<!--<!--
من كبيرك يامصر ؟
بقلم .. سميرأبو الحمد
قالت : بائعة السمن العجوز التى تفترش رصيف السوق فى وسط المدينه . يطلع إيه المليار اللى بيتكلموا عنه ليل ونهار ده يااستاذ ؟ قلت : يطلع كتير ياحاجه . قالت : يعنى جنيهات كتير كده تعيشنى انا والعيال وأبوهم مستورين ؟ قلت : جنيهات إيه بس ياحاجه . قالت : وقد تلون صوتها بنبرات خجل وأسف وإعتذار سامحنى يابنى أنا أصلى ست جاهله معرفش حاجه أنا بسمع زى كل الناس . قلت : أيتها العجوز الطيبه أنا أقصد ان المليار ده فلوس كتير لاحصر لها يستر مدينه بأكملها وليس جنيهات قليله . قالت : منا ياحبيبى معرفش غيرها هى صحيح قليه بس ربنا مبارك فيها يارب يديمها علينا. والله يابنى ما طمعانه غير فى الستر والصحه وأجوز البت نوال وأسترها وأعمل سقف البيت بدل السباته اللى باشت واللى بتخلينا نموت من البرد فى الشتا . ولو ربنا كرمنا ومش بعيد على ربنا حتة عمره أنا وأبو العيال ويلا حسن الختام . تلك أحلام عجوز بسيطه أوحى لها عقلها الفطرى البراءه والنقاء والصدق ان المليار حفنة جنيهات تريحها واسرتها من صفعات الشمس الحارقه فى صيف لايرحم وبرودة أمشير القاسيه فى شتاء خاصمه الدف . هى لا تعرف وكل الحالمين بالستر فى وطن اغتصب ستره ان المليار الواحد يفوق ميزانية محافظه بأكملها . لا تعرف انه يساوى رواتب اكثر من مليون موظف حكومى محترم فى شهر كامل وانه يقضى على عنوسة الاف البنات ويوفر فرص عمل لالاف الشباب الذين ينتظرون الفرج على المقاهى والنواصى . المليار يبنى عشرات المصانع والمدارس والمستشفيات والمراكز الطبيه . المليار يستصلح مئات الافدنه ويبنى مئات الوحدات السكنيه . تلك العجوز الطيبه تسمع مثلما يسمع كل الوطن والدنيا بأكملها عن مليارات وطنى ( المنهوب ) عينى عينك . هؤلاء الذين يأكلون من ( مكسيم ) طعاما ساخنا كل يوم فى الوقت الذى يبحث فيه مئات الفقراء عن بقاياخبز وطعام فى أحقر صناديق القمامه . تلك العجوز الطيبه التى أضاعت معظم سنوات عمرها على ارصفة الاسواق بحثا عن جنيهات قليله تقيها وإسرتها شر السؤال . ربما تعرف أن مكسيم ( أشهر مطاعم العالم ) هو إسم دواء . وان ( الشانزليزيه ) أهم وأشهرشوارع الموضه والعطور فى العالم هو إسم مرض معدى . هى تجرى على الحاج ( سعداوى ) بقال القريه الكبير حين تعترضها مشكله كى يحلها لها فقد عرفت منذ كانت صبيه ترعى الغنم فى أطراف القريه ان أقصى الطموح هنا دوار العمده حين تكون القيامه قاب قوسين أو أدنى من القيام . عاشت وكبرت مثل الملايين من أبناء الشعب يعرفون ان الوصول إلى مكاتب علية القوم من المسئولين من عاشر المستحيلات . هى تسأل فى صمت مقهور . ونحن نسأل بصوت مسموع لمن نلجا بعد الله جل فى علاه فى ذلك الوطن . من كبيرنا ؟ من يسمعنا ؟ يحل مشاكلنا فالكبار فى معظم المواقع تشير إليهم أصابع الاتهام بالفساد ومن كتبت له النجاه من الاتهامات ضاع فى الزحام وفقد مصداقيته عند الشعب لقد إختلط الحابل بالنابل . فمن نكلم فى مصر المحروسه بفضل المولى . القوات المسلحه تحمينا وتحرسنا على أرض المولى وبعنايته . وأتعبناها وأرهقناها لكننا نريد مسئولا شريفا يتناول طعامه على مصاطبنا . يشاركنا اتراحنا وأفراحنا يسمعنا فلا نردد بعد اليوم العباره الاشهر ( إحنا بنأذن فى مالطه ) نحلم بحاكم شريف . يفزعه الظلم . يحارب الفساد . توجع قلبه المحسوبيه . يقف ضد أشباح الوصوليه والانتهازيه ويطيح بكل ماسحى الجوخ والذين يأكلون على كل الموائد ويستفيدون فى كل العصور . نريد حاكما منا . نقى السريره . يقظ الضمير . طاهر اليد . عفيف اللسان . بلا اسوار ولا حراس ولا ابواق تسبح بحمده . نريد حاكما تمشى يوما على ضفاف نهر العدل والتسامح والقناعه والخوف قبل كل شيئ من العادل الاكبر الرب العظيم . نريد أن نعمل ونمشى ونأكل ونشرب وننام فى وطن لايرهبنا فيه شبح يعادى الامان فيعود بنا الى عصور القهر والاستبداد والعبوديه . لقد خلقنا الله احرارا فكيف نستعبد من بشر مثلنا لا حول لهم ولاقوه . فلا حول ولاقوة الا بالله . فمن كبيرك يامصر . العادل .. الشريف . القوى . المخلص . الامين عليك وعلى شعبك . ؟ من كبيرك يامصر الذى سيقودنا الى برالامان والعدل والحياه الكريمه ؟
ساحة النقاش