المروان

الارتقاء بالنفس البشرية فوق حاجز الشهوات هو بدايه النور

<!--

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->

بحث بعنوان

برنامج مقترح لتعليم بعض المهارات
الحياتية وتأثيره في تحسين مفهوم الطفل لذاته

أ.د. فاتن إبراهيم عبد اللطيفï                         د. انشراح إبراهيم المشرفيïï
د. إبراهيم زكي الصاوي
ïïï

 

المقدمة :

إن تفعيل الذات للفرد يعتبر وسيلة من وسائل التنمية البشرية للمجتمع (Roberta, M., 2001: 531) ، و تعد مرحلة الطفولة من المراحل المهمة في حياة الفرد ، وذلك لأثرها البالغ في تكوين شخصيته ، فهي الفترة التي تنمو فيها قدراته ، وتتفتح مواهبه ، وتتحدد اتجاهاته ، ويتحدد فيها مفهومه عن ذاته (سناء حجازي ، 2005: 38).  ومفهوم الذات هو الشيء الوحيد الذي يجعل للفرد الإنساني فرديته الخاصة به ، ولعله المخلوق الوحيد الذي يستطيع إدراك ذاته ، بحيث يجعل من الذات موضوعاً لتأمله وتفكيره وتقويمه .  فمعرفة الذات تُمكن صاحبها من إدراك قيمتها ، ورسم مسارها ، وتحديد علاقاتها بالذوات الأخرى (حسين الصديق ، 2004 : 1)

 

ولكلمة الذات كما تستعمل في علم النفس معنيان متمايزان ، فهي تعرف من ناحية باتجاهات الشخص ومشاعره عن نفسه ، ومن ناحية أخرى تعتبر مجموعة من العمليات النفسية التي تحكم السلوك والتوافق ، ويمكن أن نطلق على المعنى الأول : الذات كموضوع Self-as-Object ؛ حيث إنه يعني اتجاهات الشخص ومشاعره ومدركاته وتقييمه لنفسه كموضوع ، وبهذا المعنى تكون الذات فكرة الشخص عن نفسه ، ويمكن أن نطلق على المعنى الثاني : الذات كعملية Self-as-Process ، فالذات هي فاعل ، بمعنى أنها تتكون من مجموعة نشيطة من العمليات كالتفكير والتذكر والإدراك . (عبد اللطيف الجعفري ، 1998 : 93-113)

 

وينظر بعض العلماء والفلاسفة إلى الذات على أنها مكون يشتمل على العديد من الجوانب ، وذلك على النحو التالي : التفكير ، المشاعر ، الروحانية ، الحواس ، الأمن ، أجهزة الجسم ، المظهر ، المعلومات ، المهارات العلمية والتقنية ، الاحتياجات والمطالب ، الأحلام ، الأنشطة اللفظية ، الأنشطة غير اللفظية ، الذات وعلاقاتها بالآخرين ، القيم .  (Philip, B., 1990: 26-27)

 

في حين يرى آخرون أن الذات تتكون من : التفكير ، المشاعر ، السلوك (Philip, B., 1990: 10-11)

 

وقد عرف "برجيس" Briggs (1974) تقدير الذات المرتفع على أنه إحساس خاص بالذات ، وأن الفرد يحب ذاته ، ولذا يشعر بالأهمية والقدرة والنجاح ، وعلى هذا الأساس فقد حدد مجموعة من الخصائص للأطفال الذين لديهم تقدير ذات (مرتفع ، منخفض) ، وذلك على النحو التالي : (عبد اللطيف الجعفري ، 1998 : 93-113)

 

(‌أ)  الطفل الذي لديه تقدير الذات مرتفع سوف :  

1.     يكون فخوراً بأدائه .

2.     يتصرف باستقلالية .

3.     يتحمل المسئولية .

4.     لا يصاب بالإحباط .

5.     يواجه التحديات الجديدة بحماس .

6.  يشعر بالقدرة في التأثير على الآخرين .

7.  يمتلك الكثير من العواطف والأحاسيس .

(‌ب)   الطفل الذي لديه تقدير الذات منخفض سوف :  

1.  يتجنب المواقف التي تسبب له الضيق .

1.     يكبت مواهبه .

2.     يشعر بعدم قيمته أمام الآخرين .

3.     يلوم الآخرين على فشله .

4.     يكون عدوانياً ومحبطاً .

5.     يشعر بالضعف .

6.     مشاعره وأحاسيسه ضعيفة .

