قرع باحثون أميركيون أجراس الخطر في دراسة حديثة وجدت أن الأشخاص الذين يعانون تراكم الدهون في منطقة البطن والردفين أكثر عرضة للمعاناة، مع زيادة فرص الإصابة بأمراض القلب والأزمات القلبية والوفاة متأثرين بهذه الإصابات مقارنة بالأشخاص المصابين بالسمنة الموزعة على كل أنحاء الجسم. وبروز البطن لا يشكل خطورة على الرشاقة فقط، ولكنه سمنة خطيرة لأنها تتمركز حول الأجهزة الحيوية مثل الكبد والطحال والكليتين
محمد الحلواجي - أشار باحثون بجامعة نيويورك الأميركية في أبحاثهم التي أجريت حول تأثير دهون البطن على الصحة إلى أن الأشخاص الذين يتمتعون بوزن معتدل، ولكنهم يعانون ما يعرف بتراكم الدهون في منطقة البطن والردفين أكثر عرضة بمعدل ثلاثة أضعاف للوقوع فريسة للإصابة بأمراض القلب والأزمات القلبية في الوقت الذي ترتفع بينهم بمعدل الضعفين معدلات الوفاة متأثرين بهذه الأمراض. وأرجع الباحثون هذه النتائج إلى أن الأشخاص ذوي الوزن المعتدل يكونون أقل إقبالاً واقتناعا بحاجتهم لإجراء تغيرات في عاداتهم الغذائية والحياتية.
نوعان مختلفان
إلى ذلك، يعرف الدكتور أحمد حجازي، مؤلف كتاب «تخلص من الكرش وتمتع بالصحة والرشاقة»، الكرش بأنه بروز في البطن، يحدث نتيجة لتراكم كميات زائدة من الدهون في هذه المنطقة، وغالباً ما يكون الكرش مصحوباً بزيادة في وزن الشخص بالنسبة لطوله وعمره، مع ترهل في عضلات البطن.
ويصنفه إلى نوعين هما الكرش الشحمي والكرش الكاذب، حيث يكون الكرش الشحمي ناتجاً عن زيادة عدد الخلايا الدهنية في منطقة البطن، مع تضخم حجمها بزيادة الدهون المخزنة داخلها، ويكون هذا الكرش مصحوباً في الغالب بضعف في عضلات البطن، ويمكن التغلب على هذا النوع من الكرش عن طريق الحمية الغذائية والرياضة، أما الكرش الكاذب فيظهر نتيجة لأسباب عدة، منها احتجاز كمية من الماء داخل البطن (الاستسقاء)، وفي هذه الحالة تكون الخلايا الدهنية في منطقة البطن طبيعية في العادة، وهذا النوع يتم علاجه باستخدام مدرات البول مع التقليل من الماء والملح مع الراحة، لافتاً إلى أن هناك أسباباً أخرى للكرش الكاذب، وهي تحدث نتيجة لوجود فتق في منطقة البطن أو نتيجة لتضخم الأمعاء أو الطحال، أوتراكم كميات كبيرة من الغازات، وهذه الأسباب تؤدي لانتفاخ البطن مسببة الكرش.
استئصال المرارة
من جانب آخر، كشف باحثون في كلية الطب بجامعة هارفارد الأميركية أن زيادة الدهون حول البطن تؤدي إلى زيادة خطر تعرض النساء لجراحة استئصال المرارة، حيث يعتبر وجود الحصوات السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالمرارة، وقال المشرف على الدراسة الباحث سي ـ جيه تساي، إن هناك صلة بين الدهون في منطقة البطن وبين حصوات المرارة.
وقام باحثون بفحص الارتباط منذ عام 1986 باستخدام بيانات من دراسة لصحة الممرضات، وشملت الدراسة 42 ألف امرأة تتراوح أعمارهن بين 39 إلى 66 عاماً، وتمت متابعة النساء كل عامين لمعرفة ما إذا كن قد خضعن لجراحة استئصال المرارة. وطبقاً لما جاء في الدراسة، التي نشرت في دورية «جت» الطبية، فإن الباحثين قاموا بتوثيق 3197 حالة لاستئصال المرارة أثناء أعوام المتابعة.
