جامعــــة الفيوم |
|
|
كلية الزراعة |
|
|
قسم النبات الزراعى |
|
|
( أمراض النبات ) |
|
|
أمراض النباتات البســتـــــانــــــــية
HHORTICULTURAL CROP DISEASES
(الفرقة الرابعـة - بساتين)
د. عماد دويدار
المقدمة -Introduction :
يقصد بالنباتات البستانية " نباتات الفاكهة والخضر ونباتات الزينة والنباتات الطبية والعطرية ". وأصبحت هذه النباتات ذات قيمة اقتصادية عالية جداً نظراً حيث دخول التقنيات الحديثة فى الزراعة وعمليات الخدمة المختلفة والنباتات البستانية موضوع اهتمام الأفراد والدول على حد سواء فهى تدر ربحاً وفيراً، حيث أن الكثير من الحاصلات البستانية يدخل الآن فى مجال التصدير وعائدها من العملة الصعبة مجزى جداً، ومن مظاهر اهتمام الدولة بهذه النوعية من المحاصيل انها تعـقد الدورات التدريبية والحملات القومية والتى تهدف إلى تطوير طرق الزراعة وعمليات الخدمة ومقاومة الأمراض والآفات المختلفة، وهذا بدوره يؤدى بلا شك إلى زيادة الإنتاج
ومثل غيرها من النباتات ، تـتعرض النباتات البستانية للإصابة بالعـديد من الأمراض النباتية والتى تختلف حسب مسبباتها فهناك الأمراض الفطرية البكتيرية والفيروسية، وكذلك الأمراض النيماتودية ، والحشرات والأكاورسات.... إلخ .
ويتناول مقرر أمراض النباتات البستانية تلك الأمراض النباتية التى تصيب كلاً من محاصيل الفاكهة والخضر ونباتات الزينة والنباتات الطبية والعطرية ويسبق ذلك بعض الأساسيات والمفاهيم فى مجال أمراض النبات.
علم أمراض النبات - Phytopathology :
هو " العلم الذى يهتم بدراسة النباتات المريضة، ويمتد ذلك أيضاًَ للمنتج النباتى من خلال مراحل النقل والتسويق والتخزين، وتشمل هذه الدراسة التغيرات الغير طبيعـية التى قد تطرأ على النبات فتعيق نموه الطبيعى أو تـقـلل من قدرته الإنتاجية " .
والمصطلح العلمى لهذه الدراسة " Phytopathology" مصطلح لاتينى الأصل ويتكون من ثلاث مقاطع " Phyton " ومعناها نبات ، و "Pathos" ومعناها مرض ، و "Ology" ومعناها علم . إذا فالترجمة الحرفية لهذا المصطلح " علم النبات المريض " أو . " علم أمراض النبات ". وتشمل هذه الدراسة طبيعة المسبب الممرض، تاريخ حياته ، تأثيره على النبات ومنتجاته ، طرق الوقاية ومقاومة المرض النباتى .
الأهمية الإقتصادية لأمراض النبات :
لأمراض النبات أهمية بالغة من حيث تأثيرها على الإنتاج الزراعى وبالتالى على الدخل القومى ، فالأمراض النباتية تعتبر أحد العـوامل الأساسية التى تسبب عجزاً كبيراً فى كمية المحصول ونقصاً ملموساً فى قيمته ويحــس بذلك كل من المنتج والمستهلك .
فضلاً عن تكاليف الوقاية والمقاومة التى تبذل لمكافحة الأمراض النباتية فإن زراعة أصناف مقاومة قد لا تكون فى مثل جودة الأصناف القابلة للإصابة ولذلك فإنه قد يتعـين من الناحية العلمية حساب قيمة الأضرار الإقتصادية الناتجة عن مرض ما بدقة.
قد ينتج عن الإصابة بمرض ما الحرمان من زراعة محاصيل معينة فى بعض مناطق زراعتها او تصبح عديمة القيمة الإقتصادية ، والمثال المشهور على ذلك مرض صدأ البن المسبب عن الفطر Hemillia vastatrix الذى أدى إلى القضاء على زراعات البن فى جزيرة سيلان ، وحل الشاى محله بالرغم من جودة البن .
قد تؤدى الإصابة ببعـض الأمراض النباتية إلى الإمتناع عن زراعة بعض الأصناف النباتية لمدة تطول أو تقصر حسب درجة المقاومة أو القابلية للإصابة وحسب مدة إحتفاظ المسبب الممرض بقدرته المرضية فى التربة. مثالاً لذلك :-
أ- الإمتناع عن زراعة صنف القطن سكلاريدس بسبب شدة إصابته بالذبول الفيوزارمى المسبب عن الفطر Fusarium oxysporum f.sp vasinfectum حيث لا يزرع هذا الصنف الآن بالرغم من صفاته المرغوبة وحلت محله أصناف أخرى أقل منه جودةً لكنها تتفوق عليه فى مقاومة هذا المرض.
