إن حب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فريضة شرعية على كل مسلم، ولكن من هم أهل بيته ؟ وما هي مظاهر الحب الصحيح ؟لا شك أن آل البيت هم ذوو قرباه الممستجيبون لهدايته ، ولا شك أن المظهر الأرقى للحب هو المودة القلبية والاتباع الظاهري .ولم تزل الأمة الإسلامية تتقرب إلى الله بحب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكنه عبر شعار حب آل البيت وجد التشيع الشاذ الذي ظهر عبر التاريخ بعقائد ومواقف خطيرة خائنة .ثم بدأت الأمور تتكشف للمخلصين ، فإذا بالخميني ا يتبنى كل العقائد الشاذة للتشيع عبر التاريخ ، وإذا بالمواقف الخائنة للشذوذ الشيعي تظهر بالخميني والخمينية ، فكانت نكسة كبيرة وخيبة أمل خطيرة .بعض عقائد الشيعة الشاذة وتبني الخميني لها
أولا الغلو في الأئمة:
فجعلوا القول بعصمة الإمام أصلاً من أصول مذهبهم كما أثبت ذلك الكليني في " الكافي " وابن بابويه القمي في " عقائد الشيعة الإمامية " والشيخ المفيد في كتابيه " أوائل المقالات " و " تصحيح عقائد الشيعة الإمامية " ، فإجماع أئمتهم من المتقدمين والمتأخرين يفيد أن الإمام معصوم عن الخطأ والسهو والإسهاء والنسيان عن قصد أو عن غير قصد ، وأن الإمامة أعلى مرتبة من النبوة [[1]] .
[1] حياة القلوب للعلامة المجلسي : 3 / 10 .
ثانيا
قولهم بتحريف القرآن
الشيعة الإمامية الاثنى عشرية فإن غلاة متقدميهم متأخريهم مجمعون على أن القرآن قد حرف وبدل وجرت عليه الزيادة والنقصان ، منهم كبير مؤلفيهم ومحدثيهم وأوثقهم عندهم الكليني في كتابه " الكافي " ، وخاتمة محدثيهم محمد باقر المجلسي في كتابه " مرآة العقول " وموسوعته الكبرى " بحار الأنوار " .
فقد أورد الكليني مجموعة من الروايات تؤكد غيمانهم بالتحريف ، منها رواية نسبها إلى جعفر بن محمد الصادق ، قال فيها : ( إن عندنا مصحف فاطمة عليها السلام ، وما يدريهم ما مصحف فاطمة . . . مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد ) [[1]] .
[1] الكافي : 1 / 239- 241 ، طبعة طهران ، كتاب الحجة ، باب : ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة .
ثالثا
موقف الشيعة من السنة النبوية المطهرة
الشيعة أجمعين – حتى المعتدلين منهم – لا يحتجون من السنة إلا بما صح لهم من طريق أهل البيت [[1]] ، يقول الشيخ محمد حسن آل كاشف الغطاء – وهو من معتدليهم - : ( أما ما يروية مثل ابي هريرة وسمرة بن جندب ومروان بن الحكم وعمران بن حطان الخارجي وعمرو بن العاص ونظائرهم فليس له عند الإمامية من الاعتبار مقدار بعوضة ، وأمرهم أشهر من أن يذكر ) [[2]] .
رابعاً
الموقف من الصحابة
من المعلوم أنه لم يبق بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنافقين إلا نزر يسير ، وهذا النزر اليسير قد اعطي سرهم لحذيفة بن اليمان كي لا يلعبوا أي دور خسيس في الأمة الإسلامية ، ومن ذلك نشر الأكاذيب عن رسول الله صلى الله عيله وسلم ، لذلك فإن علماء هذه الأمة اعتبروا كل الصحابة في الرواية عدولاً ، ونظرت الأمة إلى جيل الصحابة الذي أكرمهم الله عز وجل بصحبة نبيه ونصرة دينه وحمل أمانته نظرة احترام وتقديس ، لأن الله عز وجل شهد لهم فقال تعالى : { لقد رضي الله عن الذين يبايعونك تحت الشجرة } ، وقال تعالى عن هؤلاء : { وألزمهم كلمة التقوى } .
وبعض الشيعة كُفَّروا بموقفهم من عائشة رضي الله عنه واتهامهم إياها وقد برأها الله عز وجل .
وبعض الشيعة لا يكتفون ببغض الصحابة وتفسيقهم وتضليلهم بل يزيدون على ذلك ويجهرون بالسوء في حق الصحابة ويخصون بمزيد من اللعن والسب أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وابا عبيدة وعبد الرحمن بن عوف ، فإذا كان العشرة المبشرون بالجنة لا يسلمون منهم فما بالك بغيرهم ؟!
