يعنى ايه شباب ائتلاف؟
يعنى شوية شباب وطنيين مخلصين ناشطين سياسيين كانوا بيعارضوا مبارك فى عز جبروته، وخرجوا فى المظاهرات والاحتجاجات قبل أن يخرج فيها أحد، لكنهم فجأة وجدوا أمامهم ثورة بالملايين حبست رئيسا وغيرت نظاما وقلبت الدنيا، فتخيلوا إن هم اللى عملوها فخرجوا للكلام باسم الشعب والثورة دون أن يطلب منهم أحد ذلك.

المواطن فى بلادنا حاليا إما مواطن عادى أو مواطن ائتلافى، وأسأل زميلى العادى الذى شارك فى الثورة: هل نزلت من بيتكم ووقفت أمام الرصاص المطاطى والحى واستنشقت الغازات المسيلة للدموع وعرضت حياتك للخطر من أجل ائتلاف شباب الثورة؟ وهل أصلا كنت تعلم وقتها أسماء أو أشكال أو صفات أو أحجام أعضاء ائتلاف شباب الثورة؟
الأمر يشبه بالضبط كأن تكون حضرتك فى طور الاستعداد لفرح أختك، ويأتيك مجهولون يقولون لك: «ملكش انت دعوة خالص، احنا هنتكلم مع الناس اللى هتناسبوهم وهنظبط لك كل حاجة». ولأن حضرتك جديد فى موضوع الأفراح والجواز تركتهم يتفاوضون على المهر والشبكة والمقدم والمؤخر.
هل تعرف أين يعيش كائن ائتلاف الثورة حاليا؟
أنا أخبرك: الائتلافيون حضرتك يلتهمون تورتة الثورة فى كل المحافل وعلى كل الموائد، تجدهم موزعين على السفريات يلفون العالم باسم الثورة، وأصبحوا نجوما ومذيعين على الفضائيات باسم الثورة، وتحولوا فجأة إلى كتاب صحفيين فى أكبر الجرائد باسم الثورة، وكما قال القائل: الثورات يصنعها الأحرار ويموت فيها الأبطال ويأخذها ائتلاف شباب الثورة بيضة مقشرة.
نرجع للفرح، أنا وأنت وكل المعازيم لم نعترض فى البداية على الفكرة البسيطة التى صدروها لنا، وهى: «احنا اللى فاهمين، وسيب اللى فاهم يتكلم»، تركنا لهم الميكروفون متخيلين أنهم فعلا قادرون على التعبير عن مئات الشهداء وآلاف المصابين وملايين المصريين الذين تركوا أعمالهم وأهلهم وأمنهم وباتوا فى الميدان من أجل الحرية والكرامة، لكننا تركنا الثورة فى أيد مهتزة مصابة بكل أمراض عصر مبارك من ديكتاتورية وتطلُع، تركنا لهم الفرح فانشغلوا بالبوفيه حتى اختطف المجرمون العروسة وتاه العريس وأطفئت الأنوار وتحول الفرح إلى بيت للرعب فى مدينة ملاهٍ كبيرة، وإذا سألتهم يقولون لك: «دى فقرة ضرورية فى البروجرام، وبعد كده هندخل على فقرة الساحر».

عزيزى شاب الائتلاف.. تذكر جيدا أن أحدا لم يفوضك للكلام باسمه، واعلم أن الموضوع مش رخامة، وأنك تسلمت ثورة ناجحة وعظيمة وأخذت فرصتك كاملة لكنك تحولت إلى كائن طفيلى يمتص دماء الثورة دون أن يضيف إليها شيئا، سيب الميكروفون بقى واترك المسرح قبل أن يهتف ضدك المشاهدون: انزل بقى يا عم .

المصدر: الخضر
  • Currently 16/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 197 مشاهدة
نشرت فى 1 يوليو 2011 بواسطة alkhder

ساحة النقاش

خضر على محمد

alkhder
موقع خاص للانشطة والاهتمامات المختلفة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

20,712

دعـــــــــــاء

http://kenanaonline.com/alkhder/: