صورة تناقلتها العديد من المواقع الإلكترونية تظهر خلفية الهاتف الجديد الذي يدعم بطاقتي اتصال
يحيى أبوسالم
على الرغم من معظم التقنيات والاختراعات التكنولوجية التي صاحبت الهواتف المتحركة الذكية على مدار السنوات القليلة الماضية، وما جاءت به المستهلكين من إمكانيات ومواصفات وميزات، بالإضافة إلى قدرتها العالية على القيام بالعشرات من المهام والوظائف التي يصعب إتمامها بدون هذه الهواتف الذكية، لم تأتنا حتى هذه اللحظة بخاصية “بطاقتي الاتصال” التي يعتمد عليها اليوم الآلاف من المستخدمين بحملهم هاتفين وربما ثلاثة بأرقام مختلفة، وهذه الخاصية التي يعتبرونها أساساً وجوهراً، مازالت أغلب الشركات العالمية المصنعة للهواتف الذكية، لا تعيرها أي انتباه ولا توفرها في هواتفها الذكية، رغم أهميتها التي توازي أهمية العديد من الخصائص والمواصفات التي تكثر في الهواتف الذكية المتحركة، والتي قد لا تفيد العديد من المستخدمين بشيء.
تناقلت وسائل الإعلام مؤخراً خبراً تكنولوجياً مميزاً، مفاده قيام الشركة التايوانية “إيسر” بالإعلان عن هاتفها الذكي الجديد “ليكويد جالانت دوو”، الذي يدعم بطاقتي اتصال من نوع “سيم كارد” في آن واحد. بمعنى أنك ومن خلال هذا الهاتف، لم تعد بحاجة إلى حمل هاتفين برقمي اتصال مختلفين. ومن المعروف عن الهواتف التقليدية القديمة التي تدعم بطاقتي اتصال في آن واحد، أنها في الغالب تكون هواتف الفئات الدنيا “رخيصة الثمن”، أو في أحسن الأحوال من الهواتف المتوسطة “متوسطة الثمن” والتي تأتي بمواصفات فنية ليست عالية على غرار الهواتف من الفئة “العليا”. وهذا الذي جاءت به إيسر من خلال هاتفها الذي يدعم بطاقتي اتصال، حيث جاءت به من النوعية المتوسطة للهواتف، وهو الأمر العكسي الذي جاءت به الشركة الكورية سامسونج في أهم وأقوى هواتفها الذكية جالاكسي نوت 2، الذي طرحت النسخة الثانية منه مؤخراً.
دخول المنافسة
بدأت العديد من الإشاعات، نقلاً عن العشرات من المصادر التي تتفاوت ما بين القوية والضعيفة، تتحدث عن عزم الكورية سامسونج، طرح نسخة “حصرية” من هاتفها الغني عن التعريف “الهجين” جالاكسي نوت 2، تؤكد أن نسخة حصرية من جالاكسي نوت 2 مخصصة للسوق الصيني، ستدعم بطاقتي اتصال في آنٍ واحد، سيتم طرحها قريباً في السوق الصيني لتوفر للمستهلك الصيني أحدى أهم المزايا التي يبحث عنها في الهواتف الذكية، والتي لم توفرها حتى هذه اللحظة سوى الهواتف الضعيفة، وهاتف سامسونج القوي.
ورغم أن الشركة الكورية سامسونج تعتبر من الشركات العالمية السباقة في هذا المجال، ولديها العديد من الهواتف الذكية “الضعيفة والمتوسطة”، التي تدعم بطاقتي اتصال في آنٍ واحد، إلا أنه وإن صدقت هذه الإشاعات حول النسخة الحصرية من هاتف الشركة الجديد جالاكسي نوت 2، والتي تدعم بطاقتي اتصال في آنٍ واحد، فسيكون هذا الأخير هو أول هاتف ذكي عالي الأداء، يدعم بطاقتي اتصال من نوع سيم كارد في الجهاز نفسه.
وستدعم النسخة الجديد من الهاتف بحسب الإشاعات، وبحسب الصورة المسربة عن ماهية وشكل الهاتف الجديد، والتي انتشرت في الإنترنت مؤخراً، نوعين مختلفين من بطاقات الاتصال، هما: بطاقة الاتصال “القديمة” ذات الحجم الكبير، وبطاقة الاتصال “الجديدة” التي تسمى بالمايكرو.
