المصباح....كتاب الأدب

للمحتوى الثقافي والأدبي العربي

 

أُسْوَةً بالملائكةِ الخائفينَ على غيمةٍ خائفهْ 
في مَدى العاصفهْ 
أُسْوَةً بالأباطرةِ الغابرينْ 
والقياصرةِ الغاربينْ 
في صدى المدنِ الغاربَهْ 
وبوقتٍ يسيرُ على ساعتي الواقفَهْ 
أُسْوَةً بالصعاليكِ والهومْلِسّ 
بين أنقاضِ مانهاتن الكاذبَهْ 
أُسْوَةً بالمساكينِ في تورا بورا، 
وإخوتِهم، تحت ما ظلَّ من لعنةِ التوأمينِ، 
ونارِ جهنَّمها اللاهبَهْ 
أُسْوَةً بالجياعِ ونارِ الإطاراتِ في بوينس إيريسْ، 
وبالشرطةِ الغاضبَهْ 
أُسْوَةً بالرجالِ السكارى الوحيدين تحت المصابيحِ، 
في لندنَ السائبَهْ 
أُسْوَةً بالمغاربةِ الهائمينَ على أوجه الذلِّ والموتِ ، 
في ليلِ مِلِّيلَةَ الخائبَهْ 
أُسْوَةً بالمصلّينَ في يأسهم 
والمقيمينَ ، أسرى بيوتِ الصفيح العتيقْ 
أُسْوَةً بالصديقِ الذي باعَهُ مُخبرٌ ، 
كانَ أمسِ الصديقَ الصديقْ 
أُسْوَةً بالرهائن في قبضةِ الخاطفينْ 
أُسْوَةً برفاقِ الطريقْ 
أُسْوَةً بالجنودِ الصِّغار على حربِ أسيادهم ، 
وعلى حفنةٍ من طحينْ 
أُسْوَةً بالمساجين ظنّاً ، 
على ذمّةِ البحثِ عن تهمةٍ لائقَهْ 
أُسْوَةً بالقراصنةِ الميّتينْ 
بضحايا الأعاصيرِ والسفنِ الغارقَهْ 
بالرعاةِ الذين أتى القحطُ عاماً فعاماً 
على جُلِّ إيمانهمْ 
وعلى كُلِّ قُطعانهمْ 
أُسْوَةً بالشبابِ المهاجرِ سرّاً ، 
إلى لقمةٍ ممكنَهْ 
خارجَ الجوعِ في وطنِ الفاقةِ المزمنَهْ 
أُسْوَةً بالفدائيِّ أَوقَعَهُ خائنٌ في كمينْ 
أُسْوَةً بالنواصي التي جزَّها النزقُ الجاهليّ 
والرقابِ التي حزَّها الهَوَسُ الهائجُ المائجُ الفوضويّ 
أُسْوَةً بالمذيعِ الحزينْ 
مُعلناً ذَبْحَ سبعينَ شخصاً من العُزَّلِ الآمنينْ 
باسم ربِّ السماءِ الغفورِ الرحيمْ 
والرسولِ العظيمْ 
والكتابِ الكريمْ 
وصراط الهدى المستقيمْ 
أُسْوَةً باليتامى الصغارْ 
بالمسنّينَ في عزلةِ الزمنِ المستعارْ 
بينَ نارٍ وماءٍ.. وماءٍ ونارْ 
أُسْوَةً بالجرار التي انكسرتْ ، 
قبلَ أن تبلغَ الماءَ ، 
في واحةٍ تشتهيها القفارْ 
أُسْوَةً بالمياهِ التي أُهرقتْ في الرمالِ ، 
ولم تستطعْها الجرارْ 
أُسْوَةً بالعبيد الذينْ 
أَعتقتْهم سيولُ الدماءْ 
ثمَّ عادوا إلى رِبْقَةِ السادةِ المترفينْ 
في سبيلِ الدواءْ 
وبقايا بقايا غذاءْ 
أُسْوَةً بالقوانين ، تقهرها ظاهرَهْ 
بالبحارِ التي تدَّعيها سفينَهْ 
بالجهاتِ التي اختصرتْها مدينَهْ 
بالزمانِ المقيمِ على اللحظةِ العابرَهْ 
أُسْوَةً برجالِ الفضاءِ وحربِ النجومِ اللعينَهْ 
أُسْوَةً بضحايا الحوادثِ في الطرقِ المتعَبَهْ 
وضحايا السلامْ 
وضحايا الحروبِ وأسرارِها المرعبَهْ 
وضحايا الكلامْ 
وضحايا السكوتِ عن القائلينَ بحُكم الظلامْ 
وبفوضى النظامْ 
أُسْوَةً بالمياهِ التي انحسرتْ ، 
عن رمادِ الجفافْ 
والجذوعِ التي انكسرتْ ، 
واستحالَ القطافْ 
أُسْوَةً بالشعوبِ التي أوشكتْ أن تبيدْ 
واللغات التي أوشكتْ أن تبيدْ 
في كهوفِ النظامِ الجديدْ 
أُسْوَةً بضحايا البطالَهْ 
يبحثونَ عن القوتِ في حاوياتِ الزبالَهْ 
أُسْوَةً بالطيورِ التي هاجرتْ 
ثم عادتْ إلى حقلِهَا الموسميّ 
في الشمالِ القَصِيّ 
لم تجدْ أيَّ حقلٍ.. ولا شيءَ غير المطارْ 
والفراشاتُ ظلُّ الفراشاتِ في المشهد المعدنيّ 
ظِلُّ نفاثةٍ قابعَهْ 
خلفَ نفّاثةٍ طالعَهْ 
بعدَ نفّاثةٍ ضائعَهْ 
خلفَ نفّاثةٍ راجعَهْ 
لم تجدْ غير دوّامةٍ من دُوارْ 
أُسْوَةً بغيومِ الشتاءِ على موتها مُطبِقَهْ 
بالبراكينِ في آخرِ العمرِ.. مُرهَقةً مُرهِقَهْ 
بالرياحِ التي نصبتْ نفسها مشنقَهْ 
وتدلَّتْ إلى قبرِهَا 
بين قيعانِ وديانها الضيّقَهْ 
أُسْوَةً بالشعوبِ التي فقدتْ أرضَها 
بضحايا الزلازلِ والإيدز والجوعِ والأوبئَهْ 
أُسْوَةً بالبلادِ التي خسرتْ عِرضَها 
ومواعيدَ تاريخها المُرجأهْ 
في سُدى هيئةِ الأُمم المطفَأَهْ 
أُسْوَةً بي أنا 
نازفاً جارحا 
غامضاً واضِحا 
غاضباً جامحا 
أُسْوَةً بي أنا 
مؤمناً كافراً 
كافراً مؤمِنا 
أُسْوَةً بي أنا 
أرتدي كفني 
صارخاً: آخ يا جبلي المُنحني 
آخ يا وطني 
آخ يا وطني 
آخ يا وطني !