في هذا السياق، تقول الدكتورة إيلين جليكمان، أستاذ فسيولوجيا التمارين، إنه «لو أخذت المرأة سعرات حرارية أكثر مما تستهلك، سيزيد وزنها وتخزن الدهون في مناطق معينة في جسدها، مثل البطن».
وهي تفسر ذلك قائلة إن «السيدات لديهن استعداد وراثي لتخزين الدهون في منطقة البطن، حيث إن هذه تعتبر طريقة طبيعية لحماية منطقة الحمل في أجسادنا، فالسعرات الحرارية الزائدة تخزّن كدهون حول البطن والأوراك لحماية الطفل ضد الصدمات، وعندما يتعلق الأمر بدهون البطن، فإن الوراثة تقول إن الأمر شاق بالنسبة للسيدات، لكن هذا لا يعني أن هذا الأمر لا يستحق بذل الجهد فيه».
أهمية المشي
يبدو مظهر البطن المشدود مهما في الكثير من الأحيان، والأبحاث ما زالت تثبت أن نحافة منطقة الخصر قد تحمي من الأمراض التي تهدد الحياة، مثل سرطان الثدي، وأمراض القلب، وداء البول السكري، فالدهون داخل البطن تطلق على الأرجح أحماضاً دهنية إلى الكبد أكثر من الدهون في أي مكان آخر في الجسم، ونتيجة لهذا، تسيل كميات كبيرة من الكوليسترول والأنسولين في تيار الدم، وتساعد في حدوث الأمراض.
وتقول الدكتورة جليكمان، إن «السيدات اللاتي يعانين من بطون كبيرة، يعانين أيضاً من آلام في الظهر، وآلام الظهر تحدث عادة بسبب ضعف عضلات البطن؛ ولذا فإن تقوية هذه العضلات يساعد ظهر المرأة على تدعيم جسدها ويخفف من الضغط على ظهرها، وعندما يقل الضغط يقل الألم والانزعاج».
وطبقاً لإحدى الدراسات، فإن السيدات اللاتي يمشين بشكل منتظم يكن أقل قابلية لزيادة محيط الخصر بنسبة 16% عن اللاتي لا يمشين، والمشي تمرين رائع لإنقاص الوزن بشكل كامل للسيدات على اختلاف أشكال الأجسام، وفي كل الأعمار، وفي كل الأوزان، وتوضح الأبحاث أن المشي يحافظ على الحفاظ على سلامة العظام، الأمر الذي سيقلل من فرص الإصابة بهشاشة العظام.
من أعلى إلى أسفل
ليتمتع المرء بجسم صحي ممشوق وبطن مسطح، يقول الدكتور علي عبد العال، اختصاصي التغذية والعلاجات بالأعشاب الطبيعية نائب رئيس أكاديمية «أونتاريو» بكندا، إن استجابة الجزء العلوي من الجسم للرجيم أكثر من السفلي، موضحاً «يؤكد علم فسيولوجيا التغذية والرياضة أن أول عنصر يتعرض للاستجابة هو الوجه؛ لذا وجد أن الرجيم الكيميائي وأشباهه يسبب دماراً في الوجه بشكل لافت».
ويرجع الدكتور عبد العال سر إذابة الدهون من أعلى إلى أسفل إلى فعل الجاذبية الأرضية، وعدة عوامل أخرى، منها قلة الحركة، التي يواجهها مستخدمو الحاسب الآلي لفترات طويلة أو مشاهدو التلفاز، والدهون دائماً تتركز في المناطق الأكثر كسلاً، وقد تسهم الجلسة الصحيحة في الحصول على بطن مشدود، وتجنب بعض العلامات التي تقسم منطقة البطن إلى نصفين، وينصح الدكتور عبد العال الجميع بالجلوس بطريقة ممشوقة كجلسة المذيعين، لأنها تمنع تكون الدهون في محيط البطن.
ولتفادي شحوب الوجه أثناء الرجيم، ينصح عبدالعال بتناول الفواكه كالموز والتفاح قبل تناول الوجبة بعشرين دقيقة للحفاظ على الوجه ورونقه، وفي الوقت نفسه تتفاعل دهون الجسم مع النظام الغذائي للفرد بشكل جيد.
ساحة النقاش