جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
إنه ذلك التقليد الأعمى الذي تعمد إليه مجموعة كبيرة من الجيل الحديث جيل المستقبل فما ان تأخذك قدماك إلى أحد المراكز التجارية وبشكل خاص في إجازة نهاية الأسبوع حتى تكاد تحس انك في كرنفال أو مهرجان للتقاليع من ملابس وقصات شعر وتسريحات غريبة ناهيك عن مكملاتها من سلاسل وأربطة وحتى حلق للأذن وكحل العيون طبعا ليس للبنات وإنما الشباب الذين يجوبون ارض المركز ذهابا وإيابا بلا شغلة أو مشغلة سوى لفت الانتباه وقد يتعب النظر ويلتاع الفؤاد من كثرة ما يرى ويشاهد هؤلاء هم جيل الغد والمعول عليه بناء المستقبل وكيف خرجوا من بيوتهم بهذا المنظر وأين دور الأبوين في التوجيه والارشاد وهل هم راضون كل الرضا عن ذلك؟
قد يقول البعض إن تلك حرية شخصية أو مرحلة يمر بها الحدث وتنتهي ولكن الخوف من ان يفقد هذا الجيل ومن خلال اعتماده على المحاكاة والتقليد أيا كان تواصل الحاضر بالماضي وهي من أبرز السمات التي تميز كل مجتمع عن الآخر وكل حضارة عن غيرها.
ويقال أيضا إن معظم ممارساتنا ونمط حياتنا أصبح يحاكي الخارج وهذا صحيح لأننا في زمن الانفتاح على الحضارات والثقافات الأخرى، كما اننا لا نستطيع أن نتجاهل العالم الذي يتحرك من حولنا ومن حق كل جيل ان تكون له تجربته الخاصة والمتميزة ولكننا لا ينبغي أن نعتمد كليا على ما يرد إلينا الا في إطار الخصوصية النابعة من قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا وأن نستقي من كل ما هو إيجابي وننبذ كل ما هو سلبي وإلا أصبحنا كالغراب الذي أراد محاكاة مشية الطاووس.
ولعل من أسباب هذه المحاكاة والتقليد لأنماط غريبة ودخيلة وبعيدة كل البعد عن قيمنا ومبادئنا وعاداتنا الأصيلة وتعاليم ديننا الفراغ الفكري والعاطفي للأبناء والتشتت بين أصالة الماضي وحداثة المستقبل وعدم استيعاب الجمع بينهما في ظل غياب التوجيه الأسري السليم وتوفر وسائل الاتصال والتواصل مع الثقافات الواردة والدخيلة والتي لا يكاد يخلو منها أي بيت دون حسيب أو رقيب.
ولأن الاعتداد بالموروث السليم لنا في الحياة وأنماط التعامل والتفاعل واجب الآباء وأولياء الأمور بالدرجة الأولى ثم مؤسسات المجتمع الأخرى ذات العلاقة والاختصاص تربوية كانت أو إعلامية أو عامة فلا بد من خطوات منظمة ومدروسة تتضافر فيها كافة الجهود وتتحد وعلى سبيل المثال فإن الإعلان الذي وضعه احد المراكز التجارية بضرورة التقيد باللبس اللائق هو خطوة إيجابية في هذا الإطار على أن تتبعها خطوات اخرى وتوجهات أكثر جدية من قبل أصحاب الشأن والعلاقة فالكل مطالب والمسؤولية لا تتجزأ.
المصدر: خضر على
ساحة النقاش