يجيب عنها المركز الرسمي للإفتاء في الدولة
الزوجة المسلمة
◆ ماهي عورة الزوجة المسلمة على أقاربها أو أقارب زوجها؟
التحفظ في إظهار العورات مهم جداً، بل هو جِدُّ خطير، لما يترتب على تكشف العورات من مفاسد، وما يفضي إليه من شرور، خاصة فيمن يَسمح له أهل البيت بدخوله أو يعتادون دخوله فيطلع على العورات بغير حق شرعي، ولذا حذَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم من دخول أقارب الزوج أو الزوجة، وكشف العورات أمامهم لما يؤدي إليه من مضارٍّ ومفاسد.
فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ ) فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ ؟ قَالَ : (الْحَمْوُ الْمَوْتُ). وَالْمُرَاد بِالْحَمْوِ هُنَا أَقَارِب الزَّوْج غَيْر آبَائِهِ وَأَبْنَائِهِ، فَأَمَّا الآبَاء وَالْأَبْنَاء فَمَحَارِم لِزَوْجَتِهِ تَجُوز لَهُمْ الْخَلْوَة بِهَا، وَلا يُوصَفُونَ بِالْمَوْتِ، وَإِنَّمَا الْمُرَاد الْأَخ، وَابْن الأَخ، وَالْعَمّ، وَابْنه، وَنَحْوهمْ مِمَّنْ لَيْسَ بِمَحْرَمٍ. وَعَادَة النَّاس الْمُسَاهَلَة فِيهِ، وَيَخْلُو بِامْرَأَةِ أَخِيهِ، فَهَذَا هُوَ الْمَوْت، وَهُوَ أَوْلَى بِالْمَنْعِ مِنْ الأَجْنَبِيّ لِمَا ذَكَرْنَاهُ ) . وعورة المرأة المسلمة مع الذكور المسلمين الأجانب جميع جسدها إلا وجهها وكفيها، وأما عورتها مع المَحْرَم فجميع جسدها إلا الوجه والأطراف فيجب عليها سترها منهما فيريان منها الوجه والأطراف وترى منهما ما تراه من محرمها، وزوج الأخت ليس بمحرم للمرأة، بل هو أجنبي عنها، وعورتها منه، كعورة الأجنبي منها، وأما كونها من المحرمات عليه، فهو تحريم على التأقيت لا على التأبيد، حيث لا يمكن الجمع بين الأختين. وعليه فيا أخي الكريم، للمرأة أن تكشف عن ذراعها أو عن جزء من شعرها أو شيء من جسدها غير الوجه والكفين أمام غير المحرمين تحريماً أبدياً، وزوج الأخت ليس بمحرم، بل هو أجنبي ويرى من أخت امرأته ما يرى الأجنبي من الوجه والكفين، من غير لذة، أو خوف فتنة.
استجابة الدعاء
◆ كيف يستطيع الإنسان التماس الأسباب لتحقيق أمنية معينة في رمضان؟
أسألكم الدعاء لي بالزوج الصالح..
نسأل الله العلي القدير بأسمائه الحسنى أن يرزقك زوجاً صالحاً تسعدين به في الدنيا والآخرة، وتستطيعين بإذن الله تحقيق أمنياتك في رمضان بالاستقامة على أمر الله وبكثرة قراءة القرآن والاستغفار وكثرة الدعاء وبأخذ الأسباب المباحة المعينة على تحقيق أهدافك.
ومن أبرز حالات استجابة الدعاء في رمضان:
الدعاء عند الإفطار، ففي سنن ابن ماجه عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد".
الدعاء في السجود، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أقرب ما يكون العبد من ربه عز وجل وهو ساجد، فأكثروا الدعاء".
الدعاء في الثلث الأخير من الليل، قال العلامة ابن بطال رحمه الله في شرحه لصحيح البخاري: (هذا وقت شريف مرغب فيه ... فمن آثر القيام لمناجاة ربه والتضرع إليه في غفران ذنوبه، ... فذلك دليل على خلوص نيته ...، فضمنت له الإجابة ...).
حضور القلب واليقين بالإجابة، ففي سنن الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاهً.
والمطلوب حقيقة من المسلم هو الاجتهاد في الدعاء مع اليقين أن دعاءه لن يضيع أبداً فإما أن يتحقق طلبه أو يعطيه الله بدعائه خيراً مما سأل، ففي مسند الإمام أحمد عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذا نكثر، قال: الله أكثر.
المدرسة الرمضانية
◆ كيف أستفيد من المدرسة الرمضانية حتى يكون ذلك عوناً لي على الاستقامة بعد رمضان؟
نسأل الله العلي القدير أن يبلغنا جميعاً رمضان وأن يوفقنا لصيامه وقيامه، ورمضان هو موسم للرقي في منازل التقوى، فهو شهر الصيام والقيام وتنظيم الوقت والإقبال على الصلاة وهو شهر القرآن وشهر الجود والإنفاق وشهر التواصل والمسامحة، وشهر استجابة الدعاء.
وهو بحق مدرسة للتمرن على الطاعات وحبس النفس في نهاره عن الشهوات حتى المباح منها، وقد ورد في صحيح ابن حبان قوله صلى الله عليه وسلم: "أتاني جبريل، فقال: يا محمد، من أدرك رمضان فلم يغفر له، فأبعده الله، قلت: آمين،....".
ومما يعين بإذن الله على الاستفادة من المدرسة الرمضانية:
الحرص على تنظيم الوقت حتى يتم استغلال هذه الفرصة المباركة.
الحرص على حسن أداء فريضة الصيام مع الالتزام بالقيام، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان، إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه".
وفي رواية في الصحيحين: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه".
الاجتهاد في تلاوة القرآن الكريم حسب ما يتيسر.
الالتزام بأداء الفرائض والإكثار من الصدقة حسب الطاقة والإكثار من ترديد الأدعية المأثورة وخاصة بعد الإفطار وفي أوقات السحر.
صلة الرحم والمسامحة وإغلاق باب الشحناء.
بذل الجهد بعد رمضان للمحافظة على ما تم اكتسابه من صفات حسنة.
ونسأل الله أن يسترك بستره الجميل وأن يرزقك زوجاً صالحاً تسعدين به في الدنيا والآخرة، ولتواصلي الدعاء فإن من وفقه الله للدعاء لم يحرمه من الإجابة، والله تعالى أعلم.
حكم السحور
◆ ما حكم الأكل في السحور؟ وماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل؟
نسأل الله العلي القدير أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، ويندب الأكل أو الشرب آخر الليل للعازم على الصوم، ففي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تسحروا، فإن في السحور بركة".
ويدخل وقت السحور من منتصف الليل والأفضل التسحر في آخره، قال العلامة محمد عليش رحمه الله في منح الجليل: (وندب تأخير سحور... ويدخل وقته بنصف الليل الأخير وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤخره حتى يبقى بين فراغه منه وبين الفجر قدر قراءة خمسين آية).
ولم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم سحور معين بل كان سحوره حسب ما يتيسر من أكل أو شرب، ففي مسند الشاميين للطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه.
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم بارك لأمتي في سحورها، تسحروا ولو بشربة من ماء، ولو بتمرة، ولو بحبات زبيب، فإن الملائكة تصلي عليكم".
ساحة النقاش