لأننا من أنصار الحرية كفلنا حرية الرأي والتعبير التي كفلها القانون اللبناني. لكن ذلك لا يمنع البعض من حرية التهميش والإساءة وتناول بعض الشخصيات الفنية بكثير من الإعتباطية والإستخفاف الناجم عن افتقار البعض إلى الثقافة العامة وطريقة الرد، وكيفية الإجابة في بعض المقابلات الصحافية.
من هنا يأتي دورنا للتصويب، ووضع النقاط على الحروف بكثير من الموضوعية. وهذه المرة لا بد من تصويب ما جاء على لسان الشاعر فارس اسكندر نجل الفنان محمد اسكندر في مجلة "نادين" ضد الفنان فارس كرم الذي بات نجماً بكل المقاييس وعلى الأصعدة كافة.
في التفاصيل وضمن سياق اللقاء الذي أجراه الزميل سليمان أصفهاني في مجلة نادين مع فارس سأله "هل إنتهى الخلاف مع الفنان فارس كرم"، فأجاب بأن خلاف فارس كرم حصل مع جمهوره وليس معه.
وعن رأيه بأغنية فارس كرم الأخيرة أجاب:"الفنان بشكل عام حالة عامة ويجب أن يعبر عن الآخرين وهو فقد الكثير في الفترة الاخيرة، وعندما يحصل ذلك يعطيك العافية". وأضاف اسكندر بأنه هو من توقف عن التعامل مع كرم. والأخير يتمنى التعاون ومعه. (هذا مع العلم ان فارس كرم لم يتعاون يوما مع فارس اسكندر، واغنية التنورة الشهيرة هي من كلمات ناشد اسكندر).
وختم بالقول: لأننا نملك القدرة على تقديم أغنية جميلة ولو كان الفنان لا يملك الصوت، وهذا حصل مع الفنان فارس كرم صوت يملك شخصية معينة لكنه ما بيعرب... نحن بإمكاننا ان ننجز اغنية ضاربة لاي شخص لا يمتلك صوتا كاملا بل كاراكتيرا فقط".
هذا التصريح الذي جاء على لسان اسكندر والذي ينم عن قلة خبرة وحنكة في الإجابة، ولانه احتوى على مغالطات فادحة كان لا بد من الرد بكثير من المنطق.
في البداية لا نعلم من نصبه ولياً أو مستشاراً لاحدى شركات الإحصاءات في لبنان ليقول بأن فارس كرم فقد الكثير في الآونة الأخيرة. ربما امتهن اسكندر مهنة جديدة وهي العمل في ميدان الإحصاءات الإقليمية فبات يوزع تقييمه لنجومية النجوم على مقياس ريختري اختل توازنه إلى حد كبير، حيث أغفل قاعدة جماهيرية كبيرة للنجم فارس كرم التي تخطت حدود العالم العربي وشملت العديد من دول الإغتراب.
وبحكم أن اسكندر متنسك في صومعة كتاباته التي جيرت الأغنية الشعبية إلى حافة الهوية نظراً لاحتوائها على الكثير من المفاهيم المغلوطة والتي أثرت سلباً في الرأي العام، ندعوه اليوم إلى حضور حفل فني لكرم كي يخرج أولاً من قوقعته، ويلمس بأم العين جماهيرية كرم التي كرسها الأخير بحسن اختياراته على مدى سنوات.
والمضحك المبكي أيضاً أن فارس اسكندر بات يعلم ما في الغيب ظناً منه بأنه فاحص القلوب، إذ ظن لوهلة بأن فارس كرم يتمنى التعامل معه ولا نعلم كيف اعتقد لوهلة بالموضوع؟ اما أن يختصر لجنة حكم بامها وابيها ليصنف ويفند صوت كرم، فهذه وقاحة تجاسرت على الأداب المتعارف عليها إعلامياً. فقد بلغ الغرور أوجه حين قال "لأننا نملك القدرة على تقديم أغنية جميلة ولو كان الفنان لا يملك الصوت، وهذا حصل مع الفنان فارس كرم صوت يملك شخصية معينة لكنه ما بيعرب".
من المعيب هذا الكلام الذي نرفضه رفضاً قاطعاً. اولاً لأن الثقة الفجة بالنفس من شأنها أن تقلب السحر على الساحر، فقد اتهم كرم بأنه لا يملك الصوت بحجة أنه لا يعرب بل يملك شخصية معينة. وبهذا يكون اسكندر قد اختصر مهنية واكاديمية لجنة تحكيم استوديو الفن التي تألفت يوم مشاركة كرم من كبار الأساتذة وعلى رأسهم الدكتور وليد غلمية رحمه الله وروميو لحود وغيرهم. فهولاء لو لم يؤمنوا بصوت ونجاح فارس المستقبلي لما منحوه ثقتهم وإيمانهم بنجاحه الكبير الذي سهر واجتهد وثابر لتحقيقه على مستوى العالم العربي. والتعريب في الغناء لا يعتبر مقياساً على الإطلاق للصوت الجميل، "الزايد خي الناقص" وهذا ما يشدد عليه أساتذة الموسيقى، لأنه من شأن الإكثار من العرب، ان ينعكس على الأغنية فيضيع اللحن وتتشتت النغمة والنوتة الموسيقية.
ولمزيد من الموضوعية حاولنا الإتصال بالفنان فارس كرم للوقوف على رأيه في الموضوع، فضحك طويلاً رافضا التعليق والرد والنزول إلى هذا المستوى.
في الختام لا بد من كلمة حق تمكن في شرعنة نجومية فارس كرم رغم أنوف الجميع، فهذا النجم قلب معادلة النجومية ورفع من سقف الأغنية الشعبية إلى مكانة محترمة، رددها ملايين العرب في أرجاء العالم.
ساحة النقاش