 

 

ويذكر "تيسير القحف" أن مفهوم الذات لا يولد مع الطفل ، ولا يرثه عن أبويه كما يرث لون عينيه وشعره ، وإنما يكتسبه من البيئة حوله من خلال تفاعله مع الآخرين ، وخاصة الأشخاص المهمين بالنسبة إليه ، وعندما يكبر الطفل تتبلور صورته عن ذاته ، وإحساسه بالرضا أو عدم الرضا عنها من خلال تفاعل الأسرة معه ، ثم بعد ذلك يأتي دور المدرسة لتكرس الصورة التي كونها الطفل عن نفسه ، أو ربما لتصحيحها في بعض الأحيان عن طريق الأساليب التربوية التي يتبعها المعلم في الصف ، كما أضاف أن مفهوم الطفل لذاته يكون مرناً وهو صغير ، وكلما كبر الطفل اتجه مفهومه نحو الثبات والرسوخ ، وقد شدد على أنه من المهم جداً أن نبدأ في تطبيق برامج تنمية الثقة بالنفس ، وتنمية مفهوم الذات مع الأطفال منذ الصغر . (سامي حامد ، 2005 : 1) حيث يبدأ نمو ضبط الذات عند الأطفال في سن الثانية ، ويزداد مع ازدياد العمر ، ولضبط الذات لابد أن يدرك الطفل بأنه منفصل وذو شخصية مستقلة ، ولديه القدرة على التحرك الذاتي .  ومن بين العوامل التي تؤثر في ضبط الذات لدى الأطفال تأخير الإشباع ، ومثال ذلك : نعرض على الطفل الاختيار بين أخذ قطعة حلوى صغيرة الآن أو أخذ القطعة الكبيرة غداً ، ضبط الذات الحركية مثال ذلك : نطلب من الطفل المشي للأمام مسافة ستة أقدام ببطء شديد ويقاس الزمن (Roberta, M., 2001: 530)

 

ومن هذا المنطلق فإن مفهوم الذات يعني كيفية إدراك الطفل لنفسه ، وهذه الإدراكات يتم تشكيلها من خلال خبرته في البيئة ، وتتأثر على درجة الخصوص بتدعيمات البيئة والآخرين المهمين في حياته  (غريب عبد الفتاح ، 1992 : 91) . وهذا ما تؤكده نظرية "أريكسون" Erikson .

 

وتجدر الإشارة هنا إلى أن طفل رياض الأطفال يسعى لتأكيد ذاته ، ووسيلة في ذلك العناد (لدرجة أن هذه المرحلة سميت مرحلة العناد) ، فالطفل هنا هدفه تأكيد ذاته من خلال إصراره ورفضه الطاعة للكبار ، كذلك نجده يسعى إلى الاستقلال والاعتماد على نفسه كتأكيد لذاته ، وأنه كبير ، وهو يحتاج للشعور بالحب من حوله ، وتقبله ، وهو في أشد الحاجة إلى مساعدة الوالدين على مزيد من الاستقلالية والاعتماد على النفس ، ومزيداً من تأكيد الذات والثقة في النفس ، ولكي نكسبه الثقة في نفسه نقوم – على سبيل المثال – بتكليفه بمسئوليات بسيطة يستطيع القيام بها ، مما يشعره بالثقة في نفسه . (انتصار صبان ، 2004 : 1)

 

حيث إنه من الضروري توفير مناخ تعليمي متميز لتأكيد ذات الطفل على اعتبار أن كل طفل أشبه بوحدة متميزة في خصائصها عن الآخرين ، وسيتطلب ذلك ثراءً متنوعاً في البيئة التي يتعلم منها الطفل ، مع التأكيد على إيجابياته ، وإتاحة فرص نجاحه ، وعدم الإسراف في نقد أفكاره ، وتجنيبه مواقف الفشل ، وتقبل أفكاره ، بصرف النظر عن بعض سلبياته . (فهيم مصطفى ، 2001 : 30) مع إتاحة الفرصة له لممارسة الأنشطة والألعاب ، واستخدام الأدوات التي تحاكي الطبيعة مثل الشاكوش وأدوات الطبيب ، وأدوات المطبخ . (Roberta, M., 2001: 48-50)

 

وهناك قدرات عديدة تساعد في تفعيل الذات Self-efficacy لدى طفل الروضة ، وهي على النحو التالي : (University of South Florida, 2000: 1-2)

 

1.     المهارات الحركية ، حيث تتيح القدرة على إعمال الذات .