التقية والبندقية
بعض الشيعة يستعملون التقية بأكثر من الحد الذي تجيزه شريعة الله عز وجل ، وكنا نتصور أنه بعد انتصار الخميني في إيران أن الشيعة قد تجاوزوا التقية ، ولكننا من خلال الواقع وجدناهم يستعملون التقية مع البندقية .
فهم - سواء في ذلك النظام الحاكم في سوريا أو حركة أمل أو إيران – يتعاونون مع إسرائيل سرّاً ويعطونها الذي تريد ويتظاهرون بخلاف ذلك ، وهم يحاربون حرباً طائفية في كل مكان ويتظاهرون بشعارات سوى ذلك ، وهم يتخيرون لخطاب شباب الإسلام عبارات وخطابات يلبسونها ثوب الخداع ويتسترون على حقيقتهم ويقدمون للناس في إيران زاداً ويقدمون لشباب الإسلام كلهم زاداً آخر .
لقد آن لهذا الطاعون أن ينحسر عن أرض الإِسلام ، وآن للغازي أن يكون مغزوًّا ، فالأمة الإِسلامية عليها أن تفتح إيران للعقائد الصافية من جديد ، كما يجب عليها أن تنهي تهديدها الخطير لهذه الأمة ، وليعلم أصحاب الأقلام المأجورة والألسنة المسعورة الذين لا يزالون يضللون الأمة بما يتكبونه وبما يقولونه أن الله سيحاسبه على ما ضلوا وأضلوا ، قليس لهم حجة في أن ينصروا الخمينية ، فنصرة الخمينية خيانة لله والرسول والمؤمنين ، ألم يروا ما فعلته الخمينية وحلفاؤها بأبناء الإِسلام حين تمكنوا ، ألم يعلموا بتحالفات الخمينية وأنصارهامع كل عدوٍ للإِسلام ، لقد آن لكل من له أذنان للسمع أن يسمع ، ولكل من له عينان للإِبصار أن يبصر ، فمن لم يبصر ولم يسمع حتى الآن فما الذي يبصره وما الذي يسمعه، فهؤلاء أنصار التتار والمغول وأنصار الصليبيين ، والاستعمار يظهرون من جديد ينصرون كل عدو للإِسلام والمسلمين ، وينفذون بأيديهم كل ما عجز عنه غيرهم من أعداء الإسلام والمسلمين ، ألا فليسمع الناس وليبصروا ولات ساعة مندم .
إنه لا يزال للعذر مكان لمن أراد الاعتذار ، وسيأتي يوم لا يقبل فيه من أحد الاعتذار ، فالساكتون عن الحقيقة لن يُغذروا ، والناكبون عن الحق لن يعذروا ، والذين صلوا وأضلوا لن يعذروا ، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث عن الله فيقول : ( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ) ، وهؤلاء الخمينيون يعادون أولياء الله من الصحابة فمن دونهم فكيف يواليهم مسلم وكيف تنطلي عليه خدعتهم وكيف يركن إليهم والله تعالى يقول { ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فنمسَّكُم النَّار } .
وهؤلاء الخمينيون ظالمون ومن بعض ظلمهم أنهم يظلمون أبا بكر وعمر ، فكيف يواليهم مسلم والله تعالى يقول : { وكذلك نوَلّي بعضَ الظالمين بعضاً بمت كانوا يكْسِبون } ، إنه لا يواليهم إلا ظالم ، ومن يرضى أن يكون ظالماً لأبي بكر وعمر وعثمان وأبي عبيدة وطلحة والزبير ؟ ومن يرضى أن يكون في الصف المقابل للصحابة وأئمة الاجتهاد من هذه الأمة ؟ ومن يرضى أن يكون أداة بيد الذين يستحلون دماء المسلمين وأموالهم ؟
ألا يرى الناس أنه مع أن ثلث أهل إيران من السنة لا يوجد وزير سني ؟ ألا يرى الناس ماذا يُفعل بأهل السنة في لبنان سواء في ذلك اللبنانيون أو الفلسطينيون ؟ ألا يرى الناس ماذا يفعل حليف إيران بالإِسلام والمسلمين ؟ أليست هذه الأمور كافية للتبصير ؟ وهل بعد ذلك عذر لمخدوع ؟ ألا إنه قد حكم المخدوعون على أنفسهم أنهم أعداء لهذه الأمة وأنهم أعداء لشعوبهم وأوطانهم وأنهم يتآمرون على مستقبل أتباعهم فهل هم تائبون ؟
[1] أنظر كتاب " أصل الشيعة وأصولها " لمحمد حسين كاشف الغطاء : 79 ، طبعة مؤسسة الأعلمي ببيروت .
[2] المصدر السابق .
ساحة النقاش