ثريا حلمي

فن المونولوج تراجع على الساحة الفنية بعد وفاة جيل العمالقة الذين برزوا فيه من أمثال ثريا حلمى، بالإضافة إلى محمود شكوكو واسماعيل يس، وازداد تراجعه مؤخراً ورغم أن كثيرين يؤكدون بين الحين والآخر أنهم سيستعيدون هذا الفن النادر، فإنهم يتراجعون سريعاً مثبتين أن هذا اللون لن يعود إلى أمجاده مرة أخرى في ظل ماتشهده الحياة من تغيرات عصرية يصعب معها بروز نجوم المونولوج لذلك أصبح عددهم قليلاً جداً في الفترة الحالية.

سعيد ياسين - رغم مرور 18 عاماً على وفاة ثريا حلمي التي تعد أشهر فنانة قدمت المونولوج في مصر والعالم العربي

تخصصت في أدائه لأكثر من 20 عاماً، فإن أعمالها التى قدمتها بمفردها أو مع آخرين لا تزال محفورة في الوجدان والذاكرة، وتخفف كثيراً من هموم الجمهور حال عرضها في أي عمل من أعمالها الفنية، كما تخفف من التجاهل الكبير الذي واجهته من وسائل الاعلام المقروءة والمرئية في حياتها أو بعد وفاتها، وهو ما يتجلى واضحاً في ذكرى رحيلها التي تمر سنوياً مرور الكرام.

ولدت ثريا حلمي في مدينة مغاغة بمحافظة المنيا في صعيد مصر في 26 سبتمبر عام 1923، في أسرة فنية حيث كانت شقيقتها الكبرى ليلى حلمي تعمل مطربة شعبية، وكانت تصعد الى خشبة المسرح الذي تعمل فيه شقيقتها بين الفصول وتقدم وصلات غنائية، ومن هنا بدأ عشقها للفن بشكل عام، وفن المونولوج بوجه خاص.

والتحقت وهي في الثامنة من عمرها بفرقة ببا عز الدين، ثم سافرت إلى لبنان مع شقيقتها وقدمت هناك مونولوجات ناجحة ونالت إعجاب الجميع وأطلق الجميع عليها وقتئذٍ لقب الطفلة المعجزة، وسافرت بعد ذلك إلى العراق لمدة عامين ثم الى العديد من الدول العربية لاحياء الحفلات والمهرجانات.

ولم يمنعها تخصصها في فن المونولوج الذي قدمت فيه أكثر من 300 مونولوج من أشهرها اديني عقلك وياسيدي عيب وأخاف وأكش من ممارسة كل ألوان الفنون ومن الموسيقى والرقص والتمثيل، حيث وقفت على خشبة المسرح وقدمت العديد من المسرحيات منها، لوكاندة الفردوس، مع خالص تحياتي، عفواً يا هانم، كلام خواجات.

60 فيلماً

كما شاركت في بطولة أكثر من 60 فيلماً سينمائياً بدأتها عام 1940، وشاركت في بطولتها أمام العديد من كبار الفنانين والفنانات، وكان جميع المخرجين يتفاءلون بوجودها معهم ويستبشرون بها خيراً ومنهم فطين عبدالوهاب وحسن الامام ونيازي مصطفى وأنور وجدي ومحمود ذو الفقار ويوسف شاهين وحسين حلمي المهندس، وكانت أدوارها في هذه الأفلام تتمحور حول الفتاة الخفيفة الظل التي تخفف عن البطلة مآسيها ومشاكلها سواء مع أهلها أو حبيبها ومنها، «أخيراً تزوجت» أمام ميمي شكيب وأنور وجدي وسليمان نجيب، و«لو كنت غني» أمام بشارة واكيم وعبدالفتاح القصري ويحيى شاهين، و«العريس الخامس» أمام آسيا وحسين صدقي، و«من الجاني» مع أنور وجدي ومحمود إسماعيل وأمينة رزق، و«السوق السوداء» مع عماد حمدي وعقيلة راتب، و«ليلة حظ» مع رجاء عبده وأنور وجدي وتحية كاريوكا، و«القرش الأبيض» مع ليلى فوزي، و«ليلة الجمعة» مع تحية كاريوكا وإبراهيم حمودة وأنور وجدي، و«كازينو اللطافة» مع سامية جمال ومحمد عبدالمطلب، و«حكم القوي» مع هدى سلطان ومحسن سرحان وفريد شوقي، و«آمنت بالله» مع عزيزة أمير ومديحة يسري، و«الزهور الفاتنة» مع فاتن حمامة وتحية كاريوكا وحسين رياض و«زقاق المدق» مع شادية وصلاح قابيل وحسن يوسف، و«اضراب الشحاتين» مع لبنى عبدالعزيز وكرم مطاوع، و«كرامة زوجتي» مع شادية وصلاح ذو الفقار وعادل إمام، و«الصيت ولا الغنى» مع محمد عبدالمطلب وهاجر حمدي وعلي الكسار، و«اليتيمتان» مع فاتن حمامة ونجمة إبراهيم وفاخر فاخر، و«أحبك انت» مع سامية جمال وفريد الأطرش، و«صاحبة الملاليم» مع كاميليا وكارم محمود، و«بائعة الخبز» مع شادية وأمينة رزق وماجدة، وحب في الظلام مع فاتن حمامة وعماد حمدي وفريد شوقي، وصائدة الرجال، مع هدى سلطان وشكري سرحان والحرامي مع فريد شوقي وسهير المرشدي، ودلال المصرية مع ماجدة الخطيب وحسين فهمي.

وكونت ثنائياً ناجحاً مع اسماعيل ياسين أثمر العديد من المونولوجات التي تشاركا في تقديمها من خلال العديد من الأفلام منها الستات عفاريت وبيت الأشباح ودموع الفرح، والحب بهدلة، و«بشرة خير» والهوا ملوش دوا، وحظك هذا الأسبوع وحلال عليك، وغيرها.

المسحراتي

وقدمت ببراعة شخصية «المسحراتي»، التي كتبها الشاعر عبدالعزيز سلام في الاذاعة، والتي كانت تقدم من خلالها العديد من الرسائل الاجتماعية والانسانية والدينية، وكان من أبرزها: قوم يا سعادة الباشا السابق، خد موعظة من صوم بوابك، أنا من أعلى سطوح البيت، لأجل تصوم في اليوم اللاحق، صوتي بيعلا ويصحيكم، ولا تطرد محروم من بابك، م الصبح بالطبلة باطبل، اصحى يا نعسان قوم اتسحر، نومك تقيل ولا بتعمل، اطرش رمضان علشان تفطر” وتزوجت من المنتج أنطوان عيسى بعد أن أشهر إسلامه.

وفي السنوات الأخيرة من حياتها تعرضت لوعكات صحية كثيرة، إلى أن توفيت يوم 9 أغسطس 1994 عن عمر يناهز 71 عاماً.