2.     اللغة والقدرات المعرفية ، حيث تُمكن الطفل من التفكير والتخطيط وحل المشكلات بطرق مبتكرة .

3.     احتمال التأخير والإحباط (تأجيل الإشباع) ، حيث يساعد الطفل على ضبط الذات .

4.     الخيال واللعب الإيهامي ، حيث يُمكن الطفل من الاستقلالية والتحكم في الذات .

5.     الارتباط الآمن بالآخرين ، حيث يؤهل الطفل للاتجاه نحو الاستقلالية .

 

لذلك يجب على معلمة الروضة مراعاة عدة اعتبارات لتفعيل الذات لدى طفل الروضة ومنها ما يلي : مخاطبة كل طفل باسمه ، تكوين علاقة شخصية مع الأطفال ، الابتسامة في وجه الطفل ، تدعيم عملية الاختيار الحر والاستقلالية والمبادأة لدى الأطفال ، إتاحة الفرصة لكل طفل للحديث عن نفسه وعائلته ، والأشياء التي يحبها أو يكرهها ، وماذا يفضل في أنواع الأطعمة ، وما هي ألوان الملابس التي يحبها ، والمهنة التي يفضلها حينما يكبر ... الخ . (Craig H., & Others, 1997: 218-305)

 

كما أوضحت دراسة رضوى فرغلي (2003 : 225-230) أن هناك أربع حالات ضرورية للحفاظ على مستوى مرتفع من تقدير الذات ، وصورة الجسم لدى الأطفال ، وهم على النحو التالي : الإحساس بالروابط الاجتماعية Sense of Consecutiveness ، الإحساس بالتفردSense of Uniqueness ، الإحساس بالقوة Sense of Power ، الإحساس بالنماذج          Sense of Models .

 

فالأطفال مع إحساسهم القوي بالروابط الاجتماعية يحققون رضا عن الأشخاص والأماكن والأشياء المرتبطة بهم ، ويسمح لهم ذلك بالشعور بالأمن والمساندة ، وتقبل أنفسهم والآخرين ، ويضعف هذا الإحساس بالروابط بسبب التمييز في المعاملة بين الأطفال ، وشعورهم أنهم دون الآخرين ، وبالتالي فإن تشجيع الأطفال على الاحترام والمساندة فيما بينهم يساعدهم على الإحساس الجيد بالروابط ، ومن ثم الرضا عن أنفسهم ، ومع إحساس الأطفال بفرديتهم واحترام مكانتهم الشخصية يزداد إحساسهم بالتميز ، ويضعف هذا الإحساس بالتفرد كلما شعروا أن صورة أجسامهم لا تتناسب مع المعيار الاجتماعي ، ويرتبط الإحساس بالقوة بتصور الطفل عن كفاءته وقدرته ، ويمكن للراشدين أن يساعدوا الأطفال على اكتساب القوة بالسماح لهم باتخاذ القرار ، وتحمل المسئولية ، واحترام اختياراتهم .

 

وقد تناولت العديد من الدراسات العربية والأجنبية مفهوم الذات ، وعلاقته ببعض المتغيرات ، حيث استهدفت دراسة "جون" John (1986 : 22-26) الكشف عن علاقة كل من مفهوم الذات والتفاعل الاجتماعي مع الأقران ، والسلوك العدواني لدى الأطفال ، وقد أشارت النتائج إلى أن هناك علاقة ارتباطية موجبة بين الرفض الاجتماعي من الأقران ، والسلوك العدواني لدى الأطفال ، ولقد أشارت كل من "رينا" ، و"توماس" Rina & Thomas
(1992 : 221-231) عند مناقشتهما لنتائج دراستهما أن هناك عدد من الدراسات العلمية الحديثة التي أوضحت في نتائجها أن هناك علاقة ارتباطية موجبة بين السلوك العدواني لدى الأطفال ، وانخفاض تقديرهم لذاتهم ، بينما سعت دراسة "آن" و"استيفن" Ann & Stephen (1994 : 183-186) إلى دراسة التوافق الاجتماعي مع الأصدقاء ، وعلاقته بكل من مفهوم الذات والاكتئاب لدى الأطفال ، وقد أظهرت نتائج دراسة "كيرك" و"جروبيتر" Crick & Grotpeter (1995 : 710-722) أن هناك علاقة ارتباطية موجبة بين كل من الشعور بالوحدة النفسية والاكتئاب ، والمفهوم السالب عن الذات ، والسلوك العدواني لدى الأطفال من الجنسين .

