كم هي ذكية فكرة ريما كركي ببرنامج "بدون زعل" باستضافة صحافي ناقد بفقرة تحمل عنوان "ماذا ستكتب غدا"، بهذه الطريقة تكون ريما اكدت انه سيكتب في كل الأحوال ولزمت الزميل بمتابعة كل البرنامج بكل تفاصيله، ولأن ريما مذيعة مثقفة وذكية دعتني الى حلقة تستضيف فيها قطبين من اقطاب الاعلام وهم سعيد غريب وجان عزيز وممثلتين جميلتين هما جوي كرم وتاتيانا مرعب، لبيت الدعوة فرحة لأن المقابلة ستكون مميزة.
ولاحظت بان أجوبة الضيوف كانت مقتضبة مما جعل كركي تبرز مهاراتها أكثر بإضافة العديد من الأسئلة.
في سياق الحلقة شرح الاعلامي سعيد غريب ان لا حرية اعلامية ولما سئل ممن يسرق الوقت أجاب جان عزيز أسرق منه كل معلوماته، وأكد جان أنه لا يؤمن بالوراثة السياسية والفنية مع انه يعمل في تلفزيون التيار العوني الذي تعود أسهم كثيرة فيه لعائلة ميشال عون وأصهرته لا سيما جبران باسيل الوريث السياسي لميشال عون.
من ناحية اخرى، استغربت مدى التشاؤم عند جوي كرم بطلة فيلم "تنورة ماكسي" التي صرحت بان هناك فساد في التمثيل وبعض الممثلات يقمن بعلاقة جنسية مع المنتج كي يحصلن على ادوار تمثيلية ولكن الحقيقة ستظهر والمشاهد سيعلم من هن تلك الممثلات بمجرد ان تنجّم احداهن بطريقة سريعة، مع انني لا اوافقها الرأي لان الجمهور لا يعلم ماذا يحصل وراء الكواليس. اما تاتيانا فصرحت بان المال جميل كوسيلة ولكنها تغضب اذا باعت احداهن جسدها مقابل المال.
كانت المحاور سلسة فأخذتنا الى عالم الموضة وأجبرت الضيوف الرجال على اعطاء آرائهم وأخذتنا ايضا الى عالم السينما والشخصيات الكرتونية والممثلين أي طرحت مواضيع غير روتينية كباقي برامج "التوك شو".
هذه الحلقة من بدون زعل عرفتنا أكثر على شخصيات الضيوف، فسعيد غريب اعلامي ناجح لا ينتمي سياسيا الى أحد فهو يتمثل بغسان تويني والسيد محمد حسين فضل الله، وكأن ضربات الزمن صنعت منه رجلا حذرا للغاية . اما جان عزيز فلا يهاب احد، ينتقد الجميع ويمدح الجميع، ويمكن ان تحاوره بالسياسة لأسابيع دون ان يملّ.
جوي كرم بدت متشائمة رغم نجاحها بالتمثيل خاصة أن "تنورة ماكسي" فتح أمامها أبواب كثيرة لكنها مصرّة على مواقفها ومبادئها.
تاتيانا بدت عميقة التفكير فبرهنت أنها ليست فقط فتاة جميلة بل ذكية أيضا.
ادارت الاعلامية ريما كركي للحلقة كانت ناجحة وعندما كنت أبدي رأيي سلبيا بموقف ما تسرع ريما للدفاع عن ضيوفها وهذا امر طبيعي.
يبقى أن أقول أن "بدون زعل" لا يشبه أي برنامج آخر، ولكن يسعى الآخرون لتقليده، وريما ناجحة ومتواضعة مما يجعل ضيفها مرتاحا وايجابيا. ونجاح هذا البرنامج يعود الى فريق عمل مجتهد ونشيط وهنيئا لنا نحن المشاهدين ببرامج خارجة عن المألوفة.
ساحة النقاش