عرفها من فترة وجيزة ، ادرك كيف يحس المرء بالغربة عن الاخرين وان يبحث عن الذات الطيبة الصامتة النقية فاصطدم بجدار المادة وظروف الحياة الصعبة .
عرفها زميلة له في الجامعة ومن ثم تحولت الزمالة الى حب مابعده حب وتعرضت للضرب والاهانة من اجل ذلك من اهلها حيث جرى العرف عندهم ألا يزوجوا بناتهم لغير الاقرباء.
مشيا لوقت طويل وهما صامتان، الصمت يحكي حكاية لا يدركها الا العشاق ولا يسمعها الا الغرباء.
تورد وجهها بشدة شفتاها مرتعشتان واعصابها تختلج بيأس حارق، وجسدها يتلوى بضجر يريد ان يبوح بما اضناه، ووجنتاها تنتظران نسمة ربيعية عابرة تلثمها ولو الى حين ونظرات عينيها نحوه تختصر الحكاية، همست له: سيطول انتظارك وارتحالك سيخترق الزمن ، ليعبر الى واحة من السكون قد تجد فيها نفسها مثوى للاحزان التي ألفناها والفتنا طويلاً، واخاف ان تكون الدموع رحى ايامنا القادمة ، استمر في صمته الممل يبادلها النظرات، وهمس لها: نفسك المرهقة تسير في سفر لانهاية له تمضي من غير زاد ولا لحظة تأويها لترتاح، او فطرة من محبة تروي بعضها من عطشها الدائم.
همست له: اخالك تمطيت صهوة آلامك وتعاود التفكير بالارتحال، وتمطيت حباً من غير امل.
همس لها: تعالي قبل ان ينأى بنا العمر عن ارض لايوجد بها ذكريات وتنأى بنا الاسفار الى المجهول.
همست له: سيطول ارتحالنا وانتظارنا ايها الباكي من غير دموع.
همس لها: نحن ضحايا طريقة عيشهم ،فكيف تستطيع السمكة ان تتصور الحياة خارج الماء، هكذا نحن انا وانت عاشقين الى الابد.
حسين خلف موسى