 

ومما سبق يمكن القول أن مفهوم الذات بمثابة تقييم عام لصورة الطفل عن نفسه ينتقل إلى الآخرين بالأساليب التعبيرية المختلفة ، ويظهر في صورة سلوك ، وأنه لا يستطيع إدراك ذاته إلا من خلال إدراك ردود أفعال الآخرين تجاه أعماله وتصرفاته ، ويستطيع الأفراد المؤثرين في حياة الطفل مساعدته على تكوين صورة ذات إيجابية تمكنه من النجاح والتكيف الحسن مع المطالب الخارجية .   

 

ولعله من الأمور البالغة الأهمية في هذه النقطة أن ننتبه إلى أن مرحلة رياض الأطفال تتميز بأن الطفل يكتسب خلالها المهارات اللازمة التي تساعده على التفاعل الاجتماعي السليم ، وقضاء حوائجه ، وتمنحه مزيداً من الاستقلال الذي يريده ، وبذلك يشعر بذاته ، وينعم بالتكيف الشخصي والاجتماعي ، واكتساب المهارات يعتبر ميزة شخصية كبيرة للطفل ، كما أنها تساعده على الاعتماد على نفسه ، وتؤكد له قدرته على القيام باتصالات اجتماعية من خلال اللعب ، وكلما كان لدى الطفل مهارات أكثر كانت صلاته الاجتماعية  أكبر ، ولاكتساب المهارات قيمة كبيرة من حيث تأثيرها على مفهوم الذات التي تتكون في هذه المرحلة ، كما أنها تكسبه مزيداً من الثقة في نفسه . (انتصار صبان ، 2004 : 1)

 

ولا جدال في أن المهارات الحياتية ضرورة حتمية لجميع الأفراد في أي مجتمع ، فهي من المتطلبات الأساسية التي يحتاج إليها الفرد لكي يتوافق مع نفسه ومع المجتمع     الذي يعيش فيه ، ويتعايش معه ؛ حيث إنها تمكنه من التعامل الذكي مع المجتمع ، وتساعده    على مواجهة المشكلات اليومية ، والتفاعل مع مواقف الحياة (تغريد عمران وآخرون ، 2001 : 54) ؛ وبالتالي فأن مفهوم الذات يتأثر كثيراً بالخبرات الحياتية .

ومن هذا المنطلق فقد قامت دراسة "نوتاري وآخرون" Notari, et al. (1995) بوضع إرشادات تهدف إلى تطوير أهداف التربية التي تتضمنها المهارات اليومية ، كما اقترحت دراسة "فارس" وآخرون Vars, et al. (2000) معايير عالمية للمنهج القائم على المهارات الحياتية ، حيث ركز المنهج في هذه الدراسة على المشكلات الحقيقية التي تواجه الصغار والشباب ، وقد هدفت الدراسة إلى مساعدة الأطفال على تكوين اتصال خارجي بالحياة ، وتعليمهم كيفية ممارسة الديمقراطية ، كما أكدت دراسة أمل خلف (2001) على ضرورة التواصل بين ما يتعلمه الطفل داخل الروضة وحياته بوجه عام ، كما هدفت دراسة فاطمة عبد الفتاح (2001) إلى وضع قائمة بالمهارات الحياتية ، وتقديم مواقف تعليمية لتنمية المهارات الحياتية لدى طفل الروضة ، وذلك من خلال مهارات التعامل مع المشاعر ، ومهارات الاتصال ، واتخاذ القرار .

 

وقد أوصى حسين بهاء الدين (2000 : 134) بضرورة تزويد المناهج التعليمية بالمهارات الحياتية ، حيث يتمكن أبناء المجتمع المصري من التعامل الجيد والكفء مع متطلبات المجتمع وتطوراته .

 

كما كشفت دراسة محمد عبد الله (2002) عن العلاقة الارتباطية الموجبة بين المهارات الاجتماعية وتقدير الذات لدى الأطفال ، حيث بينت النتائج أن الأطفال الذين يتمتعون بمستوى مناسب من المهارات الاجتماعية لديهم تقدير ذات إيجابي ، لذلك فقد أوصت الدراسة بضرورة تدريب الأطفال على المهارات الاجتماعية المتضمنة في المواقف الحياتية لتفعيل تقدير الذات لديهم ، وزيادة دافعية وحافز الأطفال للتعلم والنشاط .  

