<!--<!--
متى ستضحك ياوطنى ؟
بقلم .. سمير أبو الحمد
وطنى الذى عاش قلبه البراح يسع الدنيا باكملها اوصد ابوابه فى وجه شحاذ عجوز ينام على ارصفة المدن اللاهيه بما احدثته ثورة 25 يناير من وظائف وعلاوات وترقيات واقالات وشقق . وطنى صار ( تورته ) يحاول كل من يريدون الدنيا ومتعها الزائفه التهامها . وطنى الذى كان ينام فى حضن الامان خاصمه الامان بعدما استوطنه الرعب من مستقبل مجهول لم تتضح ملامحه بعدما صار فى اخر طابور اهتماماتنا واخر العشاق فى سجل من نعشق . لم تعد مصر اولا وقبل كل شيئ . صارت مصالحنا اولا وقبل كل الاشياء . لم نترك فرصه لجندها المكرم ذكره فى احاديث سيد البشر ( صلى الله عليه وسلم ) وصحابته الكرام رضوان الله عليهم . ان يعيدوامانها المفقود . يسهرون على راحتنا وامننا يعسكرون فى شوارعنا وحاراتنا ومياديننا من اجل محاربة خفافيش الليل واعداء النهار ونحن نشعل فى كل الوطن ثوره جديده للتمرد على استقراره وحياه كريمه مستقره لن تتحقق بين عشية وضحاها . صرنا نتعجل الفرج كاننا سنقول له اليوم كن فيكون بعدما صبرنا عمرا باكمله على رصيف الانتظار مقيدين باغلال الصمت الفاجر . كى يأتى الغد بفرحه تنسينا هموم عصور هجرتنا فيها الافراح . صرنا نتبارى فى محاربة الفساد دون رويه وكان الله سيجعل كل الوطن ملائكه فى لحظه وان الرشوه والمحسوبيه والفوضويه والانتهازيه والوصوليه ومسح الجوخ وكل مفردات العتمه التى حجبت صبح الطهروالنقاء والعدل والنظام والالتزام لن تقوم لها قائمه بعد ثورة يناير ؟. تركنا فى زحمة محاربة المفسدين فى نظام ولى بلارجعه مصر نهبا للصوص وقطاع الطرق الذين نشروا الرعب فى كل ارجاء الوطن فصارت بيوتنا التى كانت تفتح ابوابها حين تغمض عيونها لتنام مطمئنه . تضع الان المتاريس والابواب الحديديه والاقفال وتظل العيون ساهره لايعرف النوم طريقه اليها رعبا وقلقا .راح الشباب يجملون ما خلفه خفافيش الظلام من خراب ودمار ونسينا جميعا ان الجمال الحقيقى الابقى والاهم هو تجميل السلوك والافكار والتعاملات الحياتيه ؟ ان مصر اهم واكبر من الحكام والانظمه والمؤسسات والوظائف والعلاوات والترقيات والشقق ولو حافظنا عليها وعلى امنها اعطتنا كل خيرها وامانها واذا انشغلنا بمصالحنا وهمونا ضاعت وضعنا معها . اتركوا جند مصر الشرفاء يحفظون امن مصر ويحققون مطالب شعبها بشرعية ودون مغالاه . دعوهم يعملون فى جو نقى بعيدا عن التظاهرات والاحتجاجات . لقد وصلت الرساله وعرف المجلس الاعلى للقلوات المسلحه الذى يدير شئؤن البلاد بشرف ونزاهه ومصريه خالصه حجم الظلم الذى وقع على كل الوطن . عرف من هم الذين عكروا صفوه وافسدوا عيشته ونهبوا ثرواته ولن يفلت من العقاب مفسد ولن تقوم له قائمه بعد الان ؟. عاشت مصر حره وعاش شعبها العريق الطيب امنا مطمئنا حتى اخر الزمان ويبقى السؤال البرئ متى ستضحك ياوطنى ؟
ساحة النقاش