ب- عدم زراعة البطيخ فى نفس الأرض لفترة طويلة و>لك بسبب الزيادة المستمرة للقاح الفطرى Fusarium oxytsporum f.sp niveaum المسبلب لمرض ال>بول الفيوزارمى فى البطيخ بالرغم من العائد الجيد لهذا المحصول.
جـ- قد يؤدى تلوث الأرض فى منطقة معينة بالمسبب المرض إلى عدم زراعة محصول معين ذو قيمة إقتصادية مرتفعة واستبداله بغيره الأقل كما يحدث عند تلوث الأرض الزراعية بالفطر Sclerotium cepivorum المسبب لمرض العفن الأبيض فى البصل حيث أن الأجسام الحجرية لهذا الفطر تمكث فى التربة محتفظة بحيويتها لفترة طويلة قد تصل إلى عشرة أعوام ! وكذلك الحال عندما تتلوث اٍلأرض ببذور الهالوك Orobanche spp ( من النباتات الزهرية المتطفلة ) التى تمكث فى التربة لمدة قد تصل إلى 18 عام !!؟
د- فى حالة الأمراض الوبائية بصفة عامة مثل الأصداء والتفحمات والتبقعات وهى أمراض يصعب مقاومتها فى الحقل إلا بإنتاج الأصناف المقاومة ، فإنه فى هذه الحالات لا تتوفر طريقة مستقرة ومستديمة للمقاومة حيث أنه بإستمرار كلما ينتج صنف مقاوم- تكسر مقاومته بالمسبب الممرض وذلك بظهور السلاسلات الأكثر مقدرة على الإصابة وإحداث المرض ، وبالتالى يستوجب ذلك إنتاج أصناف نباتية مقاومة بإستمرار وفى ذلك تكاليف باهظة .
هـ- فى بعض الأمراض لا تظهر الأعراض بوضوح بالرغم من وجود المرض وب>لك تسبب هذه الأمراض خسائر كبيرة دون ملاحظتها أو الإستدلال على وجودها وإن تم ذلك يكون عادة فى وقت متأخر بعد ان تكون أضرت بالمحصول المنزرع كما فى الأمراض الفيروسية والنيماتودية وأمراض التبقعات .
و- بعض الأمراض النباتية تؤثر على مظهر المنتج النباتى ، بالرغم من عدم تأثيرها على كمية المحصول ، مما يقلل من قيمتها الإقتصادية كما فى أمراض جرب البطاطس العادى وجرب الكمثرى
ز- أمراض الأعفان التى تصيب محاصيل الخضر و الفاكهة بعد الحصاد وأثناء النقل والتخزين تسبب خسائر كبيرة جداً بخاصة فى حالة عدم توفر الثلاجات مما يضطر المنتج إلى الإسراع فى بيع محصوله بسعـر بخس غير مجز خشية ان يمتد العـفن لكل المحصول .
ح- تتعرض الحبوب للإصابة بأعفان التخزين ، وذلك عندما تخزن فى الصوامع رغم الإهتمام البالغ بتنظيم درجات الحرارة وضبط الرطوبة داخل الصوامع وذلك بالقطع يضر بالدخل القومى .
الأضرار والخسائر التى تسببها الأمراض النباتية :-
1- موت النباتات كما فى حالة الإصابة بأمراض الذبول والسقوط المفاجئ للبادرات . مما يستوجب إعادة الزراعة وما يترتب عليه من تأخر المحصول فى النضج وتعرضه للإصابة بالآفات والأمراض المختلفة فضلاً عن تكاليف إعادة الزراعة ذاتها من عمالة وبذور....إلخ. 2- إحداث تلفيات فى الأجزاء الاقتصادية من النبات كما فى معظم أمراض التفحمات واعفان الثمار. 3- توقف النمو أو تأخره نتيجة للإصابة بالأمراض وه>ا ملحوظ جداً فى حالة معظم الأمراض الفيروسية. 4- تأثير الناتج التجارى بطريقة غير مباشرة نتيجة إصابة اعضاء النبات الأخرى كما فى أمراض المجموع الخضرى "Foliage Diseases" التى تصيب المحاصيل الدرنية مثل القلقاس، البطاطس، البنجر، الجزر، واللفت . 5- الإضرار بمظهر وصفات المنتج النباتى مثل التشوهات التى تحدث لنباتات الزينة خاصة نباتات الزينة الورقية . 6- النفقات التى تنفق على مقاومة الأمراض النباتية.
