<!--<!--
<!--<!--
هل الطلاق عار ؟
بقلم ... سمير أبو الحمد
هل الطلاق عار وقلة ربايه وبطر ( عدم رضا بالمقسوم ) ؟ كلام جدتى لابى وأمى وجاراتها البكر فى مشاعرهن فى تصرفاتهن يؤكد نعم الطلاق عار وقلة ربايه وسببه المرأه أولا وأخيرا فالمرأه فى عقيدتهن الرائعه من وجهة نظرى يجب أن تخرج من بيت زوجها إلى قبرها ومهما حدث من الرجل تحتمل ولا تطلب الطلاق ولو داسها بقدميه . وليس على وجه الارض رجل يقهر ويظلم ويهمل ويهين ويطلق إمرأه هكذا من الباب للطاق كما يقولون الا اذا كانت بجلالة قدرها هى التى أوصلته لدرجة طلاق الحياه وليس طلاقها هى . كانت جدتى ترى ان الجلوس تحت قدم جدى هو أرفع درجه نالتها فى حياتها وان غسل قدميه بالماء بعد عودته من العمل هو أعظم وسام حصدته طوال عمرها وما كان جدى رومانسيا ولاشاعرا ولاقيسا تسمع منه أحلى كلمات الحب لكنه كان مصريا خالصا عصبيا الى حد بعيد لايعجبه العجب ولا الصيام فى رجب لم يدعها يوما لبعثرة حتى نصف ساعه على شاطى البحيرة العجوز فى المدينه الهادئه وكان الراديو ومسلسل الخامسه مساءا متعة جدتى الوحيده التى يوفرها لها ( الغضنفرجدى رحمه الله ورحمها معه ) وكانت ( السيما ) بالنسبه لجدتى كالصعود إلى سطح القمر بالنسبه لنا حلما مستحيلا فجدى كان يراها ( عدم ربايه وقلة حيا ) رغم نظافة معظم ماتقدمه من افلام . كانت قيامة جدتى ( اذا رفع جدى صوته يطلب ( كوب شاى ) أو شيئا حتى ولو كان تافها ولم تسمعه فى المره الاولى . فغضب جدى منها يعنى نهاية العالم وغروب شمس السعاده فى عمرها . اكثر من ستين عاما عاشتها مع جدى لم تعرف فيها لغة من لغات ( نماردة عصر بحبك ياحمارمن بنات حواء ) ستين عاما عاشتها جدتى مع جدى لم تعرف فيها التلون والكذب والخداع والمكر والتمرد والخيانه لم تدخل فيها مطعما ولم تشتك فيها نقصا فى المال والزاد وعصبية جدى وغيابه بحثا عن الرزق فى أيام كانت عيشتها ضنك . كانت كل الصباحات طارحة للرضا . كانت اكثر صلابه من كل الرجال والنساء رغم قسوة الظروف . لم تعترض على حالها رغم غياب صبح مرحها وانطلاقها مثل كل الصبايا فى عمرها فقد تزوجها جدى وهى فى عمرأزهار البنفسج ولم تكن قد بلغت العاشره . لذلك عاشت تؤمن وكل رفيقات عمرها ان ضل الرجل هو جنة الدنيا ولو كان حضنه النار بعينها وترى ان الطلاق تحت أى ظرف من الظروف عار وقلة ربايه . ومن يقنعها بغير ذلك فهو قليل دين . رغم ان الرسول جعله أبغض الحلال الى الله لكن ف أصعب اصعب الظروف التى تستحيل معها العشره . كانت جدتى تعرف قيمة الزوج ولاينتقص من قدرها ان تركع امامه كى تغسل قدميه . لذلك عاشت اكثر من ستين عاما معلمه نبيله تعلم كل بنات حينا الشعبى البسيط فلم يشهد طوال حياتها حالة طلاق واحده . والان اقولها وفى أعماقى حزن الكره الارضيه أليس مصيبة المصائب وكارثة الكوارث أن تسجل مصر أعلى نسبة طلاق على مستوى العالم رغم الرفاهيه والدلع والعز والنغنغنه التى تعيشها زوجات تلك الايام وليس فيها جنس رجل عارف ياخذ حقه منهن . رحم الله جدتى وعصرها ببكارة مشاعره وطيبته واخلاصه وقداسة المرأه فيه لقيمة الرجل ... ورحمنا من جبابرة عصرنا الغجرى من بنات حواء ....
ساحة النقاش