أشعلت فتاة التسعة عشر عاماً (سعوديَّة تدرس في كليَّة الطب)، وتدعى نوف، فتيل نيران الغضب في ساحة «تويتر» لدى الكثير من السيدات، حين أعلنت بكل صراحة ووضوح، عن تأييدها بتعدد الزوجات، وهو الأمر الذي أصاب العديد من النساء بالدهشة والاستغراب من انطلاق صوت «أنثوي» يعيش في مرحلة المراهقة، يطالب بالتعدد لصالح الرجل!

بدأت فكرة «نوف » تأخذ مسار التوسع والانتشار حين انتقلت إلى مرحلة الحملة، لتطرق معها أبواب «الهاشتاق»، فجاءت ردود «نساء تويتر» غاضبة بشدة إلى حد كبير، فكتبت روان الشهراني ‏rawanalshahrani@ متمنية أن تكون الزوجة الأولى لرجل يتزوج عليها ثلاثاً، وأنهت كلامها بقولها: «ونقابلك يا حبيبتي بعد 10 سنوات في موقع تواصل اجتماعي جديد»، وتواصلت شرارة الغضب بشتى أنواع التعليقات من بعض النسوة، وحملت بعض «تغريداتهن» السخرية من الفكرة برمتها، وأشار البعض إلى أن تكون المبادرة لها وتعمل بها أولاً، وألا تخرج عن مجرد الكلام فقط مثلما جاءت في هذه تغريدة silencevictim@ «نوف تشجيع التعدد لا يكون بالكلام فقط، اثبتي لنا بالأفعال، اخطبي لأبيك ثلاثاً ولزوجك ثلاثاً، وكوني قدوة لسعوديات وخلي عنك الكلام الفاضي». وهناك من فسَّر ذلك برغبة الفتاة في الدخول إلى عالم الشهرة من خلال طرح هذا الموضوع على مائدة النقاش وعبر «تويتر» لإثارة البلبلة ليس إلا، وذلك من خلال الإنصات إلى مآرب رغباتها في عمل «زوبعة» جدليَّة لموضوع يعتبر حيوياً ومهماً لكلا الجنسين، تم تمرير صداه إلى «تويتر». ‎@NOUFAANY‏: ‎‫«نوف مراهقة تبحث عن الشهرة»، ومن تلك التغريدات أيضاً aziz_mugaiteeb@ «الأخت نوف والاخوان اللي كل أسبوع تقريباً تطلعون بموضة جديدة للفت الانتباه، أقول لكم اشغلوا وقت فراغكم بمواضيع أفيد من لفت الانتباه».

توافه الأمور

لكن هناك من يخالف هذا الرأي، ويرى أهميَّة وحيويَّة هذا الموضوع من الدخول في نقاش حول قضيَّة قيادة المرأة السعوديَّة للسيارة، أو التطرق إلى سياق نقاشات عديدة في موضوعات مختلفة ومتعددة، تعتبر من «توافه» الأمور مثلما سطرها البعض في عباراته «التويترية». AwalAlnas@ «نوف العمودي‬‏ لم تنجرف وراء توافه الأمور مثل (قيادة السيارة)، بل قالت كلمة حق وحل للعنوسة»، أو مثل هذه التغريدة ‏Waleed_MM@ «نوف ‎‫تعدد الزوجات‬‏ والله والنعم! هي دي الحملات مو سواقة وكلام فاضي!»، ورفعت مجموعة من النساء «المتوترات» راية التحدي في وجه الرجال، لأنه –وعلى حدِّ قولهن– أنَّ الرجل في هذا الزمان لا يستطيع العدل إذا دخل في مشروع أكثر من زوجة لا من الناحية الماديَّة، ولا من أي نواحٍ أخرى!، فالمرأة لا تريد الحصول على نصف أو ربع رجل فقط، إما أن يكون رجلاً كاملاً وإلا فلا، مثلما قالت سارا ‏I_sara@ «نوف ومشاعري التي كبرت معي لزوج المستقبل هل أستحق أن أحققها مع نصف أو ثلث أو ربع رجل؟!»، أو ما جاء في هذه التغريدة ماء برتقال ‏wateroforange@ «نوف حينما نعلم أنَّ الرجولة -القدرة، العاطفة، الاحتواء، التضحيةـ ناقصة جداً في هذا الزمن، نعلم أن دعوتك للتعدد هي من خراب البيوت». وهناك من يرى أنَّ اعتزاز المرأة بنفسها في عدم رضاها بدخول نساء أخريات في تقسيم الرجل، وهو ما أشارت إليه Angeela_Merkel@ حين قالت: «المرأة السوية العاقلة المعتزة بنفسها الجوهرة المكنونة لا يمكن أن ترضى بأن يكون بعلها قسمة بينها وبين نساء أخريات». ‎‫وهناك من يفسر أنَّ رفض المرأة للتعدد؛ لأنَّها بطبيعتها تميل إلى نزعة حبِّ التملك كما غردت LateefaAlarfaj@ «نوف، هذي القضية تحتاج إلى وعي من المجتمع اللي عنده فوبيا من التعدد، المفروض البنت تفهم.. كونها تزوجت مو يعني ملكت الرجال ولا صار كل حياتها!!».