فى عام 1978م قدرت خسائر الأمراض والحشرات والحشائش متجمعة كنسبة مئوية لبعض المحاصيل كما يلى :-
% للخسارة من الإنتاج العالمى |
المحصول |
45 |
قصب السكر |
39 |
الفاكهة |
38 |
الخضراوات |
37 |
البن والكاكاو والدخان |
35 |
الحبوب |
33 |
البطاطس |
33 |
المحاصيل الزيتية |
33 |
محاصيل الألياف والمطاط |
وقد قدرت هذه الخسائر بحوالى 3000 بليون دولار، يخص أمراض النبات منها 70 بليون دولار ( أى أكثر من الثلث ) .
تعريف المرض النباتى - Definition of the Plant Disease :
هناك عدة تعريفات للمرض النباتى منها على سبيل المثال:-
أ- المرض النباتى : عبارة عن أى إنحراف يحدث للنبات عن النمو الطبيعى بالدرجة التى تؤدى إلى ظهور أعراض مرئية أو تعـيـق إنتاجه ، سواء من حيث النوع أو الكم ، وتشمل حالة المرض كذلك أى تدهور يطرأ على الأجزاء النباتية الإقتصادية المختلفة مثل الدرنات والأبصال والبذور والحبوب وغيرها ، حتى بعد الحصاد وأثناء عمليات النقل والتخزين والإستهلاك .
ب- المرض النباتى : عبارة عن تأثير أى عامل غير ملائم يتدخل فى حياة النبات مؤدياً لإختلال وظائفه الفسيولوجية والحيوية المختلفة وبالتالى تأثير الناتج النباتى كما ونوعاً .
جـ- المرض النباتى : عبارة عن أى خلل يحدثه عامل أو أكثر من عوامل البيئة او كائن حى ممرض ( حيوانى أو نبات ) مما يتسبب عنه ضعـف النبات أو موته كلية أو جزء منه نتيجة لعدم قيامة بعملياته الحيوية المعتادة او تقلل من قيمته الإقتصادية سواء من حيث الكم أو الجودة .
تقسم الأمراض النباتية حسب المسبب إلى نوعـين :-
أ- أمراض معـدية - Infectious Diseases :
وهى التى تنتج عن عوامل حية نباتية كانت أو حيوانية مثل الفطريات والبكتيرياً والفيروسات والفيرويد والطحالب والأشنات والنباتات الزهرية المتطفلة ، وهذه الأمراض يمكن ان تنتقل من نبات مصاب إلى آخر سليم أو من مكان إلى أخر إذا ما توفرت وسيلة النقل أو الانتشار المناسبة مثل الرياح والحشرات والمياه...إلخ.
ب – أمراض غير معدية ( فسيولوجية ) – Non infectious Diseases :
وهى التى تنتج عن عوامل غير حية مثل العوامل البيئية المختلفة من حرارة ورطوبة وضوء ورياح بالإضافة إلى العناصر الغذائية عندما تكون بصورة غير ملائمة للنبات . حيث أن ارتفاع الحرارة أو انخفاضها يؤدى لحدوث حالة مرضية وكذلك الحال مع بقية العوامل . وهذه النوعية من الأمراض لا تنتقل من نبات مصاب إلى آخر سليم ، ولا من مكان لآخر ، بعكس ما فى الأمراض المعدية .
أوجه حدوث الأضرار الناتجة عن الأمراض النباتية :-
أ- فى حالة الأمراض المعـدية :-
1- إستهلاك محتويات خلايا العائل بمجرد دخولها. 2- موت الخلية النباتية أو إختلال عملياتها الحيوية بفعل السموم والإنزيمات ومنظمات النمو المفرزة من الطفيل أو الناتجة كرد فعل للإصابة.
3- إضعاف النبات بإستمرار نتيجة الإستهلاك الدائم للغذاء. 4- إنسداد الجهاز الوعائى الناقل للماء والأملاح وبالتالى ضعف النبات ونقص المحصول الناتج منه .
ب- اما فى حالة الأمراض الفسيولوجية :
فإن المرض النباتى فى هذه الحالة ينشأ نتيجة لعدم ملائمة الظروف البيئية أو التغذية للنبات وبالتالى فإن النبات ينمو بصورة غير عادية ولا تؤدى أعضاؤه المختلفة وظائفها الحيوية كما يجب فينعكس هذا فى صورة ضعف النمو وضعـف النباتات بوجه عام وبالتالى قلة المحصول الناتج .
