يقول مثل شعبي يوجد في الكثير من الثقافات واللغات «اقتد بأقوالي وليس بأفعالي». وهو يعني «التزم بتعليماتي ونصائحي، لكن لا تُقلد أبداً سلوكاتي». وتقول الدكتورة نانسي كلوباسا من عيادات «مايوكلينيك» الأميركية إن هذا المثل ينطبق عليها. وهي تعترف أنها وبحكم اختصاصها تتحدث إلى الناس دوماً عن طرق علاج نقص سكر الجليكوز في الدم، ولا تمل من أن تكرر على مسامعهم عبارة «احرص على أن تحمل معك غذاءً يحتوي على الكربوهيدرات أينما حللت وارتحلت لعلاج نقص السكر في الدم كلما ساءت حالتك». وتحكي نانسي أنها كانت تتمشى ذات ليلة مع زوجها المصاب بالسكري والذي يستخدم الإنسولين، وأنها جلبت لزوجها عدته الغذائية التي قد يحتاجها، لكنها نسيتها في السيارة التي ركنتها على مسافة بعيدة عن المكان الذي احتاج فيه زوجها إلى الطعام لتعديل مستوى سكر الجليكوز في دمه.

وتُقر نانسي أنها لم تنتبه إلى أن زوجها يتنفس ببطء وصعوبة ويتعرق أكثر ويزداد وجهه شحوباً إلا بعدما قطعا معاً أكثر من كيلومتر ونصف مشياً على الأقدام. فما كان بها والحال هذه إلا أن أطلقت ساقيها للريح باتجاه مكان ركن السيارة من أجل أن تحضر له علبة سلطة الفواكه المنسية داخل السيارة. وتقول نانسي إنها فوجئت بالسرعة التي جرت بها، وإن ساقيها ساعداها على جلب العلبة المنسية في وقت قصير وقبل أن تتفاقم حالة زوجها. إذ استعاد نشاطه واحمرار خديه بُعيد تناول السلطة بقليل. لكن نانسي تصف هذه اللحظات القصيرة بأنها كانت طويلة عليها وشاقة على نفسها بسبب هذا الموقف المحرج والصعب الذي جعلها تشعر بالذنب لنسيان العلبة في السيارة وهي الطبيبة التي ما تفتأ توزع النصيحة تلو النصيحة على مرضاها من المصابين بالسكري.

ولكن هذه التجربة لم تمنع نانسي من مواصلة تقديم استشاراتها وإرشاداتها للمرضى، وقد أبت إلا أن تُشاطر قراء مقالاتها ملخص تقرير توصيات الجمعية الأميركية لعلاج السكري عن كيفية علاج أنفسهم من نقص سكر الدم. وتدعو هذه التوصيات كل من يقل مستوى سكر الجليكوز في دمه عن 70 ميليجراما في كل ديسيلتر أن يقوم بالآتي:

 

- تناوُل ما لا يقل عن 15 جراماً من أي طعام غني بالكربوهيدرات.

 

- فحص مستوى السكر في دمه بعد ذلك بخمس عشرة دقيقة.

- تناوُل كميات طعام إضافية ومعاودة الفحص كل 15 دقيقة إلى غاية التأكد من أن سكر الدم بلغ مستواه المنشود.

- زيارة طبيب متخصص في حال تكرر اضطراب مستوى السكر في الدم رغم علاجه لثلاث مرات.

وترى نانسي أن هناك أشياء يسهل للشخص حملها معه أينما ذهب مثل حبوب الجليكوز (ثلاثة أقراص من فئة خمسة جرامات أو أربعة من فئة أربعة جرامات)، أو خمس حبات من الحلوى السكرية الصلبة، أو أنبوب جيل الجليكوز، أو أنبوب قشطة تغطية الكعك. فأهم شيء بالنسبة لمريض نقص السكر في الدم هو أن يُبْقي معه دائماً ما يعالج به نفسه إلى حين.

وتجدرُ الإشارة إلى أن نقص سكر الدم هو عرض يسببه انخفاض نسبة سكر الجليكوز في الدم. وتأتي هذه الأعراض على نوعين، أولها أعراض الزيادة التفاعلية لهرمون الأدرينالين كالارتجاف والتعرق وتسارع نبضات القلب والشحوب، وثانيها أعراض نقص الجليكوز في الجهاز العصبي بدءاً باضطراب الكلام والمشي والمزاج، ووصولاً إلى الاضطرابات البصرية والغيبوبة.

المصدر: «لوس أنجلوس تايمز»
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 79 مشاهدة

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,205,228