جريمة بدافع الإنسانية
قصتنا تبدأ من منزل جبلي يطل على الوادي الاخضر الجميل الذي اكتساه اللون الابيض بسبب الثلج ولابد من هطوله فنحن في انجلترا البلد المثلج طوال السنة
خرجت ريتا من المنزل والرياح الباردة تنزل كالسيف على بشرتها البيضاء الناعمة فتغلق عينيها الزرقاوين اللتان تشبهان قطعتي الزجاج خوفا من تحطمهما وتلف معطفها حول جسمها الرشيق ثم تنساب خصلات شعرها السوداء لتزاحم الرياح في لمسها لوجه تلك الحسناء...
ركبت الباص المتجه الى لبرايتون تلك القرية الخلابة التي تضررت كثيرا بسبب اشاعات السفاح الذي انتشر صيته في كل مكان...
كانت تعمل كمساعدة لوالدها الطبيب ورغم انها لا اكاد تتعدى ال20من عمرها الا انها كانت تحفظ كل الادوية وكانت حين لا يستطيع والدها ان يعالج احدا تذهب في مكانه وتتولى حل محله...
جلست في آخر الباص بجانب النافذة وماهيالا لحظات حتى جلس بجانبها شاب وسيم يرتدي قبعة سوداء نزعها ووضعها على حجره بينما الفتاة تقرأ كتابا لم تكن قد نزعت قبعة معطفها بعد فلم يكن يبدو منها الا ذلك الفرو الملتف حول القبعة
نظر الشاب الى صمتها وتركيزهافي قراءة الكتاب فقال -ان استمريت هكذا فستشعرين بالدوار بعد مدة...
-ابتسمت الفتاة توقفت برهة ثم تابعت قراءتها
استغرب الشاب من تصرفها ثم تابع صمته لدقائق ثم عاود الحديث قائلا...
-انتشر الوباء في العديد من القرى وهو يستهدف ضعاف الجسم والغير مهتمين لصحتهم ...
ضحكت الفتاة ضحكة خفيفة استطاع سماعها فقال
-انت حقا فتاة عنيدة الا يمكنك الاهتمام قليلا بصحتك
توقفت الحافلة فقامت الفتاة وحملت حقيبة الادوية وتركت شالها سهوا وغادرت.بعد مدة رآه الشاب فاسرع للحاق بها لكنه لم يجدها...
نزل من الحافلة بعد ان وصل الى المدينة والتي لاتبعد اكثر من 20كلم من قرية الفتاةالتي توقفت بها
نظر الشاب الى الشال ثم ابتسم صديقه الشاب ليو الذي كان بانتظاره قائلا
-يبدو انك حظيت برفقة ممتعة عزيزي ساي....
اجل لن تصدق كم كانت ممتعة:الشاب
كان الشاب محققا رغم صغر سنه يعمل على حل القضايا الشائكة وكان مفتونا بها جدا حتى انه كان يسمى 'عشيق الجريمة'..
دخل ساحة الجريمة وهي ساحة الشارع ووجد على الارض دماءا سرعان ما انتبه الى انها غريبة الشكل
وقف المفتش خلفه يشعل غليونه وقال يبتسم..
-يبدو انك اكتشفت شيئا مهما،
الشاب:(يفكر بعمق)نعم...هناك الكثير من الامور الغريبة.
المفتش:شاركني ببعضها...
الشاب:الدماء منتشرة بشكل غريب..الضحية قتلت عبر نحرها بشكل...يمكن تسميته بالمتقن..فقد قتلت بالطريقة نفسها التي يتم ذبح البقر في هذه المنطقة بها..
...اعتقد ان من قتلالضحية كان اما جزارا او جراحا اودا ان اعرف ان كان في هذا الحي من يملك هاته الصفات..