 

almsbah7

نورالمصباح

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 81 مشاهدة
نشرت فى 17 يونيو 2014 بواسطة almsbah7
almsbah7
"بوابة لحفظ المواضيع والنصوص يعتمد على مشاركات الأعضاء والأصدقاء وإدارة تحرير الموقع بالتحكم الكامل بمحتوياته .الموقع ليس مصدر المواضيع والمقالات الأصلي إنما هو وسيلة للنشر والحفظ مصادرنا متعددة عربية وغير عربية . »

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

132,298

حال الدنيا

حال الناس
عجبا للناس كيف باتوا وكيف أصبحوا.
ماذا جرى لهم ؟
وما آل إليه أمرهم والى أي منحدرا ينحدرون،
أصبح الأخ يأكل لحم أخيه ولا يبالي ،انعدمت القيم والأخلاق 
والمبادئ، من الذي تغير نحن أم الحياة.إننا وان تكلمنا 
بصدق لا نساوي شيئا ،فالكذبأصبح زادنا وزوادنا، ،
إن الإنسان في العصر الحجريرغم بساطته فَكّرَ وصَنَع فالحاجة أم الاختراع، أما نحن نريد كل شيء جاهزا، أجساد بلا روح تأتي ريح الشرق فتدفعنا وتأتي ريح الغرب فتأخذنا إننا أحيانا نتحرك من دون إرادتنا كحجار الشطرنج أنائمون نحن أم متجاهلون ما يدور حولنا أم أعمتنا المادة .كلنا تائه في طريق ممتلئه بالأشواك، أشواك مغطاة بالقطن الأبيض نسير عليها مخدوعين بمظهرها بدون
انتباه وبين الحين والأخر يسعى الحاقدون لقتل واحد 
منا، فيزول القطن الأبيض ولا يبقى إلا الشوك،
فنستغرب لحالنا، لان عيوننا لا ترى إلا الأشياء البراقة 
اللامعة والمظاهر الخادعة أما الجوهر المسكين فَقَدَ 
قيمته لم يعد إلا شعارات رنانة نعزي بها أنفسنا بين 
الحين والأخر، 
هكذا أصبح حال الناس هذه الأيام.
ـــــــــــــــ
حسين خلف موسى

 دنياالوطن