في رمضان تجد لدى الناس نزعة إلى فعل الخير، وقد لا ينتبهون إلى أن بعض الأمور قد تكون مخالفة للقانون، فالدولة تمنع التسول، وتحظر ممارسته لما له من سلبيات على المجتمع والدولة بشكل عام، وربما ذلك ما دفع بعض محترفي التسول إلى البحث عن أساليب جديدة لممارسة مهنتهم التي تدر أرباحاً طائلة، فتجد فرق عمل تلجأ إلى زيارة المنازل بعيداً عن عيون السلطات، أو استخدام وسائل الاتصال الحديثة من أجل التسول واستعطاف الناس، بل إنهم قد يختارون ضحيتهم عندما يرونك متوجهاً إلى سيارتك لإحراجك واستعطافك، وقد تدفع بالتي هي أحسن لتهرب من الإحراج أو التحرش، إنه استغلال لطيبة الناس ونزعتهم نحو فعل الخير، والتصدق خصوصاً في شهر رمضان، شهر العطاء، وهم يعرفون كيف يستجدون المشاعر والعواطف بقصصهم الوهمية فلم يعد منظر المتسول الفقير الذي يقبع في ركن في الشارع، من الطرق الفعالة، أو الآمنة لأن ذلك أصبح ممنوعاً محظوراً، فلذلك صرنا نرى أشكالاً أنيقة وفتيات حسانا في مقتبل العمر يطرقن الأبواب ولديهن مشكلة مرض أو أزمة ديون، والأب محبوس وقصصاً أخرى تجعلك تشفق على الفتاة، وتخشى عليها من أبناء الحرام فتعطيها ما يحفظها ويعيدها إلى منزلها، أو يعيد والدها إليها..
وفي كل الأحوال قد تدفع من باب “وأما السائل فلا تنهر”، وقد تتعاطف مع صاحب القصة فيغرر بك، وتدفع مبالغ كبيرة، لأن المبالغ الصغيرة لا تكفي لحل مشكلة السائل، وبغض النظر عن نية المتبرع، فإن تلك المبالغ ذهبت لغير مستحقيها..
غير أن فعل الخير يبقى هو الهدف الأسمى الذي يسعى إليه الناس، ولذلك قد يتعرض بعضهم إلى نوادر وطرائف..
إحدى فاعلات الخير فوجئت بطرق خفيف متواصل على باب منزلها، ففتحت الباب لتفاجأ بأن هناك سيدة تحمل طفلها وتستجدي، أدخلتها المنزل لتحسن إليها وتركتها تجلس في صالة الجلوس ريثما تعود إليها محملة بما يقسمه الله، أعدت لها صاحبة المنزل بعض الطعام، لكنها رفضت حمله واكتفت بأخذ المال وغادرت، وهي ممتعضة لأنها لم تحصل على ما تبحث عنه، لتكتشف صاحبة المنزل بعدها أن هاتفها الجوال مفقود ومعه جهاز التحكم عن بعد الخاص بالتلفزيون..
ونختم بنادرة طريفة لأحدهم كان عائداً إلى العين لتناول طعام الإفطار مع بقية العائلة، وفي الطريق بعيداً عن المدينة، وبعيداً عن أي وسيلة للمواصلات أشار إليه عابر سبيل، توقف بطبيعته الخيرة ليركب عابر السبيل وبعد بضع دقائق أوقفته دورية الطريق لتحرر له مخالفة تهريب الركاب، ولم يفلح في إقناعهم بأنه يفعل ذلك مجاناً، ومن أجل فعل الخير في شهر العطاء..
ساحة النقاش