ليو:(يبتسم)لقد وصلت لنفس استنتاجك صديقي..ووضعت حصرا للمشتبه بهم هناك السيد ولسون البالغ من العمر 51عاما وكان يعمل جراحا بالمشفى لكنه اقيل من منصبه بسبب ارتعاش يديه..قبل سنتين وكان ذلك بسبب ملاحظة الضحية
الشاب:(يبتسم)لديه الدافع...تابع
ليو:هناك السيدة نورا باليس البالغة من العمر 37سنة كانت تعمل مع السيد ولسون وتجيد عمله بدفقة تشاجرت قبل سنتين مع الضحية ونشأ خلاف بينهما وعرف عنهما العداء...
الشاب:تابع....تابع
ليو:اخيرا السيد رولاس والذي طلبها مرارا للزواج لكنها رفضته واستهزأت به حسب ماذكر اهل الحي كثير بسبب حجمه وبدانته يبلغ من العمر 32سنة وهو يعمل جزارا
_في تلك اللحظة تردد ليو قليلا فلاحظالشاب ذلك وقال
الشاب:ماذا هنالك صديقي من هو المشتبه به الاخير؟
الفتاة:(تبتسم من الخلف)انا هيَ...مرحبا ليو
ليو:(يبتسم)ريتا اهلا
نظر الشاب اليها ولاحظ بسرعة انها نفس الفتاة الهادئة التي جلست بجانبه فقال:
-هل من الصدفة ان نلتقي مرتين اليوم؟؟؟
الفتاة:اين الصعوبة بذلك؟انا وانت كنا متجهين لنفس الوجهة لكنني توقفت لكي ارمي سلاح الجريمة فقط في قريةقريبة...
الشاب:(باستغراب ودهشة)ماذا...؟؟؟
الفتاة:(تضحك بهدوء)صديقك مضحك يا ليو...
لفت الفتاةلفة حول الضحية ثم نزلت ورأت عنقها فأسرع الشاب اليها قائلا بغضب:
-يا آنسة انت مشتبه بها ولا يمكنك لمسـ....
الفتاة:(بهدوء)ان طريقة القتل تخص جراحا...
الشاب:(بدهشة)ماذا؟...كيف استنجت ذلك..
الفتاة:ان القاتل كان اما مستعجلا اومصابا في يده فهو لم يكن ماهرا جدا ولربما كان مترددا فهناك علامات دقيقة على ذلك...
الشاب:اعلم ان القاتل هو السيد ولسون لكن نحتاج الى دليل...
الفتاة:(باستغراب)من السيد ولسون؟...حسنا لايهم المهم انه يحتفظ بعلامة من الضحية..
الشاب:ماذا تقصدين؟
الفتاة:تشير الدماءالى انه لم يمض على موتها اكثر من 4 ساعات وربما اكثر بربع ساعة ان حسبنا درجة برودة الجو...وبالتالي ونظرا لكون الحي يمتليء بالسكان حوالي ال7 صباحا فلم يكن لديه الوقت ليزيل الدماء العالقة بجسمه فهو ولكي لا يلطخ ثيابه اعتمد على خلع ملابسه ولكونه كان يشرب الفودكا فلم يشعر بالبرد..
الشاب:(بدهشة)وكيف علمت انه كان يشرب؟
الفتاة:(تضحك بمرح)هناك آثار لذلك حولك انظر جيدا...الى الثلوج لتلاحظ ..لنستمر حسنا؟هو لم يستحم بعد وحتى ان فعل ستجدون الدماء في حمامه وبالتالي ستثبت الجريمة عليه...
الشاب:(يصفق)رائع جدا...اعترف بمهارتك..لكن اخبريني لماذا لم تشكي بالجزار؟
الفتاة:ببساطة لان الشخص الذي يحب لايقتل
جواب بسيط ولربما ساذج ضل عالقا في ذهن الفتاة التي اتجهت بعد نهاية القضية للمرور على منازل الاحياء الفقيرة لتطمئن عليهم ثم تابعت للمشفى فالتقت بالشاب الذي رآها وهو يتحدث مع المفتش عن الضحية واثبات الجريمة على القاتل..فذهب اليها سريعا ليجدها تضمد جرح طفل صغير..
الفتاة:(تبتسم)شااااااطر يمكنك فتح عينيك الآن..
الطفل:(بفرح)هل انتهيت؟لم اشعر بشيء..
