إذا ذكرت كلمة "مصاص الدماء" لمعظم الناس، فإنه  من المرجح أن تذهب أذهانهم إلى "برام ستوكر" وشخصية الكونت دراكولا وشهيته في مص الدماء. أو يذهب خيالهم إلى أفلام الرعب مثل "كريستوفر لي ودارك" والقلاع التي تقع في عمق جبال الكربات.

لكن مما لاشك فيه فإن موطن مصاصي الدماء الحديثة في أورليانز، عاصمة ولاية لويزيانا، ذلك المكان الذي يعد بوتقة نابضة بالحياة من المعتقدات الدينية والثقافات واللغات كانت خلفية مواتية وغريبة للأسطورة مصاص الدماء الأمريكي.

هذا ويعود الفضل إلى حد كبير للروائية آن رايس التي ولدت في نيو أورليانز، والتي صاغت الروايات الأكثر مبيعا "سجلات مصاص الدماء"، حيث قدمت سلسلة من الروايات الحديثة، ومجموعة "مقابلة مع مصاص الدماء" التي نشرت لأول مرة في عام 1976، وتدور حول مصاص دماء يدعى لويس دي بوانت دو لاك، يحكي قصة حياته لمراسل، وكيف أنه في العام 1791 تحول إلى مصاص دماء.

في هذا الكتاب، تصف رايس المدينة بشكل واضح كما في بيئة مثالية لمصاصي الدماء. 
"وكان ذلك في نيو أورليانز. مكان ساحر ورائع للعيش فيه. يرتدي أي مصاص الدماء ملابسا غنية ويمشي برشاقة من خلال برك من ضوء مصباح الغاز واحدا تلو الآخر وفي المساء يتحول  إلى مخلوق غريب آخر".

وقد كتبت رايس هذا الكتاب عندما كانت حزينة على وفاة ابنتها ميشيل ذات الست سنوات من العمر بعد صراع مع مرض سرطان الدم. ويعتقد أن رايس خلقت كلوديا مصاص دماء الأطفال في الكتاب باعتباره آلية التعامل.

رغم رفض هذا الكتاب في البداية من قبل العديد من الناشرين، إلا أنها وقعت في نهاية المطاف عقد نشره، وأصبح من أكثر الكتب مبيعا، حتى جاء عام 1994، حيث تحولت قصتها الى فيلم سينمائي مع توم كروز وبراد بيت.

كما قامت الكاتبة تشارلاين هاريس بتأليف الألغاز الجنوبية لمصاصي الدماء والتي تم تحويلها إلى مسلسل "ترو بلاد"، في مدينة خيالية في لويزيانا.خلقت أصداءا من التشويق فيها.

وفي هذه الأثناء وحتى عام 2009 خرجت ثلاثية دارين شان عن مصاصي الدماء والتي دارت قصتها أيضا في نيو أورليانز والبلدة المجاورة لها "باتون روج".

وهناك كتاب آخرون احتضنوا فكرة مصاصي الدماء الجنوبيين مثل "بوب زيد برايت" المولود في نيو أورليانز الذي أطلق لأول مرة رواية "لوست سولز" والكاتبة جويل جو ميز بروايتها "ذي جيلدا ستوريز" والمستوحاة من لويزيانا.

لكن لم يتخذ أي شخص فكرة أن نيو أورليانز عاصمة مصاصي الدماء في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من أهل تلك المدينة. 
فهناك مهرجان مصاص الدماء الذي يجري في تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام، حيث محل "ميسي" لبيع كل شيء عن العالم السفلي والكائن في 633 من شارع تولوز الذي يقدم نبيذ مصاصي الدماء وصوص مصاص الدماء الحار.

من هنا بان ملاحظا للجميع من تاريخ هذه المدينة أنها تحتضن بين جنباتها تاريخا مروعا من الدجل والشعوذة والسحر الأسود الخارق. كما تعرف هذه المدينة من خلال مقابرها بأنها مدينة الأموات ويعود ذلك إلى أن منذ عام 1800 لا يستطيع  سكانها دفن موتاهم في باطن الأرض نظرا لارتفاع منسوب المياه الجوفية لدرجة أن توابيت موتاهم كانت تطفو فوق السطح، مما جعلهم يبنون مقابرهم فوق الأرض بدلا من ذلك.ومن خلال هذه الصورة الواضحة فلم يكن صعبا أن تستلهم رايس هذه القصص لتجعل نيو أورليانز المركز الذي تعيد من خلاله أساطير مصاصي الدماء، ومما لا شك فيه أنها لن تكون المحاولة الأخيرة لذلك.

المصدر: ياهو مكتوب
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1631 مشاهدة

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,180,563