أحمد محمد - من الأنبياء الذين لم يذكروا بأسمائهم في القرآن الكريم، نبي الله يوشع بن نون عليه السلام، وقد ذكره الله في القرآن غير مصرح باسمه في قصة الخضر من قوله: «وإذ قال موسى لفتاه»، وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يوشع بن نون، وهو متفق على نبوته عند أهل الكتاب، فإن طائفة منهم وهم السامرة لا يؤمنون بنبوة أحد بعد موسى إلا يوشع.

وقال ابن كثير إن يوشع هو أحد الرجلين اللذين زكاهما الله في سورة المائدة: «قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين»، وأورد أنه لما استقرت يد بني إسرائيل على بيت المقدس استمروا فيه وبين أظهرهم نبي الله يوشع يحكم بينهم بكتاب الله التوراة، حتى قبضه الله إليه.

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «غزا نبي من الأنبياء فقال للشمس ‏أنت مأمورة وأنا مأمور اللهم احبسها علي شيئا»، والذي دل على أن هذا النبي هو يوشع فتى موسى، قوله صلى الله عليه وسلم: «إن الشمس لم تحبس إلا ليوشع ليالي سار ‏إلى بيت المقدس» رواه أحمد. ‏

 

وورد أنه النبي الذي أخرج الله على يديه بني إسرائيل من صحراء سيناء، وحاربوا أهل فلسطين وانتصروا عليهم، ولم يخرج أحد من التيه ممن كان مع موسى سوى اثنين، هما الرجلان اللذان أشارا على ملأ بني إسرائيل بدخول قرية الجبارين، ويقول المفسرون إن أحدهما يوشع بن نون.

 

كالب بن يوفنا

وذكر ابن جرير في تاريخه أنه لا خلاف بين أهل العلم من أمتنا وغيرهم على أن القائم بأمور بني إسرائيل بعد يوشع، هو كالب بن يوفنا، أحد أصحاب موسى، وأحد الرجلين اللذين ممن يخافون الله وهما يوشع وكالب، ثم من بعده كان القائم بأمور بني إسرائيل حزقيل ابن بوذي، وهو الذي دعا الله فأحيا الذين أخرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت، قال الله تعالى: «ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون».

أما نبي الله شمويل، فقد قال ابن كثير هو ثمويل، وقيل هو من ورثة هارون، وعن ابن عباس وابن مسعود وأناس من الصحابة، أنه لما غلبت العمالقة من أرض غزة وعسقلان على بني إسرائيل، وقتلوا منهم خلقا كثيرا وسبوا من أبنائهم جمعاً كثيراً وانقطعت النبوة من سبط لاوي، ولم يبق فيهم إلا امرأة حبلى، فجعلت تدعو الله أن يرزقها ولدا ذكرا فولدت غلاماً فسمته أشمويل ومعناه بالعبرانية إسماعيل أي سمع الله دعائي، فلما ترعرع بعثته إلى المسجد وأسلمته عند رجل صالح ليتعلم من خيره وعبادته، فلما بلغ أشده وبينما هو نائم إذا صوت يأتيه من ناحية المسجد فانتبه مذعورا فظنه الشيخ يدعوه فسأله، أدعوتني؟ فكره أن يفزعه فقال، نعم نم فنام، ثم ناداه الثانية فكذلك ثم الثالثة، فإذا جبريل يدعوه فجاءه، فقال إن ربك قد بعثك إلى قومك فكان من أمره معهم ما قص الله في كتابه: «ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذا قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكاً نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين»، قال أكثر المفسرين كان نبي هؤلاء القوم هو شمويل وقيل شمعون وقيل هما واحد، ويصل نسبه إلى يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.

وذكر ابن كثير وابن إسحاق، اثنين من أنبياء بني إسرائيل الذين لم يرد ذكرهم في القرآن، هما أرميا بن حلقيا وشعيا بن أمصيا وكان شعيا قبل زكريا ويحيى، وهو ممن بشر بعيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام.

نبي الله دانيال

أما نبي الله دانيال فقد ألقى بختنصر أسدين في جب فألقاه عليهما فلم يهيجاه فمكث ما شاء الله، ثم اشتهى الطعام والشراب فأوحى الله إلى أرميا وهو بالشام أن أعدد طعاماً وشراباً لدانيال، وحمله حتى وقف على رأس الجب، فقال دانيال من هذا؟ قال: أنا أرميا فقال، ما جاء بك؟ فقال: أرسلني إليك ربك قال: وقد ذكرني ربي؟ قال: نعم، فقال دانيال، الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره ويجيب من رجاه.

والعزير ابن شرحيا من ذرية هارون بن عمران، من أنبياء بني إسرائيل، أماته الله مائة عام ثم بعثه، جدد الدين لهم وعلمهم التوراة بعد أن نسوها، فقد انحرفوا عن منهج الله، فبعث إليهم عزيرا، وأمره أن يذهب إلى قرية، فوجدها خرابا، ليس فيها بشر، وقف متعجبا، كيف يرسله الله إلى قرية خاوية، انتظر أن يحييها الله لأنه مبعوث إليها، فأماته مائة عام ثم بعثه، فاستيقظ فأرسل الله له ملكا في صورة بشر: «قال كم لبثت، قال لبثت يوما أو بعض يوم»، أمره الله بأن ينظر لطعامه الذي ظل بجانبه مائة سنة، فرآه سليما كما تركه، لم يتغير طعمه أو ريحه، ثم أشار له إلى حماره، فرآه تحول إلى عظام، ثم نظر عزير للحمار فرأى عظامه تتحرك فتتجمع فتتشكل بشكل الحمار، ثم بدأ اللحم يكسوها، ثم الجلد ثم الشعر، فاكتمل أمام عينيه، ثم خرج إلى القرية، فرآها قد عمرت وامتلأت بالناس، فأخذ يعلمهم التوراة ويجددها، فبدأ الناس يقبلون عليه وعلى الدين من جديد، وأحبوه حبا شديدا وقدسوه للإعجاز الذي ظهر فيه، حتى وصل تقديسهم له إلى أن قالوا عنه إنه ابن الله، «وقالت اليهود عزير ابن الله»، وقيل إنه رجع وقد أحرق بختنصر التوراة فأملاها العزير من ظهر قلبه، فقالوا ما جعل الله التوراة في قلبه إلا وهو ابنه، فانحرفوا عن المنهج القويم.

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1547 مشاهدة

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,305,579