.... أهداف الكون هي التي تدفع بالإنسان إلى أهدافه . والإنسان جزء من من هذا الكون ومظهره الشامل الأخير . فلماذا إذن التفريق والتمييز بين حياتنا وحياة الآخرين .؟ بين الكون ونحن .؟
أمَّا السبيل للتغلب على هذه الخطيئة وهذا المجرى للإنزلاق ، ثم للإتصال من جديد بحياة الكون الزاخرة منذ الأزل إلى الأبد بزخم فورة انطلاقها .. فهو التوجه إلى الوعي ، وهو العمل المجرد عن الغاية الشخصية .. هو التضحية " فكل عمل سليم ، مخلص ، محب ، جريء ، مجرد ، هو تضحية بأنانيتنا بنفسنا .. تُقربنا من الانسجام وتُدنينا من التوحد ، من الغاية .....
إن النهج والهدف واحد في هذا المسلك ولا ازدواجية في ذلك على الإطلاق ... وهنا الفرد يتحرر من كل ازدواجية من كل ثنائية وبالتالي من كل قلق أو تناقض ..
نعود دائماً للوعي ووجهه المشرق الأصيل ، للحرية في المعنى الحقيقي ...
الحريَّة معرفة معرفة حقيقة هذا الوجود ، في الجملة وفي التفصيل ، والمعرفة هي أداة للتطور وعامله المؤثر الأول ...
على مفهوم هذا التطور ودبيب الحياة الحثيث في عروقنا وفي شعورنا وفي توق عقلنا وسعيها الهادي فينا .. يصُح تقديرنا مثلاً : للصدق ، للشهادة ، للشجاعة المعنوية ، للمروءة ، للخدمة ، للتضامن ، لحفظ الأخوان ، لإرادة الخير ، للبرارة الجسدية ، للزواج ، للمحبة الجامعة ...
والمحبة طريـــــــــــــق للمحبــــــــــــة ، ومسلك لبلوغ الوحدة ....
هذه الطاقة الهائلة في الإنسان " طاقة الحياة طاقة خلق حياة جديدة ، هي الأساس فينا ، وليس الأساس هو فرديتنا وجسدنا وشخصنا .. لأنها قوَّة خالدة فينا تصل بداية الكون بآخــــــــره ، وتربط بين شطـــــآن الوجود أولها بآخرها ..... ومن أول ومن آخـــر الحياة هي مظهر الوجود ، هي طاقة الوجود الأخيرة الرفيعة .. وهــي قابلة للتحويل فينا إلى طاقات معنوية – روحية - اجتماعية .. تماماً كما يتحول تيار الكهرباء المادي في السلك النحاسي إلى دفء حرارة وإشعاع نور وحركـــــــــــــــــــة ...............
ثورة في عالم الإنسان للمعلم /كمال جنبلاط / بتصـــــــــــــــرف بسيط