قال علماء من أميركا إن زيادة الدهون في منطقة البطن تعرض صحة الأشخاص ذوي الوزن العادي للوفاة أكثر من أقرانهم ذوي الوزن الزائد المتوزع على مناطق أخرى في الجسم، لأن ذوي الدهون الزائدة في منطقة البطن معرضون أكثر لخطر الإصابة بأحد أمراض الدورة الدموية للقلب من أقرانهم الذين تتوزع دهونهم الزائدة بشكل آخر.
وأعلنت نتائج الدراسة أمس في ميونيخ، خلال ملتقى طب القلب، الذي تنظمه الجمعية الأوروبية للقلب، والذي يستمر حتى الغد، ويشارك فيه أكثر من 30 ألف متخصص في أمراض القلب من 150 دولة. وفحص الباحثون تحت إشراف كارين سهاكيان 12785 أميركيا في سن لا تقل عن 18 عاما، وقسموهم إلى ثلاث مجموعات ذات نسب مختلفة بين الوزن والطول “مؤشر كتلة الجسم”، وهي نسب “عادي وزائد الوزن وبدين”. كما قسمت كل من هذه المجموعات الثلاث إلى مجموعتين ثانويتين حسب نسبة الخصر والفخذ.
وتبين للباحثين بعد 14 سنة أن 2562 شخصا ممن شملتهم الدراسة توفوا، من بينهم 1138 بسبب أحد أمراض الدورة الدموية للقلب، وأن أعلى نسبة وفاة كانت بين الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي الذين ترتفع لديهم النسبة بين الخصر والفخذ، وأن المعدل الإجمالي للوفاة والوفاة بسبب أمراض الدورة الدموية بين أفراد مجموعة المؤشر الطبيعي لكتلة الجسم والمجموعة التي ترتفع فيها النسبة بين الوسط والفخذ كانت أعلى عن نسبة الوفاة بين البدناء.
ورجح الباحثون أن الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي الذي يرافقه ارتفاع نسبة الدهون في منطقة البطن معرضون لمخاطر صحية أكثر من أفراد المجموعات الخمس الأخرى. وكان العلماء يعتقدون أن زيادة الوزن من أكثر الأسباب التي تؤدي لأمراض الدورة الدموية للقلب ولذلك اكتسب مؤشر كتلة الجسم أهمية خاصة لقياس هذا الخطر. غير أن دراسات عديدة أظهرت خلال السنوات الماضية أن الحلقات الدهنية في البطن شديدة الضرر بالصحة، وأن دهون البطن بالذات تطلق مواد تتسبب في الإصابة بالتهابات مزمنة والتي تضر بدورها بالقلب وبعملية تحويل الغذاء إلى طاقة “الأيض”. كما أكدت هذه الدراسات أن هذه المواد المسببة لالتهابات تساعد على الإصابة بتكلس الأوعية الدموية.
ساحة النقاش