطرح نفسها والتي تستدعي الوقوف بالمتابع، والتحليل الدقيق لجوانب هذا الحدث، لكشف الخفايا المتعلقة بنشر هذا الفلم المسيء للرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، و هذه التساؤلات هي ...

لماذا ينشر هذا الفلم في هذا التوقيت بالذات؟ 

ولماذا أختيرت اللهجة المصرية للدبلجة في الفلم مع أن الأصوب كان إختيار اللغة العربية الفصحى، كون البيئة التي عاش فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتكلم فيها بالفصحى؟ 

ولماذا الأقباط في هذه المرة بالذات يزج بهم في صناعة هذا الفلم وكأنهم هم من أراد الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم دون غيرهم مع إستنكار معظهم للإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم؟

هذه التساؤلات يجب الوقوف عليها لنعلم الخفايا والأهداف التي أرادها منتجو الفلم المسيء!!

من الملاحظ أن هناك قاسماً مشتركاً يجمع بين هذه التساؤلات الثلاث، وهو الذي أراده منتجو هذا الفلم وهو الزج بالوضع المصري الداخلي للإنزلاق نحو الفتنة الداخلية بين الأقباط والمسلمين من خلال تحميل الأقباط مسؤولية نشر هذا الفلم وإنتاجه بقصد الإساءة للمسلمين وعلى رأسهم نبي هذه الأمة صلى الله عليه وسلم، ففي هذا الوقت يتجه الوضع الداخلي المصري للإستقرار شيئاً فشيئاً، فقد نجحت الثورة إلى حد كبير في التخلص من النظام السابق ورواسبه، وتتوجه مصر إلى قيادة الأمة وحمل راية الإسلام من جديد، فنظامها الجديد يرفع راية الإسلام ويتجه نحو تأسيس مجتمع متحاب متماسك وهذا ما لا يروق للكثيرين من أعداء الأمة، وقد عملت القيادة المصرية الجديدة إلى إشراك الأقباط في إدارة دفة القيادة في مصر من خلال تعيين المشتاريين والساسة الأقباط المشهود لهم بالنزاهة والسلم الإجتماعي والدعوة إلى توحيد الشعب المصري، ففي هذا الوقت أراد صناع هذا الفلم التشويش على القيادة المصرية والداخل المصري وإشغاله بنار الفتنة والإقتتال الداخلي، ونبش الصراعات العقدية بين أبناء المجتمع والتخريب والقتل والدمار، وبإنزلاق مصر- لا سمح الله -إلى هذا المستنقع ستفقد مكانتها وعزتها ودورها المنشود في قيادة العالم الإسلامي، وستدخل في دوامة الصراعات الداخلية المهلكة، وهذا هدف منشود لأعداء الأمة وعلى رأسهم منتجو هذا الفلم .... 


نضال عباس دويكات 
نابلس – فلسطين

المصدر: صيد الفوائد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 134 مشاهدة

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,307,408