تحولت نزهة صغيرة بالسيارة، أجرتها عائلة ألمانية من ولاية بلاتينية الراين (رينانيا – البلاتينية)، إلى «رحلة رعب» طالت ليلتين في شوارع مدينة كايزرسلاوترن.
وجاء في تقرير للشرطة أن رجال دورية لاحظوا مساء الخميس الماضي وجود رجل ميت في سيارة تقودها امرأة (47 سنة) يرافقها شاب وشابة. واتضح بعد التحقيق أن الرجل مات جوعا في السيارة مساء الثلاثاء الماضي، وبقيت الزوجة وابنها وابنتها «حائرين» يدورون بالجثة طوال أكثر من ليلتين، لا يدرون ماذا يفعلون. واتضح فيما بعد أن سبب النزهة الصغيرة في سيارة العائلة كان محاولة لتحفيز الأب (51 سنة)، الذي يعاني من مرض عصبي، على الطعام. وحسب معطيات الأم والأولاد فإن الأب أضرب عن الطعام قبل أيام كثيرة، وبالتالي، فقد الكثير من وزنه وتدهورت صحته تماما خلال تلك الفترة.
هيلموت بليه، من النيابة العامة في كايزرسلاوترن، قال: إن رجال الدورية وجدوا جثمان الأب في المقعد الخلفي، تجلس زوجته إلى جانبه، في حين كان الابن (26 سنة) يتولى قيادة السيارة وتجلس البنت (21 سنة) في المقعد الأمامي بجواره. أما الأم والبنت فادعتا أنهما أصيبتا بحالة صدمة ورعب عندما اكتشفتا موت الوالد في المقعد الخلفي، في حين قال الابن إنهم فكروا بتركه قرب أحد المستشفيات، ولم تسفر النقاشات الطويلة فيما بينهم عن موقف واحد.
ممثل النيابة العامة قال: إنهم بصدد التحقيق في القضية بشكل تفصيلي مع العائلة، ودراسة إمكانية توجيه تهمة ما إلى البالغين الثلاثة (الأم والابن والابنة). وحسب تقديره فإن التأخر في إرسال الأب إلى المستشفى لإسعافه ضد الجوع، ولمعالجته ضد مرضه العصبي، سبب يكفي لتوجيه تهمة إهمال تقديم المساعدة إلى أحد أفراد العائلة. وأضاف أن القانون الألماني يلزم أفراد العائلة بتقديم العون للفرد المريض، ويعاقب المتسببين، عن غير عمد، في موته. وسيتخذ التحقيق مجرى آخر إذا تبين وجود مشاكل إرث أو تأمين على الحياة تركها الأب لصالح العائلة.
ساحة النقاش