الفتاة:(بمرح تضحك بهدوؤ)طبعا فأنت بطل..
الام:هل سيكون بخير؟
الفتاة:(بهدوء)نعم عليك منعه من الحركة ليومين ثم تعالي لتغيير ضماده...وسيكون بخير الحمد لله ليس هناك كسر...(تناديه بمرح)هل تريد حلوى يا بطل؟
الطفل:(بفرح)حقا؟؟؟
الفتاة:(تريه اياها)لكن عليك ان تعدني اولا؟
الطفل:بماذا اعدك؟ انا موالفق..
الفتاة:عليك انتعدني ان تاتي لزيارتي بعد يومين وان تطيع امك ولاتتحرك حتى اراك ثانية؟
الطفل:حسناااا اعدك..
ضحكت الفتاة وخرجت تنزع مئزرها تفكر به وهي مرهقة ثم تذكرت انها نسيت شالها فقلقت لكن الشاب ظهر مبتسما..
الشاب:اتبحثين عن هذا؟
الفتاة:نعم..(تأخذه بسرعة)اشكرك الآن غادر..
الشاب:حركة سريعة وجميلة لكنها خاصة باللصوص..
الفتاة:(تهمس بجدية)لماذا الم اخبرك؟ بالاضافة الى القتل فانا لصة...(ترى جديته فتضحك)يالك من ساذج
الشاب:(بغضب)انت تجيدين الاقناع...
الفتاة:(تسير ضاحكة)انت ساذج جدا
انطلق الشاب خلفها بعد مدة وقال يحاول اقناعها وايقافها
الشاب:انااعرف مطعما قريبا من هنا..ما رأيك ان ادعوك الى العشاء فانت في لندن وضيفتنا ويجب ان ارحب بك
الفتاة:(باستغراب)وكيف استنتجت انني لست من هنا؟
الشاب:(يبتسم)انا محقق حين لااكون معك...
ضحكت الفتاة ضحكة خفيفة وهادئة..ثم اطرقت تحاول اخفاء الابتسامة ابتسامة الاعجاب التي علت وجهها جلسا في طاولة بجانب النافذة الزجاجية ليروا جميع من في الخارج..
الشاب:(يبتسم)اذن...نحن لم نتعرف بعد رسميا..
الفتاة:(بسخرية تبتسم)لو لم تكن مهتما بالثرثرةفي الباص لكنا تعرفنا مثل العالم..
الشاب:(يضحك)الا تكفين عن السخرية ابدًا؟حسنا لايهم انا سايمون ميرلا...محقق وعاشق للجرائم...
الفتاة:جميل...انا ريتا مولين طبيبة ومحققة في وقت الفراغ احب السخرية والضحك...
الشاب:(يضحك بتهكم)وكأنني لم الاحظ؟؟على كل حال اين تقيمين حين تأتين الى لندن؟
الفتاة:(باستغراب)وكيف عرفت انني اتيت الى لندن قبل الآن؟
الشاب:هيا..انت تسيرين فيها وكأنك ترعلاعت هنا..
الفتاة:نسيت انني اتحدث الى محقق...حسنا غير مهم علي ان اغادر فلديـ...
سقطت إمرأة يبدو عليها الغنى ارضا وبدى انها تختنق..فأسرعت الفتاةاليها وبدأت تمارس ماتجيده وبعد لحظات فقدت وعيها نزلت الفتاة لجس النبض فلم تجده عند ذلك قالت بصوت مرتفع:
-ابتعدوا ارجوكم اريد بعض الهواء...ايها النادل احضر لي عصير ليمون اسرع...
ضمت الفتاة يديها وبدأت تضغط على صدر السيدة حتى عاد نبضها عند ذلك تنفست الصعداء واخرجت من حقيبتها حقنة حقنتها اياها..
السيد:(يبكي بفرح)اشكرك...اشكرك بشدة لو حدث شيء لزوجتي لكنت...فقدت عقلي..
الفتاة:(تبتسم بهدوء)لابأس زوجتك تعرضت لنوبة ربمابسبب الملح في الطعام اطلب اليها شرب عصير الليمون فهو سيحرق الملح الزائد قبل هضمه ويجب ان تبتعد عنه لفترة...
