أعجب من الناس ومن نفسي كيف يستسلمون مع أولى ضربات وتأثيرات التعب والنوم ,
فيذهبون إلى أماكن نومهم ويطلبون النوم أن يقضى عليهم فينامون ،ثم يستيقظون بعد ذهاب تأثيره ،
ولكن الرجال هم من يحاربون النوم الذي يقوى بعد كل ساعة أقوى من ذى قبل ،حتى تأتى اللحظة التى يقضى عليهم النوم فيا ناموا نوم الشريف القوى الذى بذل كل جهده فى دفع من سيأخره عن طموحانه وأماله وخططه المستقبلية وهو على أمل أن يلقوه غدا فيهزموه
كما قال الشعار
لا تحسبن المجد تمرا أن أكله
لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
هؤلاء الرجال الذين علموا أن النعيم لا يأتى بالنعيم وأن من طلب الراحة ترك الراحة وأن بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذه ,
فلا نعيم لمن لا شقاء له ولا راحة لمن لا تعب له , بل إذا تعب الرجال قليلا أستراحوا كثيرا
كما قال الشعار
انفضوا النوم وهبوا للعلا
فالعلا وقف على من لم ينم
فهؤلاء هم الرجال الذين يقوون على البذل فى سبيل المقصد الأعلى , وهم الذين يبدلون أفكار العالم ، ويغيرون مجرى الحياة بجهادهم وتضحياتهم
وكما قال الشاعر
أأبيت سهران الليل وتريد أنت لحاقى
إن هذا لفى القياس بديع