 

وفي هذا الصدد يمكن القول أن ممارسة الطفل للأنشطة الحركية يمكن أن يكسبه الثقة بالذات ، والشعور بالإنجاز ، حيث تضمن التدريب على استخدامات الجسم – على سبيل المثال - يتعلم التوازن والسيطرة ، واكتساب المرونة ، كما أن التناسق بين العين والعقل والعضلات تتطور بصورة مضطردة ؛ فإن كل هذه الأشياء تعتبر مهمة بالنسبة للطفل  الصغير ، لأنها تعطيه إحساساً بكونه شخصاً ذا قيمة في مجتمعه ، فيرتفع بالتالي تقديره لذاته (عزة عبد  الفتاح ، 1997 : 164) .  فيجب القائمين برعاية الأطفال أن يشركوهم في أنشطة ترتكز على خبرات الحياة اليومية مع الأشخاص والأدوات في بيئتهم من خلال تفاعل الأطفال مع غيرهم من الأطفال البالغين أثناء مشاريع العمل التعاونية ، واللعب مع بعضهم ، واتخاذ القرارات بشأن الخامات المستخدمة ، ومسئوليتهم عن هذه الخامات وعن أفعالهم ، وتقبلهم للنتائج المترتبة على اختياراتهم ، ومحاولة إيجاد البدائل أثناء حل مشاكلهم (عزة عبد الفتاح ،  1997 : 223)

 

واستناداً لما سبق يمكن القول أن تنمية مفهوم ذات إيجابي للطفل يتأثر كثيراً بالأنشطة التي تشعر الطفل بالقدرة الجسمية ، والقدرة على مشاركة الآخرين ، والتفاعل الاجتماعي مع الكبار ، وعلاقته بأقرانه واللعب ، والقدرة على التحكم والاتزان الانفعالي من خلال أدائه المهارات الحياتية التي تحفز شجاعته وإيجابيته ، وتظهر اعتماده على نفسه ، فيتصرف باستقلالية ، ويتحمل المسئولية .

مشكلة البحث :

على الرغم من أن البيئة التربوية والتعليمية القائمة على المهارات الحياتية قد تبدو أنها ذو تأثير في تفعيل الذات الإيجابية ، إلا أن هذا لا يمكن تأكيده إلا من خلال التجريب ، ومن ثم تبرز الحاجة لإجراء دراسة ميدانية لمعرفة مدى فاعلية برنامج مقترح لتعليم بعض مهارات الحياة وتأثيره في تحسين مفهوم الطفل لذاته .

تساؤلات البحث :

تتطلب مشكلة البحث الإجابة عن التساؤلين التاليين :

 

1.     1.    ما أسس ومكونات البرنامج المقترح لتعليم بعض مهارات الحياة لطفل الروضة ؟   

2.     2.    ما فاعلية البرنامج المقترح لتعليم بعض مهارات الحياة في تحسين مفهوم الطفل لذاته ؟  

فروض البحث :

1.     توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أطفال المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي لمقياس تقدير المعلمة لمفهوم الذات لطفل الروضة لصالح المجموعة التجريبية .

2.     توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات أطفال المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي لاختبار مفهوم الذات المصور للأطفال لصالح المجموعة التجريبية .

3.     البرنامج المقترح فعال بنسبة "بلاك" تنحصر بين (1.2 : 2) في تحسين مفهوم الطفل لذاته .

حدود البحث :

اقتصر البحث الحالي على ما يلي :

1.     الحدود البشرية : تم تطبيق البحث على أطفال المستوى الثاني من الروضة ، والتي تتراوح أعمارهم ما بين (5 – 6) سنوات .

2.     الحدود المكانية : تم تطبيق البحث في حضانة الأمل النموذجية ببرج العرب التابعة لإشراف وزارة الشئون الاجتماعية بمحافظة الإسكندرية .

3.     الحدود الموضوعية : المهارات الحياتية المرتبطة بمجال الذات الجسمية والحركية ، والذات الوجدانية والاجتماعية .

4.     الحدود الزمنية : تم تطبيق البحث في الفترة من 1/10/2005 إلى 29/12/2005 .

مصطلحات البحث :

المهارات الحياتية :

هي مجموعة من المهارات المرتبطة بالبيئة التي يعيش فيها الفرد وما يتصل بها من معارف ، وقيم ، واتجاهات يتعلمها بصورة مقصودة ومنظمة عن طريق الأنشطة والتطبيقات العملية (دائرة الإشراف التربوي ، 2003) .