السيدة:(بتعب تتنفس)اشكرك..اشكرك بشدة..ان لم يكن لديك مانع...لدي ابن..
السيد:(بقلق)اهدئي...اهدئي عزيزتي انا سأتولى الشرح..لدينا ابن مريض جدا وعجز الاطباء عن فهم حالته..وهو يتألم كثيرا ان لم لديك مانع...ارجوك الق عليه نظرة
الفتاة:لا ادري..ربما لا..
السيد:ارجوك اقيمي عندنا الليلة..ويمكنك رؤيته غدا
الفتاة:حسنا..ليس لدي مانع...
الشاب:(بسرعة)لالالا توقفوا لحظة..ذهابك الآن يعني ان لقاءنا الثاني سيكون...بيد الحظ وللاسف لا أأمن به...
الفتاة:(تضحك)حسنا..حسنا فلنلتقي غدا..عند الساعة الكبيرة في الحادية عشرة صباحا..
الشاب:(يبتسم)حسنا اذن... نلتقي غدا
لم تنتظر الفتاة للصباح بل ذهبت فورا الى غرفة المريض وهي تمر الرواق مع الخادمة رأت الفوضى وسمعت صوت صراخ وغضب،فقالت الخادمة
الخادمة:انه السيد هو يشعر بالالم كثيرا لذلك يصب غضبه على الاكل والاواني لكنه طيب القلب في الحقيقة انا اقدر مايفعله فهو يحاول ان يبعدنا عن ألمه..
الفتاة:حسناً,لكن أخبريني متى بدأ يشعر بالاعراض؟وماهي اعراضه...
الخادمة:أضن ان الامر قد بدأ قبل 3 سنوات عندما اصابته الحمى ومرض لكن مع الادوية استطاع ان يستقر حاله لبضعة ايام واسابيع ثم عاوده المرض اكثرشدة وارقدته الحمى الفراش رغم انها لم تكن اقوى من المرةالسابقة وبدأت اعضاءه تشل الى ان فقد الاحساس بساقيه واضطر للبقاء في فراشه قبل سنيتين وبدأ يفقد الأمل شيئا فشيئا...
الفتاة:(تبتسم)لكن الاوان لم يفت بعد..هو قادر على الحركة وهذا جميل...
الخادمة:(بدهشة)ماذا؟؟؟...هل انتـ..هل انت جادة؟
الفتاة:(تبتسم بهدوء)مادام قد جعلك حاملا..فلم القلق..
الخادمة:(بدهشة)ماذا؟؟كيفـ..كيف..ع..عرفت؟
الفتاة:(تضحك بهدوء ومرح)انسيت انني طبيبة؟
دخلت الفتاة الغرفةفقذف فيها صحنا أمسكته مبتسمة وقالت بنبرة مرحة
الفتاة:ههه..لايجب على المرضى العبث بالأغراض الحادة..كدت تصيبني...
السيد:من انتِ..وماذا تفعلين في غرفتي...ألم يخبروك أنني عاجز؟
الفتاة:أعلم لكني اردت المحاولة معك...(تنظر اليهم مبتسمة)رجاءا..دعونا لوحدنا...
إندهش الجميع فعلى صوتها وتركوهما عند ذلك أغلقت الباب فقال بخوف ودهشة:
السيد:ما..ماذا..تفعلين؟
الفتاة:(تجلس ضاحكة)لماذا الرجال جديون؟ استرخ قليلا..انا اسمي ريتا وانا طبيبة...
السيد:(يضحك بسخرية)طبيبة؟انت طبيبة؟
الفتاة:لماذا..الديك اعتراض؟(تفتح حقيبتها)بالمناسبة امك تعرضت لنوبة اليوم..وتوقف قلبها..
السيد:(بدهشة)ماذا....(يندفع ليقوم)امي..
الفتاة:(تمسكه وتعيده بهدوء)لاتستعجل..انها بخير..ترتاح في غرفتها..
