أثر الدم

◆ وجدت أثرا للون الدم على ثوبي بعد غسله مرات عدة، فهل تجوز الصلاة بهذا الثوب؟

◆◆ بقاء أثر النجاسة بعد غسلها من الثوب لا يضر، ومن ذلك بقاء أثر الدم بعد غسله، وعليه فقد أصبح الثوب طاهراً وتصح الصلاة به ، قال العلامة المواق المالكي رحمه الله في التاج والإكليل: “لا يضر لون الدم إذا ذهب عينه وبقي أثره، ولعز الدين: ولا يلزم في إزالة ما يبقى من أثر النجاسة بالعقاقير إذ لا يضر الأثر”.

الاقتراض

◆ اشترط شخص على آخر أن يبيعه بيته أو يوظف ابنه، حتى يقرضه مبلغاً، فهل يعتبر ذلك من الربا؟

◆◆ القرض من الأمور التي حرَّم الشرع أخذ العوض عليها، فلا يجوز للمقرض أن يشترط لنفسه نفعا يأخذه من المقترض، سواء كان ذلك عن طريق بيعه البيت أو توظيف ابنه أو غير ذلك، ففي موطأ الإمام مالك وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نهي عن بيع وسلف”.

ومثل البيع سائر عقود المعاوضات، قال العلامة الحطاب رحمه الله تعالى في كتابه مواهب الجليل: “كل عقد معاوضة لا يجوز أن يقارنه السلف”.

قال العلامة ابن أبي زيد القيرواني رحمه الله تعالى في كتابه الرسالة: “ولا يجوز سلف يجر منفعة”، قال العلامة النفراوي رحمه الله تعالى معللا لهذا المنع “.... لأن السلف لا يكون إلا لله”.

زكاة المال

◆ والدتي لديها مبلغ وضعته تحت تصرف أختي التي تستفيد منه في قضاء دين أو مساعدة محتاج، فهل عليه زكاة ؟

◆◆ يجب على والدتك زكاة هذا المبلغ إذا حال عليه الحول وكان نصابا بنفسه أو عندها من المال ما تكمل به النصاب، وسواء حال عليه الحول وهو عند بنتها، أو تسلفه شخص ورده قبل حولان الحول، وذلك لأن النقدين “الذهب والفضة” أو ما يقوم مقامهما لا يشترط فيهما التنمية بالفعل، فمن تركهما عند شخص لينتفع بهما سلفا، أو غيره أو أودعهما، فإن الزكاة تجب فيهما كل سنة، قاله شراح الشيخ خليل رحمه الله تعالى عند قوله: “وتعددت بتعدده في مودعة”، ومعناه ومثل النقدين ما يقوم مقامهما كالعملات المتداولة اليوم.

سجود التلاوة

◆ ما حكم عدم سجود الإمام في القراءة أثناء الصلاة؟

من قرأ سجدة التلاوة سن له السجود إماماً أو مأموماً وترك سجودها مكروه، قال الشيخ العدوي رحمه الله تعالى في حاشيته: “ويسجدها من قرأها..وهل سجوده سنة أو فضيلة خلاف”.

ولكن إن تركها الإمام فلا يسجدها المأموم لأنه يجب عليه متابعة الإمام في الصلاة، قال الشيخ النفرواي في الفواكه الدواني:«إذا كان القارئ للسجدة إماماً وتركها فإن المأموم يتركها، وإن سجدها المأموم دون إمامه فإن كان عمداً أو جهلاً بطلت صلاته وأما سهواً فلا، لحمل الإمام لسهوه اليسير».

والخلاصة: ترك السجود للتلاوة مكروه وإذا تركه الإمام لا يسجد المأموم.

مساجين الإمام

◆ إذا لم يكثر المأموم من الضحك في الصلاة، فإنه يستمر على صلاة باطلة، لأنه من مساجين الإمام، ما هي مساجين الإمام؟

◆◆ مساجين الإمام أربعة، حالتان منهما على البطلان، وحالتان على الصحة مع الندب للإعادة، ويمكن تفصيل ذلك :

الحالة الأولى: إذا كبر للركوع ونسي تكبيرة الإحرام، فإنه يواصل صلاته مع الإمام ويعيدها إذا سلم.

الثانية: تعمد الضحك في الصلاة، فإنه يواصل صلاته مع الإمام ويعيدها إذا سلم.

الثالثة: من ذكر صلاة فائتة، فإنه يعيد ندباً بعد انتهاء الصلاة لأنه سجن على صلاة صحيحة.

