<!--<!--
رمضان وبنت السلطان
بقلم . سميرأبو الحمد
فى طفولتى التى ماإرتدت يوما ثوب الامان وكيف يشعر بالامان من تغرب داخل الوطن ؟ وما أقساها غربه لا أنا ولا كل أطفال مدينتى عشنا كالصغارطفوله مرحه سعيده . ماعرف الفرح لون سنواتنا الاولى وكيف يعرف الفرح طريقه الى قلوب اغتصبت احلامها بحياه لا يحتل فيها صوت القنابل والمدافع والصواريخ مكان الغناء ؟ كيف تعرف البسمه طريقها إلى وجوه سرقت نضارتها بفعل غيمات الغدر وعواصف الدمار؟ كنا صغارا فى السن شيوخا فى قلوبنا التى ماتغذت بصباحات الحريه ومساءات الامان ورغم ذلك كان يأتى رمضان يطرق أبوابنا الموصده رغما عنا يتسلل كشعاع شمس هرب من ضباب الاحتلال وراح يذكرنا بأن الليل صار قاب قوسين أو أدنى من الرحيل . كان رمضان يطرق أبواب إيامنا العجاف يأتى حاملا فى يديه الطيبتين باقات الامل فى غد لن تموت فيه السنابل ولن يجلس على عرشه صاحب السطوة الخراب يأتى بفوانيسه التى تمثل بصمة مصرالعتيقه فى زمن المعزلدين الله . ما عرفت فوانيس أيامنا ( بابا اوبح ) وما إستطاع أن يهزمها عصر ( النيولوك ) الذى جعل من الفانوس أداة لإنهيار القيم . كانت كل الفوانيس فى زمن الصراع من أجل عودة الشمس للاشراق فى سماء الوطن من جديد لاتعرف سوى أضواء الشموع . بسيطه كبساطة كل الناس فى حارات وطنى رخيصه بما يتناسب وجيوب من صبغت ملامحهم بلون الشقاء من أجل لقمة العيش . حتى الاغنيات فى امسياتنا المحاصره بأشباح العتمه كانت بريئه كبراءة أحلامنا وكنا نصطادها من حكايات الجدات لنا ونزرعها فى رمل الطرقات عساها تطرح صباحات نديه . وحوى ياوحوى إياحه.. بنت السلطان إياحه .. لابسه الفستان إياحه .. ماسكه الفانوس إياحه...تلك اغنيات زمن الدمار والغربه ف الوطن وفى زمن مولانا( النت ) وغول التكنولوجيا زمن اللاغربه فى الوطن . زمن الامسيات التى يجلس على عرشها القمر الشهرياريسامر العشاق على ضفاف النهر الخالد وفى أزقة وحارات مصر المحروسه . سقطت بنت السلطان من فوق عرشها وسقطت الاصاله من حساباتنا أصدرغول التكنولوجيا قراره بإعدام ملمح من أهم ملامح تراثنا العربى ( الفانوس ) وراح يصدر لنا إبتكارات لانعرفها . ليست معجونه بأصالتنا لاتشبه لون طفولتنا البريئه مثل كل الاطعمه المسرطنه فى حوانيت المدن وكل عمليات التجميل التى تجريها النساء فتشعرك أنك تتعامل مع جسد بلا روح فى الوقت الذى يجن فيه الاجانب من شتى بقاع الكرة الارضيه بقله خلف مشربيه فى أضيق وأفقرحاره فى مصر . نطمس نحن كل تراثنا وحضارتنا وفى النهايه لايبقى لنا من عشق الوطن سوى الاغانى التى نبدع فيها بعبقريه ياحبيبتى يامصر يامصر .. كل فيمتو ثانيه ومصر طيبه وتراثها وحضارتها وأصالتها فى قلوبنا لا فى اغنياتنا فقط .. ورمضان كريم
ساحة النقاش