كما تقسم الأمراض النباتية حسب مظهرها إلى مجموعتين :-
أ- أمراض جهازية - Systemic Diseases:
وهى تلك الأمراض التى تعم جميع أجزاء النبات حيث يتخلل المسبب الممرض أنسجة النبات وينتشر فيها أو يلازمها فى نموها دون تحديد فى موضع خاص . ومن امثلتها الأمراض الفيروسية وامراض الذبول الوعائى الناتجة عن بعض الفطريات مثل Fusarium,Verticillium,Cephalosporium, ، والبكتريا مثل Pseudomonas spp وغيرها كثير . ولبعض هذه الأمراض تأثير واضح فى الحالة الصحية العامة للنبات فتسبب له ضعفاً عاماً وشحوباً وإصفرار وتشوهات فى أعضائه المختلفة. وللبعض الأخر تأثير لا يظهر إلا فى طور خاص من النمو أو فى أعضاء خاصة من النبات كما فى بعض أمراض التفحمات .
ب- أمراض موضعـية - Localised Dieseases :
وهى التى تصيب أجزاء خاصة من النبات دون غيرها مثل إصابة الج>ور بالنيماتودا وإصابة السوق والأوراق والثمار بالأمراض الفطرية والبكتيرية المختلفة ولعل اوضح مثال للأمراض الموضوعية ه>ه مرض التفحم العادى فى ال>رة الشامية حيث تصاب الكيزان أساساً وتظهر الإصابة فى صورة أورام على الحبوب وك>لك امراض تبقعات الأوراق والثمار وأمراض اعفان الثمار.
وهناك تقسيمات متعددة للأمراض النباتية حسب العديد من الاعتبارات :
أ- حسب المسببات : الأمراض الفطرية ، والبكتيرية ، والفيروسية ، أمراض الفيرويد ، أمراض الميكوبلازما ، أمراض النباتات الزهرية المتطفلة .
ب- حسب الأهمية الاقتصادية للمحصول : أمراض الحبوب ، أمراض المحاصيل الزيتية ، أمراض محاصيل الألياف ، أمراض البصل والثوم .
جـ- حسب الجزء النباتى المصاب : أمراض المجموع الخضرى ، أمراض كامنة فى التربة .
د- حسب الأعراض : أمراض التبقعات ، أمراض الذبول ، أمراض التفحم ، أمراض الأصداء ، أمراض الأعفان . ..... وغير ذلك من التقسيمات .
علامات وأعـراض الأمراض النباتية
Signs and Symptoms of Plant Diseases
تـظهر على النباتات المصابة بالأمراض النمختلفة أعراض وعلامات خاصة تدل على إصابة هذه النباتات بالأمراض ، ويتميز المرض النباتى عامة بمجموعة من العلامات والأعرااض التى تظهر على النبات بصور مختلفة تبعاً لنوع المرض ونوع العائل النباتى ودرجة مقاومته للمرض والظروف البيئية السائدة . وفيما يلى نتناول كل منها بالتفصيل .
العلامات - Signs : غالباً ما تكون عبارة عن تراكيب لمسبب المرض ساء كانت فى صورة خضرية أو ثمرية . وتتميز العلامات عن الأعراض بأنها دليل قاطع على وجود المرض لا مجرد تغيرات عابرة فى النبات ، وللعلامات أهمية خاصة فى تشخيص المرض النباتى – Diagnosis of Plant Diseases ، وغالباً ما يعول على العلامات فى التشخيص ، حيث أن هناك أمراض تتشابه أعراضها بالرغم من اختلاف المسببات ، كما فى كثير من الأمراض الفطرية والفيروسية والفسيولوجية .
وبعض الصفات التفصيلية لهذه التراكيب نحناج فى دراستها إلى استعمال الميكروسكوب . إلا أن معظمها يمكن تمييزه بالعين المجردة أو باستعمال عدسة الجيب . وهذه العلامات بالإضافة لبعض الأعراض الخاصة غالباً ما تكون كافية للتعرف على المرض النباتى ولو بصورة مبدئية وخاصة بالنسبة للمتمرس ذو الخبرة فى مجال أمراض النبات .
