من الكلمات المشتركة في العربية كلمة «اللحن»، ولَحَّنَ في قراءته إذا غرَّد وطرَّبَ فيها بألْحان، وفي الحديث: اقرؤُوا القرآن بلُحون العرب.. وهو ألْحَنُ الناس إِذا كان أحسنهم قراءة أو غناء.. واللَّحْنُ واللَّحَنُ واللَّحَانةُ واللَّحانِيَة: تركُ الصواب في القراءة والنشيد.. والتَّلْحِينُ التَّخْطِئة.. ولَحَنَ الرجلُ يَلْحَنُ لَحْناً: تكلم بلغته.. ولَحَنَ له يَلْحَنُ لَحْناً: قال له قولاً يفهمه عنه ويَخْفى على غيره لأنه يُميلُه بالتَّوْرية عن الواضح المفهوم؛ ومنه قولهم: لَحِنَ الرجلُ: فهو لَحِنٌ إِذا فَهمَ وفَطِنَ لما لا يَفْطنُ له غيره.
ولَحِنَه هو عني، بالكسر، يَلْحَنُه لَحْناً أَي فَهمَه؛ وأَلْحَنَ في كلامه أي أخطأ.. وأَلْحَنه القولَ: أفهمه إيِاه، فلَحِنَه لَحْناً: فهِمَه.. اللحن من معانيها أن نقول لإنسان لفظاً يفهمه منك ويخفى على غيره.. اللَّحْنُ الميل عن جهة الاستقامة؛ يقال: لَحَنَ فلانٌ في كلامه إذا مال عن صحيح المَنْطِق، وأراد أن بعضكم يكون أعرفَ بالحجة وأَفْطَنَ لها من غيره.
واللَّحَنُ، بفتح الحاء: الفِطْنة. واللَّحَنُ أَيضاً، بالتحريك، اللغة، وقد روي أن القرآن نزَل بلَحَن قريش أي بلغتهم.
والملاحن عند العرب مسائل كالألغاز يحتاج في حلها إلى فطنة، ومنها التورية، وهي أن تريد شيئاً فتوري عنه بآخر، وقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه لقي حذيفة بن اليمان فقال له عمر: كيف أصبحت يا حذيفة فقال: أصبحت أحب الفتنة، وأكره الحق وأصلي بغير وضوء، ولي في الأرض ما ليس لله في السماء.
فغضب عمر غضباً شديداً، فدخل علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) على عمر فقال له: يا أمير المؤمنين على وجهك أثر الغضب، فأخبره بما قال حذيفة فقال علي: صدق يا عمر، يحب الفتنة يعني المال والبنين لأن الله تعالى قال: «إنما أولادكم وأموالكم فتنة»، ويكره الحق يعني الموت، ويصلي بغير وضوء يعني يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- بغير وضوء في كل وقت، وله في الأرض ما ليس لله في السماء، له زوجة وولد، وليس لله زوجة ولا ولد فقال عمر: أصبت وأحسنت يا أبا الحسن، لقد أزلت ما في قلبي على ابن اليمان.
وديع عقل:
مفاخرُ الضــاد في الدنيــا نوابغهـــا
وفـي نوابغهـــــا عبــــاد أوثــــــانِ
فلا تســل عــن زهيـــرٍ ما عقيدتــه
ولا تســل أي ديـنٍ ديــن ســحبان
متى تـر الضــاد في البسـتان ناضـرةً
قـل أنهـا مـن أيـادي خـير بســتاني
وقف تسائل مجانيها وقـد عقـدت
أثمارهـــا كنهــودٍ فـــوق أغصــــانِ
سل ايكها أين من أجرى القراح لها
وســال كالـراح فيهــا بيـن ريحــانِ
وسل بلابلها عمـن تلقنـت التغريـد
عنـــــه ولـــم تلحــــــــن بألحــــانِ
ساحة النقاش