الرابعة: من ذكر الوتر في صلاة الصبح، يعيد ندباً بعد انتهاء الصلاة لأنه سجن على صلاة صحيحة أيضاً.

والخلاصة: مساجين الإمام أربعة: من كبرللركوع ونسي الإحرام، من ضحك في الصلاة، والسجن في هاتين الحالتين على صلاة باطلة على المشهور فيجب قضاؤها.

من ذكر صلاة فائتة، من ذكر الوتر في صلاة الصبح، والسجن في الحالتين الأخيرتين على صلاة صحيحة، إنما تندب الإعادة من أجل الترتيب.

الخوف من الرياء

◆ أحياناً أكذب حينما أتوجه إلى المسجد مبكراً، أو أداء عمل خير، أقول إني ذاهب إلى أماكن أخرى، تجنباً للرياء، هل آثم على ذلك؟

◆◆ لا يجوز الكذب خوفاً من الرياء، وإذا أخلصت النية في أعمالك الصالحة فلا ينقص من أجرك علم من حولك بها.

وإذا كنت راغباً في ستر أعمالك فلك في معاريض الكلام مندوحة عن الكذب، ففي البخاري “باب المعاريض مندوحة عن الكذب”، وقد روى البخاري في الأدب المفرد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن في معاريض الكلام مندوحة عن الكذب”، والمندوحة المتسع والفسحة.

والخلاصة: لا يجوز الكذب خوفا من الرياء، وإذا أخلصت النية في أعمالك الصالحة، فلا ينقص من أجرك علم من حولك بها، وإذا كنت راغباً في ستر أعمالك فلك في معاريض الكلام مندوحة عن الكذب.

الدعاء بالشر

◆ لماذا يحذرنا صلى الله عليه وسلم من دعاء الشر إذا كان غير مستجاب؟

◆◆ قوله تعالى: (وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا)، “الإسراء: الآية 11”، فسره ابن عباس وغيره: بأنه دعاء الرجل على نفسه وولده عند الضجر بما لا يحب أن يستجاب له مثل قوله: اللَّهُمَّ أهلكه، ونحوه لأن الله لو استجاب له دعاءه على نفسه بالشر لهلك لكن بفضله لا يستجيب له في ذلك، وهذه الآية نظير الآية الآخرى: (وَلَوْ يُعَجِّلُ الله لِلنَّاسِ الشر استعجالهم بالخير)، “يونس، الآية 11”.

لكن لا يعني هذا أنه لا يستجاب دعاؤه بذلك مطلقا بل قد يستجاب، ولأجل ذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف من الإقدام على هذا الدعاء لأنه قد يستجاب ويكون مستثنى من الحديث الآخر الذي يقرر أن الله لا يستجيب الدعاء بالإثم ولا قطيعة الرحم.

ومن عرف فقه الدعاء وفهمه زال عنه هذا الإشكال بما تقدم، وفقِه أن الدعاء له آداب وأحوال يستجاب فيها بوقت ولا يستجاب بوقت ويستجاب بحالة ولا يستجاب بحال، فلا يقتطع نص واحد ويناقش بنص آخر، فقد جاء النهي في القرآن عن الاعتداء في الدعاء مطلقاً خيراً أو شراً وأن الاعتداء سبب في عدم الاستجابة، فقال جل وعلا: (ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين).

وقت الفجر

◆ صديقي كان يصلي الفجر الساعة 7 صباحاً، فهل يعيد الصلوات السابقة، علماً بأنه لا يعرف كم صلى بهذا الوقت وعمره الآن 17 عاماً ؟

◆◆ صلواته السابقة صحيحة ولا يجب عليه إعادة هذه الصلوات التي صلى بهذا الوقت، لأن الصلوات كلها صليت بعد دخول الوقت، وبالتالي فهي صحيحة لكنها وقعت قضاء لا أداءً، وعليها أن تؤدي الصلاة في وقتها قبل طلوع الشمس لأن وقت الفجر ينتهي بطلوع الشمس، وقد سئل صلى الله عليه وسلم عن أحب الأعمال إلى الله؟، فقال: “الصلاة على وقتها”، ولا يجوز تأخير الصلاة حتى تطلع الشمس بل من فعل ذلك متعمدا أثم.

والخلاصة: لا يجب عليها إعادة هذه الصلوات التي صليت بهذا الوقت، لأن الصلوات كلها صليت بعد دخول الوقت وبالتالي الصلاة صحيحة.

 

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 85 مشاهدة
نشرت فى 22 سبتمبر 2012 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,280,507