وكما سبق القول فإن العلامات إما أن تكون تراكيب خضرية أو تكاثرية :
<!--التراكيب الخضريةVegetative Structures |
<!--التراكيب التكاثريةReproductive Structures |
1- الميسليوم - Mycelium 2- اللبادات – Felts 3- شكل الجذر - Rhizomorph 4- الأجسام الحجرية - Sclerotia
|
1- الحوامل الجرثومية – Sporangiophores 2- الأكياس السبورنجية – Sporangiospores 3- الأوعية البيكنيدية – Pychnidia 4- البثرات – Sorus 5- الأسيرفيولس – Acerviulus 6- الثمار الأسكية – Ascocarps وقد يصاحب تلك التراكيب التكاثرية بعض الإفرازات أو الروائح المميزة .
|
الأعراض - Symptoms : وهى عبارة عن تعبيرات للحالات المرضية ويظهرها النبات المصاب بالمرض نتيجة التفاعـل بينه وبين المسبب الممرض وقد تكون الأعراض واضحة للعين المجردة أو ترى بوسائل مساعدة مثل عدسة الجيب أو الباينيوكلار أو الميكروسكوب. او تقاس فسيولوجياً. هذا وقد تدل الأعراض على تغيرات موضعية ( Localised Symptoms ) مثل التبقعات والأعفان والتقرحات والتفحم العادى فى الذرة الشامية او تدل على حالة مرضية كيانية عامة - ( Systemic Symptoms ) كما فى أمراض الذبول والاصفرار والتقزم والضمور وكثير من الأمراض الفيروسية. وتكون الأعراض أولية (Primary symptoms) أو نتيجة مباشرة لنشاط العامل المسبب للمرض أو ثانوية (Secondary symptoms) أى غير مباشرة وتنشأ من التأثير الفسيولوجى على الأجزاء البعيدة أو التى لم تصب مباشرة من النبات.
وتنحصر أعراض الأمراض النباتية فى الأربعة أقسام الرئيسية التالية :-
1- موت الخلايا Necrotic 2- الذبول Wilts
3- الضمور Hypoplasia 3- التضخم Hyperplasia
أولاً:- الأعراض التى تنشأ عن موت الخلاياً - Necrotic Symptoms :
أ- أعراض تظهر قبل حدوث الموت الفعلى للخلاياً ومنها:
1- الإصفرار- Yellowing: ينشأ هذا العرض غالباً نتيجة لتحلل الكلوورفيل او عدم تكون البلاستيدات الخضراء ويختلف الإصفرار فى حدته، كما أنه قد يكون موضوعياً أو عاماً على معظم أجزاء النبات خاصة الأوراق.
2- الإحمرار – Redding : وهو من الأعراض الشائعة الظهور كما فى إحمرار أوراق القطن وإحمرار ساق القصب .
ب- أعراض تظهر نتيجة موت وتحلل الخلاياً والأنسجة ومنها:
1- التلطخ - Blotching: وينشأ نتيجة لتحلل موضعى فى الأنسجة، وغالباً ما يطون مصحوباً بميسليوم داكن اللون. كما فى اللطخة الأرجوانية فى البصل.
2- اللفحة - Blight : عبارة عن جفاف مفاجئ للبراعم والثمار الصغيرة والأوراق، وفى بعض الحالات تموت أجزاء من الأوراق وقد تموت الأوراق على فرع واحد وقد يموت النبات كله كما فى الندوة المتأخرة فى البطاطس والطماطم .
3- موت الأطراف – Dieback : عبارة عن الموت التدريجى للأغصان والأفراعبداية من الأطراف كما فى المرض المعروف بهذا الإسم فى الموالح والمانجو.
4- التبقع – Spotting : ويتمثل هذا العرض فى مناطق صغيرة ميتة على أجزاء النبات المختلفة خاصة الأوراق والثمار وتتباين البقع شكلاً ولوناً حسب النبات العائل وطبيعة المسبب الممرض ، فقد تكون البقع مطاولة او بيضاوية او مستديرة كما تختلف فى اللون فقد تكون سوداء او حمراء أو صفراء أو غير ذلك. وقد يحيط بالبقعة هالة يختلف لونها بإختلاف العائل والمسبب ، وقد يظهر فى وسط البقعة حلقات بنظام لوحة التـصويب كما فى حالة التبقع الألترنارى وقد تكون على شكل شبكى كما فى التبقع الشبكى فى الشعير .
5- التثقب - Shot- hocking : وتحدث هذه الحالة عندما تـتساقط المناطق الميتة فى الأوراق تاركة ثقوباً دائرية او غير منتظمة الشكل كما فى تـثـقب الأوراق فى الحلويات .
6- التخطط – Streaking : وهو عبارة عن بقع طويلة وضيقة تظهر على الأوراق والسوق كما فى تخطط أوراق قصب السكر .
