<!--<!--
يوم الجيران فى لبنان
بقلم . سميرأبوالحمد
حين اطلت مذيعة الفضائيه اللبنانيه على الشاشه بوجهها الصبوح وصوتها الذى يشبه إلى حد بعيد زقزقة عصافير الكناريا التى تنقر زجاج نافذتى مع ولادة كل يوم جديد وراحت تعلن لملايين المشاهدين فى شتى بقاع العالم أن لبنان اليوم تحتفل ( بيوم الجيران ) وأن الناس فى حاراتها الباكيه وشوارعها النازفه قد أبدعوا هذا العام فى صنع أكبربيتزا فى العالم كى يقتسمونها معا فى ذلك اليوم ليصيربينهم كما يقول العامه فى وطنى( خبز وملح ) لحظتها زغرد قلبى فرحا وحزنا فى نفس الوقت . فرحا لتوحد ذلك الشعب العربى الذى جلس متربعا على عرش الجما ل والرقه وراح يصدرلبقية الشعوب العربيه الرومانسيه والحب وصواريخ الانوثه عابرة القارات . وحزنت لاننا فى مصر نعانى من فرقة القلوب وغربة الجيران . اكثر من عشرين عاما ولبنان تنزف . ولبنان تحتضر. لبنان تموت على يد الاحتلال الغاشم ورغم ذلك. تحب . ترقص . تغنى . تتوحد . تنبهنا بعبقريه دون قصد ان رسولنا الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) قد أوصانا بحق الجارتلك الوصيه التى كادت تصل بالجار إلى حد التوريث . نحن الذين علمنا الدنيا الحب وكانت حاراتنا الشعبيه البسيطه ولازالت هى معاقل الطيبه والامان والتوحد ورمز العطاء فى عصر يعادى العطاء . أصبحت اليوم تنام والجار لايعرف جاره وربما يعاديه . وقد حكى لى أحد الجيران انه ما عرف إسم جاره الذى جاوره فى السكن أكثر من عشرين عاما الا يوم وفاته حين قال له أحد المعزين ( هى دى شقة المرحوم عبد الوهاب ) فقال الجار وهو يتألم ( هو كان إسمه عبد الوهاب ) أيها الساده أليست هذه مأساه . رحم الله عصر جدى وجدتى وابى وامى فما طبخت طبخه فى بيت فى ذلك العصرالا وأخذ الجار نصيبه منها وما حدثت كارثه الاوكان الجارهوالسند الاول قبل الاهل وما كانت هناك مناسبه سعيده الاوكان أثاث الجيران وشربات الجيران وطعام الجيران وربما ملابس الجيران قاسما مشتركا فى تلك المناسبه . بإختصاركان قلب الجارعلى جاره وذلك ما يؤكده شعب لبنان الرائع حين يحتفل كل عام بيوم الجيران . فهل نخصص نحن فى مصر فى زحام أعيادنا ومناسباتنا التى نحتفل بها طوال العام ( على الفاضى والمليان ) يوما نسميه ( يوم الجار ) ؟ ليتنا نفعل فما أروع الحب به تحيا القلوب وترقى الشعوب ---
ساحة النقاش