المصباح....كتاب الأدب

للمحتوى الثقافي والأدبي العربي

 

1 ــ  روتين 

العم حسن له بغل وطنبر  يركب البغل كأنه يركب فرسا أصيلا ،يعتني بطنبره كأنه يعتني بسيارة فاخرة، يعلق أسفله فانوسا يضيئه في الليل لينير له الطريق،  يعود إلى بيته منتصف الليل يغني العتابا والميجانا بين أشجار الجوز والحور. كل مساء يعود إلى بيته يُقبل أطفاله، تغسل زوجته رجليه وتمسح عرقه وتطعمه ،تلاعب شعر رأسه فينام، ليستأنف عمله المعتاد في صباح اليوم التالي  .


2 ــ البيطري

 سلمان بيطري يطبب الحيوانات صوته عميق وقوي كالرعد يصرخ في أذن الدابة فتنام ،يعالجها على رواق ثم يقبض أجرته كالطبيب، وعند عودته إلى البيت يعطي امرأته غلة يومه، تصب الماء عل يديه ،تذهب إلى غرفتها ،ينسى مهنته ،يتبعها مبتسما محملا بالشوق.


3 ــ الراعي

زيد خفيف كالثعلب صوته حاد كزمور سيارات الشحن جسمه صغير ونحيل يدخل في العباءة كالمغارة يحملها ويبقى خفيفا يسابق الريح، يستأجره الناس لرعي مواشيهم.

من رائحته تعرفه المواشي وتتبعه من السهل إلى الجبل كتلاميذ المدارس.أهل القرى يعرفونه من صوت شبابته، ينتظرونه فيعزف لهم ألحانا جميلة ،يُرقص حاجبيه وشاربيه كالمهرجين ،يعطونه المال والزاد ويرحل إلى مكان آخر.


4 ــ الفراشة

ذات مساء كنت جالسا في غرفتي مندمجا في مطالعة كتاب ،فجأة ركض احد أبنائي وشدني مشيرا بإصبعه إلى النافذة فصرخت به ،لكنه أصر على سحبي ، تقدمت فوجدت بقية أولادي الصقوا أنوفهم بزجاج النافذة  يتأملون بطن فراشه  خارج الزجاج ويتابعون دبيبها في عجب هادئ مطلقين بين الحين والأخر أصوات دهشة وتعجب. وإنا  أراقبهم تملكتني مثل الرهبة التي تملكتهم .

 

almsbah7

نورالمصباح

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 116 مشاهدة
نشرت فى 19 يونيو 2014 بواسطة almsbah7
almsbah7
"بوابة لحفظ المواضيع والنصوص يعتمد على مشاركات الأعضاء والأصدقاء وإدارة تحرير الموقع بالتحكم الكامل بمحتوياته .الموقع ليس مصدر المواضيع والمقالات الأصلي إنما هو وسيلة للنشر والحفظ مصادرنا متعددة عربية وغير عربية . »

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

97,750

حال الدنيا

حال الناس
عجبا للناس كيف باتوا وكيف أصبحوا.
ماذا جرى لهم ؟
وما آل إليه أمرهم والى أي منحدرا ينحدرون،
أصبح الأخ يأكل لحم أخيه ولا يبالي ،انعدمت القيم والأخلاق 
والمبادئ، من الذي تغير نحن أم الحياة.إننا وان تكلمنا 
بصدق لا نساوي شيئا ،فالكذبأصبح زادنا وزوادنا، ،
إن الإنسان في العصر الحجريرغم بساطته فَكّرَ وصَنَع فالحاجة أم الاختراع، أما نحن نريد كل شيء جاهزا، أجساد بلا روح تأتي ريح الشرق فتدفعنا وتأتي ريح الغرب فتأخذنا إننا أحيانا نتحرك من دون إرادتنا كحجار الشطرنج أنائمون نحن أم متجاهلون ما يدور حولنا أم أعمتنا المادة .كلنا تائه في طريق ممتلئه بالأشواك، أشواك مغطاة بالقطن الأبيض نسير عليها مخدوعين بمظهرها بدون
انتباه وبين الحين والأخر يسعى الحاقدون لقتل واحد 
منا، فيزول القطن الأبيض ولا يبقى إلا الشوك،
فنستغرب لحالنا، لان عيوننا لا ترى إلا الأشياء البراقة 
اللامعة والمظاهر الخادعة أما الجوهر المسكين فَقَدَ 
قيمته لم يعد إلا شعارات رنانة نعزي بها أنفسنا بين 
الحين والأخر، 
هكذا أصبح حال الناس هذه الأيام.
ـــــــــــــــ
حسين خلف موسى

 دنياالوطن