7- التخطط المتوازى – Stripe Streaking : وهو عبارة عن بقع ضيقة ومتوازية ، وهذه الحالة تكون أكثر وضوحاً فى اوراق النجيليات . كما فى فى تخطط أوراق الشعير .
8- الأعفان - Rots : وهى حالة تنشأ عن إنهيار جدر الخلايا ومحتوياتها بتأثير الإنزيمات التى يفرزها المسبب الممرض وفى بعض الحالات تهضم الصفيحة الوسطى ( المادة اللاحمة بين الخلاي - Middle lamella ) فتنفصل الخلاياً وتتهتك الأنسجة ، كما أن المواد السامة تسبب قتل البروتوبلازم . والأعفان تقسم على عدة اسس فمنها الأعفان الجافة والطرية . ومنها الملون والأبيض والبنى والسود، ومنها البطئ السريان والسريعن ومنها العديم الرائحة ، ومنها ما يشتد فى الأجواء الحارة وما يشتد فى الأجواء الباردة...إلخ، ومن أمثلة الأعفان المشهورة : العـفن الأخضر والأزرق فى الموالح، العفن الطرى فى الخضر والفاكهة ، العـفن البنى فى العـنب . وإذا كان العفن مصحوباً بخروج العصارة الخلوية من الخلايا المصابة بشكل واضح فإن العرض يطلق عليه اسم النضح - Leak .
9- مظهر المومياء - Mummification : وهو عرض يظهر على الثمار والدرنات والجذور الدرنية ( البطاطس ، القلقاس ، البطاطا، كورمات أبصال الزينة ) وذلك عندما تفقد رطوبتها وتصبح الأنسجة جافة ومجعدة السطح وفى النهاية تبدو كما لو كانت مومياء محنطة ومثالاً لذلك فى جذورها البطاطا المصابة بالعـفن الديبلودى .
10- التقرح - Canker : يمكن اعتبار تقرح الأشجار نوعاً من العفن البطئ السريان الذى يصيب الأجزاء المعرضة من الساق ، ويظهر هذا العرض نتيجة موت مناطق فى قشرة افرع وسوق النبات. وهذه المناطق تختلف فى شكلها وحجمها ، كما قد تكون سطحية أو تصل إلى طبقة الكامبيوم وهنا يكون الضرر أشد . وينتج التقرح فى الأمراض الفطرية والبكتيرية عن إفراز الطفيل للإنزيمات التى تحلل الصفائح الوسطى ، وانفصال الخلايا وموتها بفعل المواد السامة . وقد يكون العائل أنسجة فللينية ليحول دون إمتداد القرحة وتسمى القرحة فى هذه الحالة بالقرحة المقفولة Closed Canker أما إذا كان نشاط الطفيل أعلى من قدرة العائل على تكوين الكالوس ، فإن القرحة فى هذه الحالة تسمى بالقرحة المفتوحة - open canker ، ومثالاً لهذا العرض: تقرح أشجار الكمثرى.
11- سقوط البادرات المفاجئ - Damping off Seedlings : فى هذا العرض تسقط البادرات الصغيرة فجاة وفى وقت قصير مع إحتفاظها باللون الأخضر وذلك نتيجة لتعفن قاعدة البادرة فلا تقوى على حمل ما فوقها .
12- التصمغ - Gummosis : وهو عبارة عن ظهور إفرازات صمغية على اجزاء النبات المصابة ، كما فى تصمغ أشجار الموالح وتصمغ الساق فى القرعيات .
13- الإفراز الهلامى - Slimy Exudates : عبارة عن إفرازات هلامية تظهر على الأجزاء المصابة من النبات ، ويشيع هذا العرض فى الأمراض البكتيرية ، مثل العفن البنى فى البطاطس والهلام الأصفر فى القمح .
ثانياً:- الذبول - Wilting : فى أمراض الذبول بوجه عام يتخذ الطفيل الأوعية الخشبية ميداناً لنشاطه ، وتـتشابه أعراض الذبول فى أغلب الحالات ، وتنتهى غالباًًً بذبول الأوراق ثم تموت النباتات وأكثر مسببات الذبول شيوعا : Fusarium,Verticillium,Cephalosporium, Ceratocystis . هـذا بالإضافة لبعض أنواع البكتيريا كما فى الجنس Pseudomonas.
