يُقال في العربية عن الرجل كثير الكلام ثَرْثَار، ورَجُل جُرَاضِمٌ كثير الأكل، ورجل خِضْرَم كثير العطية، وفَرَس غَمْر وجمُوم كثير الجَرْي، وامرأة نَثُورٌ كثيرة الأولاد، وامرأة مِهْزَاق كثِيرة الضَّحك، وعَيْن ثَرَّةُ كثيرة الماء، وبَحْرٌ هَمُوم كثير الماء، وسحابة صَبِيرٌ كثيرة الماء، وشَاة دَرُورٌ كثيرة اللَّبَن، ورجل لَجُوج ولَجُوجَةٌ كثير اللَّجَاج، ورجل مَنُونَة كثير الامتنان،
رَجُل أشْعرُ كَثير الشَّعْر، وكَبْش أصْوَفُ كَثير الصُّوف، وبَعير أوْبَرُ كثير الوَبَر.
ويقول العرب في القليل من الأشياء: الثَّمَدُ والوَشَلُ الماء القليل، والغَبْيَةُ والبَغْشَة المطر القليل، والضَّهْلُ الماء القليل، والحَتْرُ العطاء القَليل، والجهْدُ الشيء القليل يعيش به المُقِلُّ. واللُّمْظَة والعُلْقَةُ الشَّيءُ القَليل الذي يُتَبَلَّغُ به، وكذلك الغُفَّةُ والمُسكَةُ، والصُّوَارُ القليل من المُسْكِ.
قال الأصمعي: سألت عيينة بن وهب الدارمي عن مكارم الأخلاق، فقال: أو ما سمعت قول عاصم به وائل؟:
وإنا لنُقـــري الضيفَ قبـل نزولــــه
ونُشْبِعُـــه بالبِشْر من وجهٍ ضاحكِ
اشترى رجل من البخلاء داراً وانتقل إليها، فوقف ببابه سائل فقال له: فتح الله عليك، ثم وقف ثان، فقال له مثل لك، ثم وقف ثالث، فقال له مثل ذلك، ثم التفت إلى ابنته، فقال لها: ما أكثر السؤال في هذا المكان! قالت: يا أبتِ ما دمت مستمسكاً لهم بهذه الكلمة فما تبالي، كثروا أم قلّوا.
وقال رجل من البخلاء لأولاده: اشتروا لي لحماً، فاشتروه، فأمر بطبخه فلما استوى أكله جميعه حتى لم يبق في يده إلا عظمة، وعيون أولاده ترمقه، فقال: ما أعطي أحداً منكم هذه العظمة حتى يحسن وصف أكلها، فقال ولده الأكبر: أمشمشها يا أبتِ وأمصها حتى لا أدع للذر فيها مقيلاً. قال: لست بصاحبها، فقال الأوسط: ألوكها يا أبتِ وألحسها حتى لا يدري أحد لعام هي أم لعامين.
قال: لست بصاحبها، فقال الأصغر: يا أبت أمصها ثم أدقها، وأسفّها سفاً. قال: أنت صاحبها وهي كذلك، زادك الله معرفة وحزماً.
أبو العلاء المعري:
إن مازت الناسَ أخلاقٌ يُعــاشُ بها
فـإنهم، عند ســـــوء الطبع، أسواء
أو كان كـــــــــلّ بني حَوّاءَ يُشبهني
فبئسَ ما ولدت في الخلق حَــــــوّاءُ
بُعدي من النّاس برءٌ من سقَامِهـمُ
وقربُهـــــــم، للحِجى والدين، أدواءُ
كالبيت أُفــرد، لا أيطــــاءَ يدركــه
ولا سـنـاد، ولا في اللفظِ إقـــــــواءُ
نوديتَ، ألويتَ، فانزل، لا يـراد أتى
سَيري لِوى الرمل، بل للنبت إلــواء
ساحة النقاش