طُرق الباب ودخل الطعام فإبتسمت وما إن غادروا حتى قالت بهدوء
الفتاة:لقد طلبت العشاء...ارجو ان لا تمانع؟
السيد:ماذا تريدين مني بالضبط؟
الفتاة:(تجلس بهدوءوحزن)أعلم تماما ماتشعر به لكنك صغير ولديك امٌ وابٌ يتوقعان منك الكثير لاتكن ضعيفا مثلما استطعت ان تجعل جينا حاملا...
السيد:(بدهشة)ماذا؟
الفتاة:(تتابع)عليك ان تقاتل جسمك ضعففي وقت ما لكن الآن...
السيد:(مقاطعا بفرح)جينا..حامل؟
الفتاة:(باستغراب)لماذا الم تعلم؟(تبتسم)جميل نعم جينا حامل..اعتقد انها بالشهر الثاني..لم يبق الكثير ليظهر حملها..ولا أظن ان والديك سيتقبلان الامر لذلك امامك 3 أشهر لكي تعود الى حالتك الطبيعية وتقاتل من اجل زوجتك وطفلك...
السيد:(بحزن)لكن..لا أمل..حاولت مرارا مع جينا ان اقوم ان اقف..لكن لا جدوى..
الفتاة:لهذا أنا هنا...سأعطيك بعض الأدوية..وادع جينا تهتم بك..سأقولانها ماهرة جدا وذلك سيمنحكما وقتا معا وحافزاً اكبر للقتال
السيد:(يبتسم)حسنا..
اعطت الفتاة مجموعة ادوية عبارة عن 4قارورات للسيد..وشرحت كل شيء لجينا ثم أخبرت السيدين انها لاتثق بأحد للقيام بالإهتمام بالسيد الصغير غير جينا فكلفت بالعنايةبه..
غادرت الفتاةصباحا والتقت بالشاب ثم سارا معا بالمنتزه صامتين فقالت بابتسامة كمن لاتبالي...
-يبدو انك كنت مع احداهن؟
الشاب:(بدهشة)ما..ماذا؟لا غير صحيح...من من اخبرك بذلك..
الفتاة:(تضحك)ساذج...كنت امزح لكن بالنظر لردة فعلك فلا اضن انها مجرد مزحة؟؟؟
الشاب:لالالا غير صحيح...كنت في بيتي...ومررت على مخفر الشرطة..ثم الى هنا..
الفتاة:(تنقر جبينه بابتسامة)عليك ان تكف عن الجدية...فهي ستوقعك في مشاكل...(تلتفت مغادرة) سلام...
الشاب:(يوقفها)الىى اين انت ذاهبة؟
الفتاة:لدي عمل ثم سأعود الى قريتي ...
الشاب:الايمكنك البقاء اكثر؟
الفتاة:تركت ابي لوحده يجب ان اعود اليه قريبا فهو مريض...
الشاب:حسنا ساوصلك اذن؟
الفتاة:لا لاداعي فأنا ساستقل القطار...
الشاب:هل أتوه ام انك تحاولين الهروب مني؟
الفتاة:(تبتسم)انت لاتتوهم..ابي ليس...لنقل انه..لايحب الغرباء وخاصة شاب وسيم مع ابنته..
الشاب:(يبتسم مفكرا)اترين انني وسيم؟...هاااااي انتظريني انا مصر..
وصلت الفتاة بعد مدة الى بيتها فوجدت والدها الرجل الكهل الذي يبلغ 54من عمره والذي يبدو عليه القوة والتعب يقرأ بجانب النافذة فقالت تقبله فرحة:
الفتاة:يبدو عليك التحسن...ابي هل تناولت العشاء؟
الاب:لم يتغير طبعك ايتها الكاذبة الصغيرة..علمتك كل شيء الا ان تتقبلي الحقيقة...
الفتاة:(تحزن ثم تبتسم مرحا)ايها العجوز..انت لن تتغير ابدا...اتريد ان تتركني للذيـ...