النظريات المفسرة للذبوك : هناك ثلاث نظريات تفسر حدوث أمراض الذبول فى النبات نوجزها فيما يلي :
أ- نظرية إنسداد الأوعية - Plugging Theory: وتعزو هذه النظرية الذبول إلى إنسداد الأوعية الخشبية للنبات وإعاقتها لسير العصارة النيئة نتيجة لنمو الطفيل فى الأوعـية وإفرازاته الصمغية . ويعترض على هذه النظرية بأن عدد الأوعية الخشبية التى يسدها الطفيل غالباً ما يكون قليلةً مقارنة مع بقية الأوعية السليمة .
ب- نظرية الإفرازات السامة ـ Toxicity Theory: يفسر الذبول طبقاً لهذه النظرية على أساس أن الطفيل يفرز مواد سامة ( مثل حمض الفيوزاريك) تنتقل مع العـصارة إلى الأوراق فتذبل وتموت . وقد وجد أن غالبية الطفيليات المسببة للذبول ذات مقدرة على إفراز هذه المواد السامة . ويعـترض على هذه النظرية بأن هناك بعض مسببات الذبول لا تكون مثل تلك المواد السامة أو تكونها بقلة . وبالرغم من ذلك فهى تحدث أمراض الذبول .
جـ- نظرية اضطراب النتح ـ Transpiration Interruption Theory : تعزو هذه النظرية ذبول النباتات إلى اضطراب معدل النتح فى الأوراق . سواء بالزيادة أو النقصان نتيجة لتأثير الطفيل على بعض العمليات الفسيولوجية المرتبطة بهذه العملة الهامة فى النبات .
ويبدو أن سبب الذبول أكثر تعـقيداً من أن يفسر بسهولة وعموماً فإن : فى بداية استقرار الطفيل فى الأوعية الخشبية يفرز إنزيمات تحلل المواد البكتينية بجدر الأوعية . وكما تنتشر الإنزيمات أيضاً إلى جدر بارنشيمة الخشب وبذلك تنتشر جزيئات حامض البكتيك فى الأوعية الخشبية مكونة كتلة غروية قد تحتوى أيضاً على مواد غير بكـتـينية . ومثل هذه الكتل التى تسد الأوعية من المعتقد أنها تسبب انخفاض النتح . أما سبب الشحوب وبعض مظاهر الذبول الأخرى فمن المحتمل أنها عبارة عن تأثيرات ثانوية لفعـل توكسينات يفرزها الطفيل مثل حمض الفيوزاريك الذى يسهم فى حدوث أعراض الذبول وذلك بتـثبيطه لفعـل بعض الإنزيمات اللازمة للتحولات الغذائية فى النبات. - أما سبـب تـلون الأوعية باللون البنى المحمر فيرجع إلى إنطلاق الفينولات حيث تتحـلل بسرعة بواسطة إنزيم الفينول أوكسيديز الموجود فى أنسجة العائل النباتى إلى ميلانـينات بنية اللون تمتص على جدر الأوعـية الخشبية الملجننة مظهرة اللون البنى المحمر المميز للذبول .
ثالثاً : الضمور ـ Hypoplastic : الضمور فى الحجم إما أن يكون عاماً يشمل النبات كله أو جزء مصاب من النبات ، ويرجع الضمور إلى التغـيرات الفسيولوجية التى تطرأ على النبات نتيجة للإصابة بالمرض ، ومن أهم تلك التغيرات استنفاذ الطفيل لمصادر الطاقة والنمو فى النبات ، وللضمور ثلاثة أنماط مختلفة:
أ- التقزم ـ Stunting : حـيث يصغـر حجم النبات كله أو أجزاء منه كما فى تـقزم الخلفة فى قصب السكر.
ب- التورد ـ Rosetting: حيث تـقـصر السلاميات فى الأغصان والأفـرع والسوق وذلك لتوقـفها عن الإستطالة الطبيعـية ، فينشأ عن ذلك إزدحام الأوراق فتبدو كالوردة . كما فى تورد القمح وتورد القمة فى الموز.
جـ- الأنيميا الخضراء ـ Chlorosis: عبارة عن ضعـف تكون اللون الأخضر ، والأنيميا الخضراء تكون عامة أو محددة كما فى أمراض الموزيك الفيروسية.