تزوجي زوجي

البعض من النساء ذهبن إلى أبعد من ذلك في مخاطبة فكرة الفتاة ورغباتها، وجاءت ردود فعلهن غير متوقعة وتكاد تكون فريدة من نوعها، مثلما طالبت إحدى المتزوجات، وتدعى (سعاد) بدعوة (نوف) إلى الزواج من زوجها، وتردد فيما بعد عبر «تويتر» أنَّ الزوج قام بتطليق زوجته (سعاد) وقبل أن يتزوج من نوف، ومنها: ‎jameelakaaki@‏: «‎سعاد تعرض على نوف الزواج من زوجها وزوج سعاد موافق باقي رد نوف». ‬ أما ‏mutairy_a @ فغرد: «في قضية دراماتيكيَّة ومأساويَّة في الوقت نفسه زوج سعاد يقبل الزواج من نوف ويطلق سعاد». وتابع ‏abd2002shr@ «سعاد طلقها زوجها بسبب نوف كله بسبب التحدي بينهم. هذا خراب بيوت.. لا حول ولا قوة إلا بالله». ‏ورغم حالة الاستنكار الواضحة التي ظهرت على النساء «المتوترات» من الفكرة، في المقابل وجدت (نوف) الترحيب من مجموعة كبيرة من جنس الرجال، وهو ما ظهر جلياً في «تغريداتهم»، مؤكدين جرأة طرح الفكرة، وهو ما يتضح في تغريدة ‏Hassan_Alfadhel@ «كل امرأة تخفض صوت العاطفة قليلاً، ستسمع صوت العقل الذي ينادي- أو على الأقل يؤيد- ما أعلنته نوف‬‏، لكن أين من تستمع لصوت عقلها؟!‏».

وتوتر i_MAHR@: «سمعت أمس بالراديو دراسة أميركية تقول: إنَّ الرجل يأخذ الزوجة الثانية لمصلحة الزوجه الأولى. الظاهر ما يفهمنا إلا الأميركان ونوف‬‏».‏ أما jst5ald@ فهشتق متهكماً: «الله أكبر. حملة نوف للمطالبة بتعدد الزوجات.. أشعر بأنَّها أقنعتني، مَن يكره إعفاف أخواته في الدين والوطن؟». ‎ ‏وسخرت LaMa وزيرة الحلطمة ‏LMLM_83@ «نوف أبوي يقول هذه المرة السنعة».

ولم يخرج البعض من طرافة الطرح من خلال تعليقاته على الموضوع ومنها، AnaBandar@ «في واحد قال لزوجته إن فيه واحدة بتويتر اسمها نوف الله يهديها تدعو ‎لتعدد الزوجات‬‏! المهم أن الرجال إلى الآن يدوّر أحد يغدّيه، والبعض يؤكد أنَّ النساء أصبحن يكرهن اسم نوف مثلما نقلته تغريدة سعودي ‏Saudi_Hero@ «نوف أكثر بنت مكروهة من البنات». وطالب خالد عبيد ‏ kuawity777 @ في تعليقه عبر تويتر الرجال بالانتفاضة وعدم الخوف من احتكار المرأة الواحدة للرجل فقال:

«انتفضوا يا معشر الرجال وإني والله لكم من الناصحين. لا نامت أعين الجبناء. تشجعوا وعددوا».