انتاب الاب ألم فاسرعت اليه وأعطته الدواء..لكن المه كان يشتد الى ان سقط أرضا..فقال يمسك يدها:
-يجب ان تفعلي ذلك عزيزتي انا اتألم وكل يوم افقد جزءا من شجاعتي..انت تعلمين أنني عجوز..لن ينفع الدواء معي...
الفتاة:(تبكي بغضب)لالالا ابدا لن اتركك ترحل..اتذكر ما قلته لي وانا طفلة..الطبيب لا يترك حتى امل بسيط...
الاب:وقلت ايضا ان من واجب الطبيب ان يخفف الم مريضه باية طريقة...
الفتاة:(تحقنه فينام)..آسفة يا ابي..لكنني لن اتركك تغادر بسهولة..
قامت الفتاة وغطت والدها ثم طهت العشاء،ثم جلست بجانب المدفأة تخيط الثياب..
_مرت الايام سريعا والشاب يتردد مرارا على المشفى لكنها لم تكن تأتي اكثر من مرتين في الاسبوع فيراها ويحدثها ثم تغادر،مر الشهر والشهران وهم على نفس الحالة..حتى احبا بعضهما،رغم ان الشاب هو من كان يبادر،أما الفتاة فقد كانت محافظة وهادئة جدا في مشاعرها رغم مرحها ومزاحها المستمر..
الشاب:امازال والدك على حاله؟
الفتاة:ابي لن يشفى ابدا...وكلانا يعلم ذلك..هو يطلب انهاء عذابه..لكنني لا أستطيع ان اتركه..
الشاب:(بحزن)أيمكنني قول شيء؟؟؟
الفتاة:(بحدة)خيرًا؟؟؟؟؟
الشاب:عليك ان تتعلمي ان تودعي...اعلم انه امر صعب عليك فهو آخر من بقي من عائلتك..لكن الأحسن ان ينتهي ألمه...ان يغادر بشرف..لقد أخبرتني انه شل..وهذا ليس سهلا على رجلاعتاد تخفيف الألم..
اطرقت الفتاة..وتملكها حزن عميق..لم يرى الشاب منه الا عبرات..عادت لمنزلها..وجلست بجانب والدها تبتسم فقال بفرح ودموع:
-هل حسمت أمرك؟؟؟
الفتاة:(تبتسم بحزن)نعم...ان كان هذا ماتريده..فإرحل غادر هذا العالم وبلغ تحياتي الى امي...
الاب:(يبتسم باكيا)اهتمي بنفسك حبيبتي الكاذبة..وتزوجي من ذلك الشاب الذي أعاد بريق عينيك..
الفتاة:(بدهشة)ما..ماذا؟؟
الاب:(يضرب وجهها بهدوء)أنا والدك أيتها الغبية...الم تضني أنني سألاحظ؟
نام الاب ونامت الفتاة بعد مدة من تلك الليلة..استيقظت في الصباح على صوت السيدة دورا ذات ال56 عاما وقد أحظرت لها الحليب وتطمن على السيد..فتركتها الفتاة وذهبت الى الحمام لتغسل وجهها فسمعت صراخا...اسرعت فوجدت السيدة دورا تنظر الى والد الفتاة...فإندهشت وتراجعت نحو الباب..ثم إالتفتت فوجدت الشاب يقف عانقته بسرعة تبكي وهو يمسح شعرها بحزن:
الشاب:لا..لابأس ريتا..لقد إرتاح أخيرا...
الفتاة:لم يكن علي تركه لوحده...لقد..انه خطئي مات بسببي...
الشاب:لاعليك...هيا ابقي في الخارج...انت ايضا سيدتي...
اقترب الشاب من الاب من اجل ان يغطيه فلاحظ ان على ذراعه الايمن تحوي أثر وخزة ابرة..وأن حول فمه أثر التسمم وبعد حضور الشرطة قال الشاب للفتاة:
-هل تركته وحده ليلة امس؟
الفتاة:(تمسح دموعها بقلق)اجل..لا..اجل..تركته لساعتين او أكثر اظن..
الشاب:هل تركت الباب مفتوحا؟
الفتاة:نعم..مثل العادة..لكي يطمئن عليه احد الجيران حين اغادر..