وحتى هذه اللحظة لم يتم تصديق هذا الخبر أو تكذيبه من الشركة المصنعة للهاتف “سامسونج”، رغم أن عشرات الصور المنتشرة حالياً في فضاء الإنترنت، تبين شكل الهاتف الجديد جالاكسي نوت 2، الذي يمتاز عن نسخته الأولى، بالعديد من المواصفات والميزات، والذي زود بالعديد من التقنيات التي لم تتوفر في نسخته الأولى، وتبين هذه الصور الهاتف من الخلف وتوفر بطاقتي اتصال “سيم كارد” بدلاً من واحدة في النسخ التقليدية التي ستنتج وتوزع للعالم.
أكبر سوق استهلاكي
أكدت العديد من الإشاعات التي تناولت النسخة الحصرية من جالاكسي نوت 2، أن هذا الهاتف سيتوفر عبر شركة “يوني كم” الصينية، والتي تعتبر من أكبر الشركات في العالم في عدد المستخدمين والأعضاء، كما أن الشركة الكورية سامسونج ورغم عدم تأكيدها لهذا الخبر حتى هذه اللحظة، تعلم ويعلم غيرها الكثير من الشركات العالمية المصنعة للهواتف الذكية، ما هو حجم سوق الهواتف الصيني، وتعلم تمام العلم بأنه أكبر سوق استهلاكي للهواتف المتحركة في العالم. ولهذا السبب قد تكون الشركة الكورية رغبت في تمييز هذا السوق بنسخة هاتفها الحصرية “جالاكسي نوت 2” الذي يدعم بطاقتي اتصال في آنٍ واحد.
وحتى هذه اللحظة لم تتطرق الإشاعات، التي قد نفاجأ بأنها غير سليمة، ولا أساس لها من الصحة، في حين لم تؤكد الشركة الكورية سامسونج لها، في الوقت القريب، لسعر نسخة الهاتف الموجه للسوق الصيني، ومتى موعد طرحها في السوق، وما إذا كانت مثل هذه النسخة قادرة على العمل خارج حدود الصين في دول أخرى.
ويذكر أن هاتف الشركة الجديد جالاكسي نوت 2، جاء بحجم أكبر ووزن أثقل نوعاً ما مقارنة بالنسخة القديمة، إلا أنه جاء وفي الوقت نفسه بعرض أقل ونحافة أكثر، عدا أنه جاء بشاشة أكبر قياس 5,5 إنش، ومعالج مركزي رباعي النواة بسرعة فائقة تصل إلى 1,6 جيجاهيرتز، كما وجاء الهاتف الجديد بذاكرة عشوائية من نوع رام أكبر مرتين من النسخة القديمة، حيث وصل حجمها في النسخة الجديدة إلى 2 جيجابايت، عدا أن بطارية النسخة الجديدة جاءت بحجم كبير يصل إلى 3100 ملي أمبير، وجاء الهاتف بآخر وأحدث نسخة من نسخ نظام التشغيل من جوجل أندرويد جيلي بين 4,1، بالإضافة إلى توفر العديد من التقنيات والتكنولوجيا في النسخة الجديدة، والتي لم تتوفر في النسخة القديمة، وعلى رأسها تقنية “الاتصال قريب المدى”.
صحة الإشاعات
لعل أهم ما يدعم صحة هذه الإشاعات هو ما عودتنا شركة سامسونج عليه في منتجاتها الحصرية هذه، وهو ليس بالأمر الجديد عليها. حيث قامت الشركة الكورية بالإعلان مؤخراً، وحين طرحها لهاتفها الشهير جالاكسي إس 3، عن نسخة حصرية من الهاتف مخصصة للسوق الكوري، تمتاز عن باقي النسخ العالمية باحتوائها على ذاكرة عشوائية من نوع رام، بحجم 2 جيجابايت، وهو ضعف الحجم الذي جاءت عليه الذاكرة العشوائية في هواتف الشركة في نسخها العالمية، والتي جاءت بحجم 1 جيجابايت. الأمر الذي يجعل المتابعين يرجحون أن معظم الإشاعات التي تطرح ما هي إلا الجزء الأكبر من الحقيقة، إن لم تكن الحقيقة كلها.
ساحة النقاش