 

تعرف الأنشطة الحياتية إجرائياً بأنها ممارسة الطفل مجموعة من المهارات المرتبطة بالبيئة التي يعيش فيها ، وما يتصل بها من معارف وقيم واتجاهات متعلقة بمجال الذات الجسمية ، والحركية ، والذات الوجدانية ، والاجتماعية ، ويتم تعليمها بصورة مقصودة ومنظمة عن طريق مجموعة الأنشطة والتطبيقات العملية التي تشبع حاجاته الجسمية والنفسية والاجتماعية .

تحسين مفهوم الطفل لذاته :

يعرف تحسين مفهوم الطفل لذاته إجرائياً في هذا البحث بأنه : مدى وعي الطفل وإدراكه لما لديه من خواص وصفات وحُسن تقديره لهذه الخواص والصفات ، ويظهر ذلك من خلال ممارسته للمهارات الحياتية المتعلقة بمجال الذات الجسمية والحركية ، والذات الوجدانية والاجتماعية التي قد تؤدي إلى تقدير الذات المرتفع ، حيث تترجم هذه المهارات إلى سلوك يمكن ملاحظته وقياسه ، ويتأثر هذا السلوك بتدعيمات البيئة ، وكل المهتمين في حياة الطفل .

البرنامج  Program :

يعرف البرنامج إجرائياً في هذا البحث بأنه مجموعة من الخبرات والمهارات الحياتية تتم من خلال مجموعة من الأنشطة ، والتي تتناسب مع خصائص نمو الأطفال بهدف تدريبهم على تفعيل ذاتهم الإيجابية .

عينة البحث :

أ. اختيار العينة :

تم اختيار عينة البحث بالطريقة العمدية ، من أطفال حضانة الأمل النموذجية ، وذلك للأسباب التالية :

 

-       سعة الفناء يصلح لتنفيذ برنامج الأنشطة الحياتية .

-       الحضانة تابعة لإشراف وزارة الشئون الاجتماعية ، وبالتالي فهي غير ملتزمة بمناهج أو خطط تعليمية تحول دون تنفيذ البرنامج ، علاوة على إتاحة الفرصة كاملة لتطبيق وحدات البرنامج المختلفة وفقاً لما هو مخطط لها زمنياً ومكانياً .

ب. حجم العينة :

بلغ حجم عينة البحث (40) طفلاً من الذكور والإناث تتراوح أعمارهم من (5–6) سنوات ، وقد تم تقسيم العينة عشوائياً إلى مجموعتين متساويتين ، إحداهما تجريبية ، وأخرى ضابطة ، وقد تم استبعاد (8) أطفال غير منتظمين في البرنامج ليصبح حجم العينة النهائي (32) طفلاً ، بحيث تشمل المجموعة التجريبية (16) طفلاً ، والمجموعة الضابطة (16) طفلاً .

ج. تكافؤ مجموعة البحث :

تم التأكد من تكافؤ مجموعة عينة البحث (ضابطة ، تجريبية) في المتغيرات التي تؤثر في المتغير التابع ، وهي : السن ، درجات الذكاء ، وذلك بحساب الفروق بين المجموعتين التجريبية والضابطة في تلك المتغيرات باستخدام اختبار "ت" ، ويوضح الجدول التالي دلالة الفروق بين المجموعتين (التجريبية ، والضابطة) في القياس القبلي لمتغيري السن ، الذكاء .

جدول (1) تكافؤ مجموعتي البحث

المتغيرات

المجموعة الضابطة

ن = 16

المجموعة التجريبية

ن = 16

ت

مستوى الدلالة

م

ع

م

ع

السن

4.73

1.02

4.52

1.40

0.47

غير دالة

الذكاء

95.24

3.712

96.83

3.744

1.17

غير دالة

قيمة ت الجدولية عند درجة حرية (30) ومستوى (0.05) = 2.04

يتضح من الجدول السابق عدم وجو

المصدر: أ.د. فاتن إبراهيم عبد اللطيف د. انشراح إبراهيم المشرفي د. إبراهيم زكي الصاوي
almarawan

المروان

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 762 مشاهدة
نشرت فى 26 ديسمبر 2014 بواسطة almarawan

علاء أحمد مكى

almarawan
مدير مدرسة - من مدينة الألف باب وقدس الأقداس »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

213,464