«البوت نت» عبارة عن شبكات سرية يستخدمها قراصنة يقومون بتشغيل برنامج كمبيوتر على أحد الخوادم ثم ينقلونه على أجهزة كمبيوتر أخرى لا تتوفر فيها وسائل حماية كافية. ويوضح بيرنهارد كليس، الخبير بمعهد فراونهوف الألماني للاتصالات، خطورة هذه الجريمة الإلكترونية، قائلا «يقوم الكمبيوتر الرئيس في هذه الحالة بالسيطرة على أجهزة الكمبيوتر الأخرى وبالتالي يكون لدى القراصنة شبكة كاملة من الأجهزة التي تطيع أوامرهم ويمكنها على سبيل المثال اختراق حواسب أخرى».

وهناك شبكات «بوت نت» كبيرة تضم ملايين الأجهزة كما توجد شبكات أصغر. وكلما صغر حجم الشبكة، زادت صعوبة التعرف عليها من قبل الخبراء. كما أن «الشبكات النائمة»، التي تظل خامدة لفترات طويلة، تمثل تحديا كبيرا للخبراء. ورغم أن حجم الشبكات الإجرامية التي تقوم بهذه العمليات غير معروف تماما، إلا أن المؤكد أنها تنفذ عمليات يصل حجمها إلى مليارات الدولارات، فبعض الخبراء يقولون إن جرائم الإنترنت تحقق أرباحا أكبر من تجارة المخدرات، فهي تتعامل في المقام الأول مع أسواق المال والشركات المتوسطة والصغيرة.

ولمحترفي جرائم الإنترنت وسائل عديدة في العمل، فمنهم من يبتز الشركات مهددا بشلّ نظامها الحاسوبي بالكامل ومنهم من يقوم بعمليات تجسس على منتجات شركة بعينها ونقل معلومات عن المنتجات لشركات منافسة. أما أكثر الوسائل انتشارا، والتي يعرفها كل شخص لديه بريد إلكتروني، فهي «الرسائل غير المرغوب فيها» فمن يقومون بإرسال هذه الرسائل التي تحمل مواد دعائية في الكثير من الأحيان، يحصلون على عمولات من أصحاب هذه المنتجات حال تحسنت أرقام المبيعات. ويقول كليس «الحديث هنا عن صناعة حقيقية تنمو في الظل».

 

ومن الصعب على الأجهزة الأمنية تفكيك هذه الشبكات لأن الجهاز الخادم يوجد عادة في دولة لا تتخذ إجراءات ضد هذه العمليات. كما أنه من الصعب التعرف على الأجهزة التي تحرك هذه الشبكات، وكثيرا ما يكتشف الخبراء أن الجهاز الذي يوجه كل هذه العمليات مملوك لشخص ليس لديه أدنى فكرة عما يحدث على جهازه.

 

ولا تقتصر تهديدات جرائم الإنترنت على اختراق أجهزة شخصية أو حتى أجهزة شركات، فالأمر يمكن أن يصل إلى حد شل حركة قطاعات كاملة في المجتمع كما يحذر بيتر مارتيني، أستاذ أمن تكنولوجيا المعلومات بجامعة بون «يمكن أن يصل الأمر لتوقف عمل ماكينات صرف النقود أو تعطيل أجهزة الكشف على الركاب في المطارات، وبالتالي لن يتمكن المسافرون من ركوب الطائرات».

ومن التحديات الجديدة التي يستعد خبراء أمن المعلومات لمواجهتها هي «الشبكات الذكية» المقرر بدء العمل بها قريبا. وهي شبكات تستخدم فيها تقنيات الاتصال لجمع معلومات من نقاط استهلاك وتوليد ونقل الكهرباء وتعديل العمل بناء على هذه المعلومات. ومن المنتظر ارتباط بيانات عشرات الآلاف من منتجي ومستهلكي الطاقة بهذه الشبكات في المستقبل ما يعني أن مهاجمتها ستكون أسهل.

ومهاجمة هذه الشبكات يمكن أن يتسبب في خسائر كبيرة في قطاعات واسعة من المجتمع لاسيما أنها مرتبطة بعامل حيوي وهو الكهرباء. فحدوث هذا السيناريو يعني توقف ضخ البنزين في محطات التزود بالوقود وانهيار شبكات الهواتف المحمولة، لذلك فمن المهم التأكد من وجود إمكانية نظام دعم يمكن العودة إليه للحفاظ على عمل القطاعات الحيوية على الأقل مثل الشرطة والإطفاء.

المصدر: وكالات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 142 مشاهدة

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,268,184