رابعاً : التضخم ـ Hyperplastic : ينشأ التضخم فى أجزاء النبات المصاب نتيجة للإصابة ببعض الفطريات والبكتيريا والنيماتودا والمعاملة ببعض الكيماويات مثل مبيد الحشائش 2.4.D وبعض المبيدات الحـشرية . ويتسبب التضخم نتيجة لزيادة الخلايا فى العـدد - Hyperplasia ، بسبب زيادة نشاط خلايا العائل بالإنقسام السريع . أو نتيجة لزيادة حجم الخلايا المصابة -Hypertrophy . وللتضخم صور أو أنماط مختلفة :
أ ـ الأروام ـ Tumers: وهو عبارة عن إنتـفاخات موضعية أو نموات خارجية . حيث تظهر فى صور مختلفة مثل : الإنتقاخات - Galls ، التدرنات -Tubercles ، الثآليل - Warts ، والعـقد- Knobs ، والفقافيق - Blisters . ومن الأمثلة الشهيرة للضخم : التدرن التاجى فى الحلويات . وتعـقـد أفرع الزيتون .
ب- التخشين ـ Russeting: عبارة عن خشونة بنية اللون سطحية على الثمار والدرنات التى تتكون فى الظروف العادية ملساء . ويرجع ذلك عادة إلى حدوث سوبرة الأنسجة النباتية المصابة عـقب حدوث الجروح .
جـ - الجرب ـ Scabing: عبارة عـن بقع ميتة محددة مرتـفعة وخشنة على الأوراق أو الثمار أو الدرنات أو السوق . وهذه البقع تـنشأ عن نمو زائد للأنسجة السطحية وانفجارها . مع تكوين الفـللين الذى يكسب السطح الملمس الخشن أيضاً ، كما فى الجرب العادى فى البطاطس .
إنتشار مسببات الأمراض النباتية
Dispersal of the Pathogens
** المقصود بانتشار مسبب المرض النباتى : انتقاله من نبات مصاب إلى آخر سليم . أو انتقال المسبب الممرض من مكان به نباتات مصابة إلى آخر خال منها وذلك عن طريق واحد من عـوامل الإنتشار المناسبة أو بانتقال المسبب الممرض إعتماداً على قواه وإمكاناته الذاتية .
** وتحدث ميكانيكية الإنتشار بطريقتين رئيسيتين هما:
أ ـ الإنتشار الذاتي : حيث يبذل المسبب الممرض مجهوداً ذاتياً يؤدى إلى تحركه وانتشاره أو انتقاله من مكان إلى آخر من نبات مصاب إلى آخر سليم ومن أمثلة هذا النوع من الانتشار:
* الفطر Armillaria mellae يـنـتـشر بواسطة الريزومورفات التى تنتقل من الجذور المصابة إلى الجذور السليمة تحت سطح الأرض .
* الفطر Venturia inaequalis تـنـتـشر جراثيمه الأسكية بأن تـقذف بالضغـط .
* بعـض الـفطريات البازيدية تنتشر جراثيمها ذاتياً فى تيار الهواء.
* الفطريات البيضية تسبح جراثيمها اللاجنسية بالأهداب .
* النيماتودا تنتشر وتتحرك بالحركة الذاتية عبر حـبـيـبات التربة .
* ويلاحظ أن هذا النوع من الإنتشار قد يكون هاماً فى كثير من الحالات ـ عندما تكون جراثيم المسبب الممرض مثلاً بعـيدة عن تيار الهواء . ولكن هذا النوع من الانتشار بصفة عامة أقل كفاءة فى إنتشار الأمراض النباتية مقارنة مع الإنتشار الغير ذاتى .
بـ- الانتشارالغير ذاتي: حيث يتدخـل عامل خارجى لنقل المسبب المرضى من نبات مصاب إلى آخر سليم أو من مكان إلى آخر . والعوامل التى تسهم فى هذا النوع من الإنتشار تتمثل فى : الرياح ، الماء ، الحشرات ، الحيوانات ، الإنسان ، التربة ، التقاوى ، البذور . وفيما يلى عرض موجز لدور كل من تلك العـوامل فى إنتشار الأمراض النباتية مع ذكر بعض الأمثلة لأهم الأمراض التى تسهم فى أنتشارها هذه العـوامل :
الإنتشار بواسطة الرياح ـ Wind : تلعب الرياح دوراً هاماً فى إنتشار مسببات الأمراض النباتية إما بطريقة مباشرة وذلك بنقل جراثيم المسبب الممرض . أو بطريقة غير مباشرة وذلك بنقل الحشرات التى تنقل المسبب الممرض خاصة فى حالة الأمراض الفيروسية .
*- أما عن دور الرياح فى الإنتشار المباشر للأمراض النباتية فإنها تنقل بعض أنواع البكتيريا المسببة لبعـض أمراض التبقع خاصة إذا كانت الرياح مصحوبة بالأمطار وإذا كانت محملة بذرات التراب الملوث بالإفرازات البكتيرية أو محملة بفتات النباتات المصابة . كما قد تـنـتقـل بذور �